أخبار إيرانمقالات

الدور السافر للنظام الإيراني في خلق الأزمات

جريدة العربي -الافريقي
17/11/2017
المحامي عبدالمجيد محمد 
أصبح الهجوم الصاروخي يوم 4 / نوفمبر- تشرين الثاني  علی مطار رياض الدولي مصدرا للأخبار وقد اهتم بهذا الخبر أبرز وسائل الإعلام في العالم والملفت للنظر أن أصابع الاتهام أشارت جميعها إلی النظام الإيراني وحرس النظام بالذات، لکن من جهة أخری نری نظام الملالي أنه ولغرض التمويه والخروج من هذه المتاهة فقد دخل الساحة بشکل لايخرج أبدا عن نطاق دائرة خداع وتمويه الملالي ليحاول عبثا ومن دون جدوی منع إزاحة النقاب عن وجهه وعن وجه حرس النظام بالذات. 
ومن هذه المساعي التمويهية المخادعة، ما قد ذکره القائد العام لقوات الحرس محمد رضا جعفري بهذا الخصوص، ومعروف عنه بأنه عادة ما يعربد من منطلق کون النظام قوة عظمی، وقد سبق وأن کان يهدد ويتوعد الولايات المتحدة  قبل تصنيف الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية بأنها يجب أن  تسحب قواتها إلی مسافة 2000  کم تجنبا لإصابتها بصواريخ النظام الإيراني التي يدعي النظام بأن لها هذا المدی، لکن نبرة جعفري هذه المرة غلب عليها الارتباک والخوف الواضح عندما قال: « نحن لانمتلک بالاساس الامکانية والقدرة علی نقل الصواريخ من إيران الی اليمن!)».
کما قال وزير دفاع الملا روحاني وبخداعه الخاص له: ”لا يجوز عند حدوث أي أمر طارئ في لمنطقة أن تبادر الولايات المتحدة الی إتهام إيران!“. 
وصرح الملا روحاني بأسلوبه المخادع قائلا: «عند حدوث أي أمر طارئ في المنطقة يقولون بأن النظام الايراني قد قام بذلک، نحن لونسعی للتدخل في أي بلد فإننا لانخفي ذلک و نحن نقول وبکل فخر أننا متواجدون في سوريا والعراق ولکن هذا التواجد بناءا علی طلب النظام السوري والحکومة العراقية.»
فضلا علی ذلک، حاولت وسائل إعلام النظام الإيراني ومن خلال إقامة طاولة مسديرة تلفازية في القناة الثانية لغرض التغطية علی أزمات النظام الداخلية التي لاعلاج لها، ولذلک فقد أتی ببعض وجوهه المنتقاة من الساحة وبذل کل واحد منهم مابوسعه وبأساليب مکشوفة التمويه علی هذا التدخل اللاشرعي وإختلاق الأزمات الإقليمية والدولية أوالتخفيف منها بحسب الإمکان وإبطال مفعوله السياسي. لکن کان أحد ممثلي هذه المسرحية الهزيلة ”محمد رضا مرادي“ والذي تم تقديمه علی إعتبار أنه خبير في شؤون غرب آسيا، حيث قال: ”في الوقت الحاضر، لقد وصلت مديات صواريخ سکود والباليستية من أنواع (زلزال وقاهر وبرکان وصواريخ أخری) إلی الرياض، وهذا بمثابة خطر بالغ الجدية للسعودية، ذلک إنه وعندما يتم إستهداف مطار في العاصمة السعودية فإنه لا يستبعد مستقبلا إستهداف قصور آل سعود وان احتمال ذلک وارد بقوة .. (قناة الشبکة الثانية 6 / نوفمبر – تشرين الثاني 2017).
وبهذا السياق وبصورة واضحة، فإنه هذه المرة وعلی لسان أحد خبراء النظام يتم سماع ثغاء العنزة خلف عبائة الملا خامنئي!!
إن تدخل النظام الإيراني في شؤون بلدان المنطقة وخلق الأزمات واضحة وضوح الشمس في عز النهار ولا يحتاج إلی أي نوع من البحث والاستدلال، لقد ضاقت بلدان المنطقة ذرعا من تدخلات هذا النظام ويطالبون بقطع دابره ودابر الحرس الثوري من هذه البلدان وحل الميليشيات التابعة للحرس کحزب الله والحشد الشعبي وأنصارالله في اليمن وتجريدها من الاسلحة.
إن ما يدعيه الملا روحاني بأن تواجد هذا النظام والحرس في سوريا والعراق أمر قانوني يستند علی طلبهم لذلک، لکننا نتساءل، هل من قبيل المصادفة تواجد الارهابي قاسم سليماني الذي لا يوجد في قاموسه الإجرامي سوی القتل والتفجير والتدمير وحرق المدن وتشريد ملايين من الشعب السوري والعراقي، هل إن هذا العمل يمکن إدراجه تحت يافطة السياسي والشرعي وبناءا علی الطلب؟
هل إن تعيين الحرسي ايرج مسجدي بعنوان سفير لنظام الملالي في العراق، والذي کان طوال أکثر من 30 عاما قرب قاسم سليماني يقوم بإرتکاب الجرائم الارهابية المشترکة في المنطقة وفي العراق بشکل خاص هومن قبيل الصدفة أوإنه من أجل التدخل السافر في شؤون العراق وسوريا عن طريق وکر الجاسوسية المسماة بسفارة النظام في بغداد؟
أما بخصوص الهجوم الصاروخي علی رياض، فإنه وبناءا علی المعرفة المسبقة عن النظام الايراني ومايخلفه من أثر، أن لايوجه أصابع الاتهام للنظام الايراني کما جاء في بيان السفيرة نيکي هيلي الصحفي:
  ”موقع الأمم المتحدة – نيويورک 8/ نوامبر – تشرين الثاني 2017
 

إن النظام الإيراني وبعد تجهيزه لميليشات الحوثيين بهذا النوع من التسليحات فقد انتهک وبالتزامن قراري 2216 و2231 مجلس الامن الدولي التابع للأمم.
وبتأريخ 8 نوفمبر، أکد ”محمد جواد دبيران“ الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المانيا لقناة الأخبارية قائلا:
«.. لقد فضحنا في تاريخ 8 آغسطس – آب أن الحرس الثوري يستخدم طرق سرية لإيصال الصواريخ إلی الغوغائيين في اليمن وينتهک القوانين الدولية حيث تتم هذه العمليات الهجومية بتوجيه مباشر من قبل نظام طهران، کما سبق وأن أکد ”حسن فيروز آبادي“ رئيس أرکان القوات المسلحة الإيرانية السابق من إنه لايتم إطلاق صاروخ إلا بأمر مباشر من علي خامنئي، من هنا فإن النظام يخلق أزمات في مختلف البلدان، لأن ذلک من رکائز بقاء هذا النظام سيما وان الحرس الثوري هو منظمة إرهابية ويجب محاسبته، وخلاصة القول إن رأس أفعی أزمات المنطقة في طهران، ويجب سحق هذا الرأس بأسرع ما يمکن وهذا ممکن وفي متناول اليد وهومطلب الشعب الإيراني ويمکن القيام به علی يد الشعب والمقاومة الايرانية».
Abl.majeed.m@gmail.com
 
زر الذهاب إلى الأعلى