العالم العربي

الأطفال السوريون يتحدون قصف النظام بالکاراتيه


19/11/2017

يعمل مدرب الکاراتيه “أحمد بدوي” جاهداً لتدريب الأطفال الصغار علی فنون القتال؛ متحدياً الدمار والقصف الهائل التي تتعرض له مدن وبلدات ريف حلب الغربي عامة ومدينة الأتارب بشکل خاص.
وفي حديث مع المدرب “بدوي” ، قال: “بعد أن شهدت مناطق الشمال السوري شيئاً من الأمان وعدم القصف الذي تعودنا عليه في السابق، عدت أنا وبعض الأطفال الذين کنت أدربهم سابقاً لتلقي التمارين، فلا مکان لنا سوی مدرسة الصناعة الواقعة علی أطراف مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، لاحتوائها صالة کبيرة نوعاً ما، تساعدنا علی التدريبات”، مشيراً في حديثه إلی أن الصالة شبه مدمرةً بفعل قصف طائرات النظام السوري وحليفه الروسي.
وتابع “بدوي” قائلا: “قبيل ستة أيام کان لدينا تدريب مع ستة من المتدربين الأطفال بينهم ابنتي والتي اسمها “لين” وإذ بغارات جويّة هي الأعنف من نوعها تستهدف السوق الشعبي لمدينة الاتارب فقطعنا التدريب وهرعنا أنا وتلاميذي إلی مکان آمن، قبل أن أعيدهم إلی منازلهم، شاکرا الله أنهم لم يُصابوا بأي أذی، کي يُورث الصغار الرياضة والتي حصدت بطولاتها لعدة سنوات بعد عناء”.
وأضاف “بدوي” أن “مجزرة السوق في الأتارب أثرت بشکل سلبي علی الرياضة وذلک لخوف الأهالي علی أبنائهم من قصف غادر من قبل طائرات النظام وحليفه الروسي، ورغبتهم ببقاء أولادهم بجانبهم حرصا علی سلامتهم، وعدم توفر مکان آمن من المکان المتواجدين فيه”.
ورأی “بدوي” أن “تدريبات الأطفال علی أنقاض الصالة المدمرة في مدرسة الصناعة تعطي شيئا من الحيوية للمتدربين وظروفا جيدة وممتازة للتدريب المحترف، والتأقلم علی کافة الظروف الصعبة في التدريب”، مشيراً إلی أن الأطفال مصرون علی إکمال تلک الرياضة بشتی الظروف.
ونوه إلی أن أکبر المعوقات التي تعاني منها رياضة الکاراتيه هي عدم توفر الدعم لها وعدم توفر مکان ملائم للرياضة، مشيراً أن فريقه يتبع للهيئة العامة للرياضة والشباب، وکان يحوي 25 متدربا، بيد أن سياسة القصف والتهجير التي تتبعها قوات النظام أسفرت عن غياب الکثيرين عن تلک الرياضة، وخاصة بعد تهجيره هو وطلابه من أحياء حلب الشرقية مطلع هذا العام.
وختم بدوي حديثه قائلا: “رغم کل ماتفعله الطائرات الحربية من قصف وتهجير سأبقی علی درب الکاراتيه، وسأزرع في هذا الجيل هذه الرياضة”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى