أخبار إيران

ناجون من زلزال إيران يفترشون الأطلال (فيديو+ صور)

 
16/11/2017
 
تعاني مئات العائلات في المدن والقری الواقعة في غرب إيران من ظروف معيشية سيئة، حيث تنام عائلات بأکملها علی صورکام وأطلال منازلهم التي تهدمت بفعل الزلزال الذي ضرب غرب إيران بقوة 7.3 درجة علی مقياس رختر، في مواجهة عوامل جوية قاسية مع دخول فصل الشتاء إضافة إلی تجاهل تام من المسؤولين الإيرانيين.
الأمطار الثلجية ضربت بلدة “سربل ذهاب” الإيرانية، ودرجات الحرارة سجلت أکثر النسب انخفاضا خلال العام، لکن العائلات المتأثرة من الزلزال الذي قتل أکثر من 530 شخصا، الأحد، في حاجة ماسة إلی مساعدات طبية وغذائية عاجلة طبقا لمراسل صحيفة واشنطن بوست الأمريکية.
وبالرغم من أن نظام الملالي أعلن عن ضرورة سرعة توزيع المساعدات العاجلة للمتأثرين من الزلزال، إلا أن “المشاکل اللوجستية” والسرقات و”مشاکل أخری” تسببت في إعاقة وصول المساعدات للمتضررين الذين تتدهور أوضاعهم بشکل مستمر لليوم الثالث علی التوالي.
 
شهاهلا رازعي، ناجية من الزلزال، تقول إن مقتنياتهم لاتزال تحت الأنقاض؛ مثل البطانيات والملابس الشتوية والأموال، إلا أنه لا أحد يجرؤ علی محاولة البحث عنها خوفا من انهيار الأنقاض ومن تبعات الزلزال، حيث استطاعت العائلة أخذ بعض الکتب المدرسية ومقتنيات أخری لکن مع الهزات التابعة للزلزال أصبح الأمر خطرا للغاية.
الحالة الأمنية في المناطق التي ضربها الزلزال تأثرت أيضا، فمع وصول أوائل المساعدات إلی تلک المدن، زادت حالات السطو والسرقات علی تلک المساعدات في غياب للشرطة المحلية في تلک البلدات، مما جعل الحصول علی المساعدات اللازمة في تلک المناطق أقرب للمستحيل.
وأفادت وکالة “أسوشيتيد برس” بأنه تم توزيع أکثر من 12 ألف خيمة في المنطقة التي ضربها الزلزال، إلا أن عدد المنازل المتضررة تعدی 30 ألف منزل، 15 ألفا منها مدمر بشکل کامل، مما دفع العديد منهم لبناء أکواخ من الحصير أو الصفيح لمحاربة الطقس البارد في المنطقة.
 
وتقول باراتسو رازعي، إحدی الناجيات وأم لطفلين، إن بعض المتطوعين من البلدات المجاورة أتوا ببعض الطعام والبطانيات لمساعدة البلدات المتضررة، وأضافت أنه لا يوجد عدد کاف من الخيام، إضافة إلی اضطرارهم لإشعال النار خارج الخيام وإبقائها موقدة لکيلا يتجمد الناجون من البرد خلال الليل.
توفيق ميرازي، أب لستة أطفال وأحد الناجين، طالب الحکومة بعمل ملاجئ للناجين بشکل عاجل “حتی ولو في حاويات شحن” وذلک علی خلفية قدم ابنته التي کسرت خلال الزلزال، وأضاف متسائلا: “انظروا إلی قدم هذه الطفلة، إنها مکسورة، أين يمکننا أخذها؟”.
 
لکن التلفزيون الرسمي الإيراني نشر عدة مقاطع فيديو عن توزيع “التمور” علی الناجين، والتي تظهر أن نظام الملالي لا يستطيع تحديد أولويات الناجين، والتي تترکز في الخيام لمحاربة البرد القارص أثناء الليل.
وکذب رأس نظام الملالي، الولي الفقيه خامنئي، بالدعوة لاستمرار شحنات الإغاثة للمناطق المتضررة قبل دخول “موسم صقيع قارص” علی حد وصفه، کما ادع وزير الداخلية للنظام عبدالرضا رحماني فالزي، خلال جلسة مفتوحة للبرلمان، أمس الأربعاء، بأن أکثر من 36 ألف خيمة تم إرسالها للمناطق المؤثرة.
إلا أن سکان تلک المناطق يؤکدون أن حکومة الملالي لا تقوم بأي شيء لمساعدتهم، حيث انتشار السرقات وانعدام الأمن في المناطق التي ضربها الزلزال تمنع وصول المعونات القليلة التي توفرها الحکومة لهم.
وبينما تستمر الحکومة الإيرانية في ادعاء إرسال المساعدات، يستمر الناجون من الزلزال في النوم علی الرکام البارد في أحد أکثر المواسم برودة في تاريخ إيران.
زر الذهاب إلى الأعلى