أخبار إيران

الرياض: إيران کالشيطان.. لا يحبه إلا أتباعه

 

الرياض
14/11/2017
 
معيض الحسيني


في عام 2013 خلص استطلاع رأي أجراه مرکز “بيو” للأبحاث الأميرکي إلی أن شعوب 39 دولة تکره إيران.
وکشف الاستطلاع عن آراء سلبية لغالبية سکان هذه الدول تجاه إيران، ويرونها بلداً لا يحترم حريات شعبه الشخصية.
وأکد التقرير أن 78 % من المصريين لديهم رأي غير إيجابي ومتشکک في الإيرانيين.
وبلغت النظرة السلبية أعلی معدلاتها في دول شرق أوروبا والولايات المتحدة، فنحو 81 % في الأردن يعطون مواقف سلبية من إيران، و78 % في مصر و68 % في ترکيا و60 % في لبنان و55 % في الأراضي الفلسطينية.
وحسب الاستطلاع، فقد بقيت طموحات إيران النووية مصدراً کبيراً للمواقف السلبية من طهران، وفي الدول التي تؤلف مجموعة 5+1، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، فإن ستة من کل عشرة يعارضون امتلاک إيران أسلحة نووية.
وفي الشرق الأوسط، يجمع 79 % في الأردن علی معارضة امتلاک إيران سلاحاً نوويا وبلغت في مصر 73% وترکيا 69% ولبنان 59%.
جرائم الملالي بالوثائق
من جانبها، نشرت وزارة الخارجية بياناً مفصلاً يوثق بعشرات الأدلة دعم إيران للإرهاب في المنطقة والعالم، منذ استلام نظام ولاية الفقيه الحکم عام 1979 الذي اعتمد مبدأ تصدير الثورة ونشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بکافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية، حيث عانت المملکة مثلها مثل الکثير من دول المنطقة من الإرهاب المدعوم من قبل النظام الإيراني بشکل مباشر أو غير مباشر.
وذکر البيان أن النظام الإيراني أسس العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج ومنها (حزب الله في لبنان، وحزب الله الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق)، وغيرهم الکثير، والعديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها الحوثيون في اليمن، وتم إدانة تلک المنظمات من قبل الأمم المتحدة، وفرضت عليها عقوبات دولية، بالإضافة إلی دعم وتواطؤ طهران مع منظمات إرهابية أخری مثل القاعدة التي آوت عدداً من قياداتها ولا يزال عدد منها في إيران، حسب بيان وزارة الخارجية.
البداية من لبنان
وضم البيان توثيق الأعمال التي قامت بها إيران حسب تاريخ الأحداث التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلی إيران، حيث کانت لبنان البداية بالنسبة لتدخل إيران، ففي العام 1982 اختطاف 96 مواطناً أجنبياً في لبنان بينهم 25 أميرکياً فيما يعرف بـأزمة الرهائن التي استمرت 10 سنوات، عمليات الخطف قام بها حزب الله والجماعات المدعومة من إيران.
وفي العام 1983 تم تفجير السفارة الأميرکية في بيروت من قبل حزب الله، وتسبب بمقتل 63 شخصاً في السفارة.
وفي العام 1983 قام الإيراني إسماعيل عسکري، الذي ينتمي للحرس الثوري بتنفيذ عملية انتحارية في بيروت استهدف مقر مشاة البحرية الأميرکية، نجم عنها مقتل 241 وجرح أکثر من 100 من أفراد البحرية والمدنيين الأميرکيين.
وفي العام 1983 تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت من قبل حزب الله، بالتزامن مع تفجير مقر القوات الأميرکية الذي نجم عنه مقتل 64 فرنسياً مدنياً وعسکرياً.
هجمات متلاحقة
وفي نفس العام، قامت عناصر من حزب الله وحزب الدعوة الشيعي المدعومين من إيران بمجموعة هجمات طالت السفارة الأميرکية والسفارة الفرنسية في الکويت ومصفاة للنفط وحي سکني نجم عنها مقتل 5 وجرح 8.
وفي العام 1985 وقعت محاولة تفجير موکب الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الکويت – رحمه الله – الذي نتج عنه مقتل عسکريين وجرحی خليجيين.
وفي العام 1986، قامت إيران بتحريض حجاجها للقيام بأعمال شغب في موسم الحج مما نتج عنه وفاة 300 شخص.
اغتيالات لا تتوقف
وتورطت إيران في مجموعة من الاغتيالات للمعارضة الإيرانية، ففي العام 1989 اغتالت في فيينا عبدالرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الکردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آذر، وفي باريس عام 1991 قام الحرس الثوري الإيراني باغتيال شهابور بختيار، آخر رئيس وزراء في إيران تحت حکم الشاه وأودی الهجوم بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية، وفي برلين عام 1992 اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الکردستاني الإيراني صادق شرفکندي وثلاثة من مساعديه.
وفي الفترة من 1989 الی 1990 ، تورط النظام الإيراني في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند وهم: عبدالله المالکي، وعبدالله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف.
وفي العام 1994 تورطت إيران في تفجيرات بيونس آيرس التي نجم عنها مقتل أکثر من 85 شخصاً، وإصابة نحو 300 آخرين.
تفجيرات الرياض والخبر
وفي العام 1996 تم تفجير أبراج سکنية في الخبر، قام به ما يسمی بـ”حزب الله الحجاز” التابع للنظام الإيراني، ونجم عنه مقتل 120 شخصاً من بينهم 19 من الجنسية الأميرکية، وتوفير الحماية لمرتکبيه، بما فيهم المواطن السعودي أحمد المغسل الذي تم القبض عليه عام 2015، وهو يحمل جواز سفر إيرانيا، وقد أشرف علی العملية الإرهابية الملحق العسکري الإيراني لدی البحرين آنذاک، کما تم تدريب مرتکبي الجريمة في کل من لبنان وإيران، وتهريب المتفجرات من لبنان إلی المملکة عبر حزب الله، والأدلة علی ذلک متوفرة لدی حکومة المملکة وحکومات عدد من الدول الصديقة.
وفي عام 2003، اعتقلت الشرطة البريطانية هادي بور السفير الإيراني السابق في الأرجنتين بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم.
وفي العام 2003 تورط النظام الإيراني في تفجيرات الرياض بأوامر من أحد زعامات القاعدة في إيران، ما نجم عنه مقتل العديد من المواطنين السعوديين، والمقيمين الأجانب ومن بينهم أميرکيون.
مخطط إرهابي في البحرين
وفي العام 2003 تم إحباط مخطط إرهابي بدعم إيراني لتنفيذ أعمال تفجير في مملکة البحرين، والقبض علی عناصر خلية إرهابية جديدة کانت تتلقی الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وکذلک الحال في الکويت والإمارات العربية المتحدة.
وفي العام 2011 تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة کراتشي.
وفي العام 2011 أحبطت الولايات المتحدة الأميرکية محاولة اغتيال السفير السعودي آنذاک عادل الجبير، وثبت تورط النظام الإيراني في تلک المحاولة، وحددت الشکوی الجنائية التي کُشف النقاب عنها في المحکمة الاتحادية في نيويورک اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة وهما منصور اربابسيار، الذي تم القبض عليه وإصدار حکم بسجنه 25 عاماً، والآخر غلام شکوري وهو ضابط في الحرس الثوري الإيراني متواجد في إيران، ومطلوب من القضاء الأميرکي.
وفي العام 2016 أصدرت محکمة الجنايات الکويتية حکماً بإعدام اثنين من المدانين في القضية المعروفة بخلية العبدلي وأحدهما إيراني الجنسية، بتهم ارتکاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الکويت والسعي والتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية.
الاعتداء علی السفارات
والنظام الإيراني هو الأول بسجل حافل لانتهاک حرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأميرکية في العام 1979 واحتجاز منسوبيها، لمدة 444 يوماً، تلاها الاعتداء علی السفارة السعودية عام 1987، والاعتداء علی السفارة الکويتية عام 1987، والاعتداء علی السفارة الروسية عام 1988، والاعتداء علی دبلوماسي کويتي عام 2007، والاعتداء علی السفارة الباکستانية عام 2009، والاعتداء علی السفارة البريطانية عام 2011، وآخرها الاعتداء علی سفارة المملکة العربية السعودية وقنصليتها في مشهد 2016.
والنظام الإيراني لم يوفر الحماية للبعثة الدبلوماسية السعودية کما يدعي رغم الاستغاثات المتکررة، بل قام رجال الأمن بالدخول إلی مبنی البعثة ونهب ممتلکاتها.
ومن أسواء تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة هو تدخلها السافر في سورية بقوات حرسها الثوري، وفيلق القدس، وتجنيد ميليشيات حزب الله، والميليشيات الطائفية من عدد من الدول، إلی جانب بشار الأسد في قتاله لشعبه الذي نتج عنه مقتل أکثر من 400 الف مواطن سوري، وتشريد نحو 12 مليون منهم في أکبر مأساة يشهدها تاريخنا المعاصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى