أخبار إيرانمقالات

يحدث في إيران حاليا

 

السوسنة
17/11/2017
بقلم: سعاد عزيز



سبر أغوار الملف الايراني و البحث في جوانبه المختلفة، تضع المرء أمام حقائق و وقائع مفجعة تثير الحزن و السخط و الالم معا، ذلک إن الذي يجري في إيران اليوم و بعد قرابة 40 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية يميط اللثام عن مشاهد مأساوية تبين في خطها العام بأن الاوضاع في إيران قد وصلت ليس الی المرحلة الحرجة للحياة الانسانية وانما تجاوزتها أيضا ولعل هذا هو السبب الذي يدفع الجماهير الايرانية المحتجة تبادر ليس بعدم الخوف من هجمات العناصر الامنية الايرانية لتفريقها وانما حتی للإشتباک معها و طردها و مطاردتها.
جدران المدن الکبيرة في سائر أرجاء العالم تزين بإعلانات جميلة لألعاب أطفال أو أفلام و مأکولات أو عطور وماشابه، أما جدران المدن الايرانية المختلفة فهي تزخر بإعلانات لو علقت أية واحدة منها في أي بلد من بلدان العالم فإنه سيثير ضجة تنشغل بها وسائل الاعلام و البرلمان لأيام، حيث إن إعلان من قبيل:” أبيع أبني ذو ال5 أعوام”، أو إعلان من قبيل:”أبيع کليتي بأي ثمن تطلبونه”، أو:”أبيع قرنية عيني لإنني لاأمتلک ثمن رغيف واحد من الخبز”، هذه الاعلانات أو ماشابهتها تملأ جدران المدن الايرانية وهي وکما قلنا توضح ماقد قلناه بأن الاوضاع في إيران قد تجاوزت المرحلة الحرجة وهو مايعني بإن إيران صارت أمام مفترق بالغ الخطورة خصوصا فيما لو إستمر الحال علی بعضه کما يقول المثل.
مايجري حاليا في إيران، هو حاصل تحصيل شعب يعيش أکثر من 70% منه تحت خط الفقر فيما يعاني 15 مليونا آخرين من المجاعة و تعاني 11 مليون عائلة إيرانية تحت وطأة الادمان علی المواد المخدرة، الی جانب قرابة26% من البطالة و مشاکل و أزمات حادة أخری، والاسوء من ذلک ليس هنالک من أي أمل بتحسن الاوضاع وانما يعلم الجميع بأن الامور ستسوء أکثر و ينتظر الشعب الايراني الکثير من الويلات و المصائب الاخری، ولذلک فإن بقاء هذا النظام يعني بالضرورة توقع کل ماهو أسوء، ولذلک فإن الشعب الايراني يتطلع للتغيير الذي طرحته و تطرحه المقاومة الايرانية کحل وحيد لکافة مشاکل و أزمات إيران، والذي يثير السخرية أن يبادر النظام وخلال هذه الايام للإعتراف بأن هناک 11 مليون مواطن إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وفي هذه الايام أي التي صادفت هذا الاعتراف النسبي بحقيقة و جريمة أکبر من ذلک بکثير، فإن هذا النظام يجري تجارب إطلاق صواريخ بالستية مطورة تکلف الملايين ولاتنفع الشعب الايراني بشئ الی جانب تصعيد التدخلات في المنطقة، وهو مايعني إن النظام بات يسير في طريق مسدود نهايته المواجهة مع الشعب الايراني نفسه قبل غيره لکن المثير للسخرية إن إطلاق هذه الصواريخ هي التي باتت تنعکس سلبا علی الاوضاع في داخل إيران وهو الامر الذي يثير حنق الشعب أکثر خصوصا بعد الصاروخ الايراني الذي أطلقه الحوثيون علی الرياض.
المراهنة علی حدوث تغييرات إيجابية في هذا النظام من خلال مزاعم الاعتدال و الاصلاح الکاذبة و التي هي في الحقيقة مجرد غطاء من أجل التستر علی هذا النظام لکي يواصل مخططاته المشبوهة، فإنزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد أکدت لأکثر من مرة و في أکثر من مناسبة بأن تغيير النظام وإقرار الديمقراطية في إيران هما المفتاح لأزمات المنطقة والتغلب علی التطرف الديني، ذلک إن النهج الاستبدادي الذي يحکم البلاد و يصادر کافة أنواع الحريات، يدفع الشعب الايراني نحو مستقبل مجهول ولذلک فإن التغيير ليس فقط هو قدر إيران و الشعب الايراني وإنما لشعوب المنطقة أيضا ومن دونه ليس بالامکان إنتظار حدوث أي تغيير إيجابي في إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى