أخبار إيرانمقالات

يوم أعدموا 30 ألف سجين بدم بارد


سولا برس
17/11/2017

بقلم : ثابت صالح


28 عاما مر علی إرتکاب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لواحدة من أکثر جرائمه دموية و وحشية، عندما بادر الی تنفيذ حکم الاعدام بأکثر من 30 ألف سجين سياسي في فترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر وذلک لمجرد کونهم أعضاء أو أنصار في منظمة مجاهدي خلق، هذه الجريمة التي تعتبر وصمة عار في جبين الانسانية عموما و المجتمع الدولي خصوصا لتجاهلها المخزي طوال هذه السنين، يجب علی العالم کله أن يعرف بأن موقفهم غير المنصف هذا قد ساعد علی تنمر النظام أکثر فأکثر ضد الشعب الايراني بحيث وصل به الامر الی حد إن ظلمه و جرائمه قد شمل جميع أطياف و مکونات الشعب الايراني من دون أن يفرق بين أحد.
اليوم إذ تنتبه الاوساط الحقوقية و السياسية الدولية الی الخطأ الکبير الذي قد تم إرتکابه ليس بحق منظمة مجاهدي خلق المعارضة فقط وانما بحق الشعب الايراني نفسه عندما فسر النظام ذلک التجاهل بأنه بمثابة ضوء دولي أخضر له لکي يقدم علی إرتکاب أفظع و أشنع الجرائم و الانتهاکات بحق الشعب الايراني المغلوب علی أمره، ومع إنه قد صدر 63 قرار إدانة دولي ضد النظام في مجال إنتهاکات حقوق الانسان، لکن ذلک لم يردعه لأن کل هذه القرارات کانت ذات بعد أدبي وليست إلزامية، بل وإن ال63 قرار لاتمثل شيئا للنظام طالما إنها لاتنال منه أو تؤثر عليه.
الموقف الدولي المخزي من مجزرة صيف عام 1988، والذي کان يجب علی المجتمع الدولي أن لايکرره مرة ثانية بحق الشعب الايراني، للأسف البالغ تم تکراره مع إنتفاضة الشعب الايراني عام 2009، وهو أيضا ماإعتبره النظام بمثابة موافقة دولية علی الفتک بالمنتفضين، واليوم إذ بدأ الضمير العالمي يصحو من غفوته و يسعی الی تصحيح أخطائه الکبيرة بحق الشعب الايراني عموما و بحق منظمة مجاهدي خلق خصوصا، فإن من المهم أن يکون ذلک التصحيح يبدأ من نقطة الخطأ الاساسية أي من مجزرة 1988، حيث من المهم جدا أن يبادر المجتمع الدولي الی إصدار قرار إدانة ضد النظام و يطالب بفتح تحقيق دولي في القضية، ولاريب من إن هذه القضية لو سارت في مساراتها القانونية الاصولية فإنها ستکون بمثابة الزلزال المدمر الذي لايبقي علی رکن قائم للنظام.
يوم أعدموا 30 ألف سجين سياسي في إيران بدم بارد، تصوروا بأن منظمة مجاهدي خلق ستذوب و تنتهي و تصبح مجرد ذکری في التأريخ، لکن عادت زعيمة و سيدة المقاومة الايرانية کطائر الفينيق لتحلق من الرماد الی الذری و تجعل العالم کله علی معرفة و إطلاع بهذه الجريمة و تجعلهم في نفس الوقت يسيرون في الطريق الصحيح لمعالجة الخطأ الذي إرتکبوه يوم أعدم النظام الايراني أمام أعينهم 30 ألف سجين سياسي فلم ينبسوا ببنت شفة!

زر الذهاب إلى الأعلى