أخبار إيرانمقالات

وماذا بعد ذلک؟

 

وکالةزاد الأردن الإخبارية
13/11/2017


بقلم:منی سالم الجبوري

 

صار الحديث عن التهديد الذي تمثله إيران للأمن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بدعمها و مساندتها للإرهاب وإستخدامها للميليشيات التابعة لها في دول المنطقة من أجل تحقيق أهدافها، حديثا عاديا کأن تقول بأن الشمس تشرق من الشرق، ذلک إن إيران أدت دورا ولاسيما خلال العقدين الاخيرين، بحيث تجاوزت خلاله کل الحدود و أثبتت بأنها تتلاعب بعوامل إستقرار المنطقة بشکل مکشوف وتبذل مابوسعها لتوظيف ذلک بالشکل الذي يخدم أهداف مشروعها في المنطقة.
الحقيقة لم تأت هيذر ناوت، المتحدثة بإسم الخارجية الامريکية بشئ جديد عندما أعلنت خلال مؤتمر صحفي لها الخميس المنصرم من إن إيران تمثل مشکلة حقيقية في منطقة الشرق الاوسط بدعمها المستمر الارهاب وإن الميليشيات الشيعية تقود حروب طهران بالوکالة، ذلک إن بلدان المنطقة بصورة خاصة قد علمت و تيقنت من هذه الحقيقة منذ أعوام عديدة خصوصا وإنها المتضررة المباشرة من الدور الايراني، ولاريب أن الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة و بشروعها في في تقديم خدمات أضافية لإيران خارج حدود بلدانها کما هو الحال مع حزب الله اللبناني و ميليشيات عراقية و ميليشيا الحوثي، فإن إيران بذلک تمد أرجلها أبعد بکثير من حدود بساطها والمشکلة إنها لاتريد سحب أرجلها بل إنها تسعی للمزيد و المزيد من الامتداد، وليس المهم أن تخبرنا ناورت بأن إيران مشکلة حقيقية فذلک مجرد کلام لايقدم ولايؤخر، لکن الاهم أن تخبرنا مابجعبة واشنطن من أجل حل تلک المشکلة و التصدي لها.
المطلوب من ناورت و کذلک من دول الاتحاد الاوربي وخصوصا فرنسا و ألمانيا عندما يتم التحدث عن التهديد الذي تمثله إيران و أذرعها في دول المنطقة، هو أن يوضحوا مالذي يجب عمله ازاء ذلک و کيف السبيل لإيقافه، ولاسيما عندما يشيرون أحيانا بأن هذا التهديد يحدق بمصالحهم أيضا، وإن هناک الکثير من علامات الاستفهام عن الاسباب التي جعلت طهران تتمادی أکثر بعد أن طالبتها البلدان الغربية بالکف عن تدخلاتها في المنطقة وهل إن هذه البلدان ستقبل بهذا التمادي و تظل ضمن الدائرة اللفظية بأن تصدر بيانات و تصريحات صارت لطهران خبرة بالاستخفاف بها، إذ وکما قال الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد بأن عقوبات و قرارات الامم المتحدة ليست مهمة وانما العقوبات الصادرة من جانب أمريکا و البلدان الغربية، ولذلک فإنه من المهم جدا أن تخرج البلدان الغربية من دائرة التنظيڕ التي شبعت بلدان المنطقة منها ولم تعد بحاجة للمزيد منها، وان تبادر لإتخاذ أعمال و إجراءات علی الارض ولاسيما في مجال ملف حقوق الانسان في إيران و ملف دعم نضال الشعب الايراني و المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة في المقاومة الايرانية، فهذين الملفين هما من أکثر الملفات تأثيرا علی إيران و دفعها نحو زاوية ضيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى