أخبار إيرانمقالات

السلمي يکتب عن إيران وحزب الله: تحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية مطلب قومي


المواطن
16/11/2017
 
بقلم:محمد السلمي


أکد الکاتب والباحث في الشؤون الإيرانية، محمد السلمي أن تطورات الأحداث في المنطقة کشفت زيف المقاومة التي يدعيها حزب الله، حيث سقط القناع الأخيرة وانکشفت المؤامرات الإيرانية في المنطقة عبر مليشياتها المسلحة وأخطرها حزب الله اللبناني.
وأضاف السلمي في مقال له بصحيفة “الوطن” بعنوان “تحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية مطلب قومي”، أن ما يکشف زيف مزاعم حزب الله بمقاومة إسرائيل، تلک التفاهمات التي توصل إليها الحزب مع إسرائيل خلال عامي 2000 و2006، وتأکيدها علی انتشار الحزب في المنطقة الحمراء، وإلی نص المقال:
منذ أن ألقت الثورة الإيرانية أوزارها، واعتلی الخميني ورفاقه الثيوقراطيون الحکم في طهران، تعبث الجمهورية الإيرانية ليس فقط بأمن واستقرار الدول العربية المستهدفة بالتدخل الإيراني، وإنما بمصائر شعوبها ومواردها، وبمستقبل أجيالها، خلال تدشين أذرع وجيوب وميليشيات إرهابية شيعية، منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، تدعمها بالمال والسلاح لتکون رقما في المعادلة لا يمکن تجاوزه، بل تستطيع بقوة سلاحها تجاوز قرارات الدول الکائنة فيها، وتنفيذ الأجندة الإيرانية، ضاربة بعرض الحائط کل المواثيق والأعراف الدولية المنظمة للعلاقات الدولية، خصوصا مبدئي حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لتتحول الدول العربية المستهدفة إلی ساحات حرب مفتوحة بين مکوناتها السياسية وأطيافها العرقية.
حزب الله اللبناني، واحد من أهم الأذرع الإيرانية لتنفيذ المشروع الإيراني في لبنان، شکّله الخميني بعد عامين فقط من انتصار الثورة الإيرانية عام 1982، من رجال الدين الشيعية اللبنانيين المؤيدين للنهج والفکر الإيراني في لبنان وسورية والعراق واليمن والخليج العربي، ثم مده بالمال والسلاح والرجال والشحن المذهبي الطائفي، لضمان اختطاف لبنان وتغيير هويته وتفريسه وتحقيق التفوق النوعي للحزب، علی نحو يمکّنه من تعطيل قرارات الدولة اللبنانية، وتنفيذ قرارات وإملاءات النظام الإيراني في لبنان وخارج لبنان، متجاوزاً بذلک الدستور والقانون والقرار اللبناني، واعتبار إيران وطنا أول، بينما لبنان ليس وطنا ثانيا، کما قال الرئيس اللبناني شارل حلو للصحفيين عندما علم عمالتهم، مرحبا بکم في وطنکم الثاني لبنان، وإنما وطن مختطف.
دولة لبنان واحدة من الدول المختطفة إيرانيا، بوقوعها ضمن نطاق المشروع الإيراني من ناحية، وبقوة سلاح حزب الله من ناحية أخری، بتجاوز الذراع الإيرانية الأهم للدستور والقرار اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية المعنية بإقامة الأمن ودرء العدوان وحماية الحدود، بتعطيله القرارات التشريعية، وبتهديد الحياة السياسية، وبحمله السلاح وتصويبه نحو الداخل والخارج اللبناني خدمة للمخطط الإيراني، وتنفيذا لقرارات الولي الفقيه لتغيير هوية لبنان من الطابع العروبي إلی الطابع الفارسي، عبر دعم حزب الله في لبنان ودمجه في الحکومة اللبنانية والسلطة التشريعية، إما لمراقبتها ودفعها نحو تأييد المخطط الإيراني في لبنان والمنطقة برمتها من ناحية، أو لعرقلة أية قرارات لبنانية تأخذ لبنان بعيدا عن دائرة الاختطاف، والعودة إلی الصف العربي من ناحية أخری.
بات لبنان -بامتلاک حزب الله ترسانة أسلحة وصواريخ إيرانية- خاضعا لإيران، ولم نغالِ إذا ما قلنا صناعة القرار اللبناني صناعة إيرانية، وإن الضاحية الجنوبية من لبنان باتت ولاية إيرانية، وحزب الله حزب إيراني بامتياز ودلائل ذلک کثيرة، منها البيان التأسيسي للحزب الذي نص علی الالتزام بأوامر المرشد، ومبايعة قياداته للولي له کوکلاء شرعيين لإيران في لبنان، وخطابات نصرالله المتلفزة المتعددة بأن «موازنة حزب الله ونفقاته وصواريخه وأسلحته تأتي من الجمهورية الإيرانية»، وتأکيده «مشروعنا مشروع الدولة الإيرانية بأن يکون لبنان ليس جمهورية وإنما جزءا من الجمهورية الإيرانية الکبری التي يحکمها الولي الفقيه الإمام الخميني»، وهو ما يدحض نفيه التدخل الإيراني في لبنان في خطابه الأخير المتلفز 10/‏ 11/‏ 2017.
وما يکشف زيف مزاعم حزب الله بمقاومة إسرائيل، تلک التفاهمات التي توصل إليها الحزب مع إسرائيل خلال عامي 2000 و2006، وتأکيدها علی انتشار الحزب في المنطقة الحمراء «الحزام الأمني» حتی الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل مکان جيش لبنان الجنوبي، للحيلولة دون وقوع تلک المنطقة في أيدي منظمات معادية.

زر الذهاب إلى الأعلى