مقابلات

سيف: رحيل الأسد محسوم ومؤتمر الرياض يعزز موقف المعارضة بجنيف

 

 
17/11/2017

اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوی الثورة والمعارضة السورية، رياض سيف، أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، محسوم بالنسبة للمعارضة برحيله، مبينا أن مؤتمر الرياض المرتقب، سيعزز موقف المعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة.
وتستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية بين الـ٢٢ و٢٤ من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بحسب ما أعلنته وکالة الأنباء السعودية الرسمية، الإثنين الماضي.
وقال سيف في مقابلة مع مراسل الأناضول بإسطنبول، إن اجتماع المعارضة في الرياض، سيشهد “تقييم عمل الهيئة العليا للمفاوضات خلال الفترة السابقة، وسيرکز علی إعادة النظر في الآليات التفاوضية”.
إلا أن سيف شدد علی أنه “لن يکون هناک تعديل يذکر فيما يتعلق بالموقف من رحيل الأسد، وأن أغلب المشارکين في المؤتمر (الرياض) يدعمون موقف الائتلاف في هذا الصدد”، معتبراً أن المؤتمر “سينجح في تشکيل رؤية واضحة للمعارضة”.
سيف لفت إلی أن “الائتلاف تلقی دعوة للمشارکة، وينظر بإيجابية لمؤتمر الرياض، ودور المملکة العربية السعودية الداعم للشعب السوري، ويأمل أن يساعد في تعزيز موقف قوی الثورة والمعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة (28 من الشهر الجاري)”.
ومضی بالقول: “هناک أسماء مدعوة (لمؤتمر الرياض) لها سمعتها في العمل المعارض، ويمکن للائتلاف التعاون معها للوصول إلی رؤية سياسية موحدة، انطلاقاً من ثوابت الثورة السورية”.
وأضاف: “هدفنا إنهاء حکم الاستبداد کلياً، وبناء دولة القانون والعدالة، ومن يشارکنا ذلک سنمد إليه يدنا للتعاون”.
وحول موقف الائتلاف من مؤتمر سوتشي، الذي دعت إليه روسيا للحوار بين السوريين، وتأجل بطلب ترکي، قال سيف: “مؤتمر سوتشي رُفض بشکل قاطع من الائتلاف، لأنه لا مبرر لانعقاده، وإذا أراد الروس دعم الحل السياسي، يمکنهم الضغط علی النظام للمشارکة في مفاوضات جنيف”.
واستبعد سيف فشل مؤتمر الرياض في تشکيل وفد متجانس، وقال: “إرادة السوريين والدعم الدولي المتوفر سيعزز فرص الاتفاق حول رؤية واحدة، ولن يکون بوسع مجموعة صغيرة، تحدي إرادة الأغلبية والقضاء علی حلم السوريين بالحرية”.
ولم يخفِ رئيس الائتلاف قلقه من استمرار تعثر المفاوضات، وذلک بقوله: “منذ 4 سنوات هناک مفاوضات بيننا وبين الأمم المتحدة، والنظام حتی اليوم لم يبد أي استعداد للحل السياسي”.
وأردف: “إن کان استمرار الحال بهذا الشکل، فلا جدوی من أي مفاوضات أو أي مؤتمر”، مضيفا: “نحن نشارک لکي يکون صف المعارضة متحداً، وليس من أجل إنتاج معارضة مصنعة، أو غير ملتزمة بمصالح الشعب السوري”.
وفيما يخص الوفد المفاوض الموحد الذي هو هدف مؤتمر الرياض، ذهب سيف إلی أنه “يمکن الوصول لذلک، فإن کان الجو وطنيا في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازا عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سوريا صادقا مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه”.
وشدد رئيس الائتلاف السوري علی أن “قضية وجود الأسد أو عدم وجوده في المرحلة الانتقالية وما بعدها، هي النقطة التي يمکن أن تکون حاسمة”، بشأن تشکيل الوفد الموحد للمعارضة.
وفيما يتعلق بدعوات من قبل جهات ودول للمعارضة، بالتصرف وفق المتغيرات الدولية، بعقلانية وواقعية، قال: “نسمع في الفترة الأخيرة بهاتين الکلمتين، العقلانية والواقعية، الأولی ووفق العقل والمنطق، فإن مجرما ارتکب جرائم ضد شعب وشرده، واستعمل الکيماوي، وأدين بکافة أنواع الجرائم، يجب أن يقال له کفی ويُحال للعدالة”.
وأردف: “هل هناک عاقل يقول بأن هذا له الحق أن يکون رئيسا للشعب رغما عنه، ويدعم من بعض الدول لقهر ذلک الشعب، وإذا کان کل مجرم لتفادي شره، يُعطی ميزات، فهذا يشجع الناس لفعل الشر والقتل، فلا الواقعية مقبولة هنا، ولا العقلانية کذلک”.
سيف أبدی استغرابه من أن “القضية السورية تقف عند عقدة الأسد، يکون أو لا يکون في المرحلة الانتقالية، علی العالم أن يتخذ قرارا أخلاقيا، إنسانيا وعقلانيا، بأن بشار الأسد انتهی، وعليه أن يتنحی، فالأمور لدی الشعب السوري محلولة بإزاحة الأسد”.
وتساءل: “هل المجتمع الدولي عاجز عن إزاحة بشار الأسد؟، فالأخير قوته الذاتية ضعيفة، ويعيش بحماية إيران وروسيا، بينما القوی الرئيسة، أصدقاء الشعب السوري، مثل أمريکا والاتحاد الأوروبي وغيرهم، هل جميعهم غير قادرين علی تنحيته؟”.
وردا علی سؤال حول أفق الحل السياسي بعد البيان الروسي الأمريکي حول سوريا، وإنشاء مناطق خفض التوتر، قال رئيس الائتلاف السوري: “الحل السياسي له شروط، عندما تتفق أمريکا وروسيا علی حل سياسي، ويتبنوه تبنياً کاملاً، عندها ينجح”.
والسبت الماضي، أعلنت الرئاسة الروسية (الکرملين)، أن الرئيسين الأمريکي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، استبعدا الحل العسکري لحل الأزمة في سوريا، واتفقا في بيان مشترک، علی أنّ “معالجة الأزمة ستتم في إطار ما يعرف باسم محادثات جنيف”.
وحول البيان أوضح سيف: “لم تقدم الدولتان (روسيا وأمريکا) في البيان الأخير (المشترک)، حلاً سياسياً واضحاً، نحن بحاجة لإرادة دولية، وخاصة روسيا وأمريکا، وهناک تبادل مصالح ونحن نتفهمه، ولکن ضمن ما يقبل به الشعب السوري، اتفاقهم علی حل سياسي شرط أول، والشرط الثاني ألا يمس ثوابت الشعب السوري”.
واعتبر أن “البيان هو تفويض بوتين لإيجاد حل، والمؤکد أن الحل الذي يختاره بوتين هو الذي يبقي الأسد، ويعطيه القدرة علی الاستمرار والشرعية”.
وبين رئيس الائتلاف السوري أن “مناطق خفض التصعيد ليست في خدمة الحل السياسي إذا کان الضامن يحلل لنفسه القصف بالطائرات، فروسيا الضامنة قصفت منذ ايام قليلة مدينة الأتارب(بريف حلب الغربي شمالي سوريا)، وسقط عشرات القتلی، والقصف مستمر بالغوطة الشرقية، فالحل السياسي هو الالتزام ببيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن”.
وعن دور الحکومة المؤقتة في المناطق الخاضعة للمعارضة، کشف أنها “کانت تعاني من عدم وجود تمويل، وفي الأشهر الأخيرة تحسن الأمر، والاخوة الأتراک يقدمون کل التسهيلات الممکنة، ومن ضمنها استلام الحکومة المؤقتة معبر باب السلامة الحدودي”.
وأشار سيف إلی أنه “سيتم تسليم باقي المعابر لاحقاً، وهناک تعاون بنّاء في المناطق المحررة، حيث أطلقوا يد الحکومة المؤقتة في منطقة درع الفرات”.
وأردف: “هناک تشجيع ترکي لتقديم الدعم الکامل للحکومة (المؤقتة)، ونحن نشعر بالامتنان لموقف ترکيا الداعم لنا، والدعم الملموس من الرئيس رجب طيب أردوغان شخصياً، وهذه خطوة ستکون لها آثار علی الأرض، بسدّ احتياجات الناس، والرضا بالعمل علی الأرض من قبل الأهالي”.
وختم رئيس الائتلاف السوري بأن “دعم الاتحاد الأوروبي للحکومة المؤقتة کان محدوداً، لکن مع بداية العام القادم، ستری تلک الحکومة دعما أوسع من الاتحاد، وأمريکا أيضا ستعيد العمل معها”.


زر الذهاب إلى الأعلى