أخبار إيران

80% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر

 

البيان
14/11/2017
أکد الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس موسی أفشار أن التطورات الأخيرة التي تعج بها الساحة السياسية في المنطقة والهادفة إلی محاصرة الدور الإيراني بصورة کبيرة، ورسم أفق جديد لمستقبل المنطقة، تجعل نظام الملالي قاب قوسين أو أدنی من نهايته.
وقال أفشار في حوار مع«البيان» إن النظام الذي اعتمد طيلة الفترة الماضية علی استراتيجية تتشکل من ثلاثة محاور رئيسية، هي القمع الکبير لمعارضيه في الداخل، وتصدير الاضطرابات والإرهاب إلی دول المنطقة من باب إيمانه بأن التدخل في شؤون تلک الدول وتأجيج النيران فيها هو شريان الحياة له، إضافة إلی برنامجه للتسلح النووي، بات بالخطوات الدولية الأخيرة محاصراً وفي طريقه لفقدان نفوذه الإقليمي من خلال قصقصة أظافره وإفقاده معينات النفوذ التي يتحرک من خلالها في الإقليم بجانب أنه لم يستطع إنجاح برنامجه النووي في ظل الرقابة الدولية اللصيقة المفروضة عليه، ولن يستطيع قريباً قمع التيارات التي باتت تناصبه العداء في الداخل لاتساعها وتنوعها بعد أن بات الداخل الإيراني يغلي جراء الفقر وتفشي البطالة وسط نُذر انفجار مجتمعي متصاعدة، جراء فقدان الثقة في «الملالي» الذين طفحت رائحة فسادهم.
وأضاف إنه بعد مرور ما يقارب الـ 39 عامًا من نظام ولاية الفقيه في إيران واغتصاب نظام الملالي السلطة وسرقة ثورة الشعب الإيراني، شهدت طهران العديد من الاحتجاجات الشعبية المتکررة، حتی إن العام 2016 فقط شهد 11 ألف حرکة احتجاجية وتظاهرة وتجمع احتجاجي عبّر خلاله المشارکون عن رفضهم للسياسات المتبعة من قبل النظام في طهران، وشبه المعارض الايراني البارز الوضع داخل بلاده بـ«برميل بارود ينتظر لحظة الانفجار في أي وقت».
سرقات ونهب
ويعتبر الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن حجم السرقات والنهب من قبل النظام الحاکم في إيران لثروات الشعب الإيراني يفوق أي تخمين وتصور، بحيث إضافة لملايين من العاطلين والمطرودين من العمل، هنالک عجز من قبل الحکومة عن تسديد استحقاقات الکثير من العمال والموظفين في مختلف القطاعات، کما أن هناک 80% من الشعب الإيراني البالغ 80 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يترتب علی ذلک من آثار وظواهر سلبية مثل بيع الکلی والرضع وظاهرة المبيت في المقابر، وغيرها من آثار الوضع الاقتصادي المتردي الناتج عن حکم ديکتاتوري في إيران.
وأوضح أفشار انه «إضافة إلی ذلک، الآن نشاهد في إيران ظاهرة وأزمة متفشية جديدة وهي عمليات نهب الأموال المباشرة من الأشخاص والجهات الذين نهبت أموالهم من مؤسسات مرتبطة بالبنک المرکزي الإيراني والمؤسسات التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، تتمثل تلک الأزمة في سرقة ونهب مباشر للمواطنين الايرانيين الذين ذهبوا إلی المؤسسات المؤمنة من قبل البنک المرکزي الإيراني الحکومي ووضعوا أموالهم هناک للاستثمار فيها وتم نهب تلک الأموال بعد إعلان تلک المؤسسات عن إفلاسها.
ذلک کله تم بدعم من قبل البنک المرکزي، وهذه السرقة المباشرة التي نشاهدها في إيران أضيفت لقائمة المشاکل السابقة.. أصحاب هذه الأموال صاروا في الشوارع ويجتمعون يوميًا أمام البنک المرکزي أو البنوک والسلطة القضائية المسؤولة عن متابعة هذه الحالة، يطالبون بأموالهم، وهذه حالة أضيفت إلی حالات النهب للثروات العامة التي عمت جميع المدن والقری في إيران».
ويشير عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية إلی أن المسؤولين الحکوميين في إيران يعترفون بأن ما يقرب من 25 مليوناً من الشعب الإيراني يواجهون الفقر المدقع، أي أن 25 مليوناً لا يستطيعون تسديد التکاليف الخاصة بأبسط الأمور الطبيعية للحياة وأبسط الحاجات مثل المأکل والمسکن والملبس وغير ذلک، حتی إن وزير الصحة لدی النظام الإيراني أقر في تصريح حديث له واعترف بأنه في الوقت الحالي هنالک نسبة 30% من الشعب الإيراني جائعون، لا يجدون خبزًا لسد رمقهم.
ويضيف، هذه الإحصائية تؤيدها وتؤکدها أيضًا وزارة الترفيه العامة في إيران، والتي تشير في إحصائية لها إلی أنه سنويًا هنالک 700 ألف إيراني يدخلون دائرة الإفلاس، بسبب عدم إمکانياتهم المالية لتسديد التکاليف الخاصة بحياتهم. ويعود سبب هذه الحالة الاقتصادية المتدهورة إلی أن الاقتصاد تلعب فيه قوات الحرس الثوري الإيراني دورًا سالباً وهي أکبر مؤسسة اقتصادية، وفي خط متواز أيضًا مع العقوبات الاقتصادية التي أضيفت علی طهران.
ويستطرد أفشار: «الآن تعاني طهران حالة متوسعة من الاختلاف الطبقي في المجتمع بشکل کبير، وکثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها إيران حاليًا هي بسبب هذه الهوة الطبقية التي حدثت في المجتمع، فلا يوجد للنظام الإيراني أي حل لهذه المشکلة سوی استخدامه لأسلوب التعامل بالنار والحديد لقمع المتظاهرين والمحتجين».
واوضح «هذه العقلية (طريقة التعامل بالنار والحديد) تصب الزيت علی النار، فالأزمة الاجتماعية في إيران والاستياء الاجتماعي والنقم الجماهيري، کل هذه الحالات -وفق أفشار- جعلت من الشارع الإيراني اليوم «برميل بارود ينتظر الانفجار في کل لحظة»، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار سياسة التشدد الدولية تجاه النظام الإيراني، وکذلک التغيرات الإقليمية ضد توجهات النظام الإيراني، وهي المواقف التي لا شک لها تأثير بالداخل الإيراني».
نظام بلا شرعية
ويلفت عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، في حديثه مع «البيان» إلی حقيقتين رئيسيتين يدرکهما الشعب الإيراني إزاء نظام ولاية الفقيه وأساليب عمل هذا النظام في الواقع الإيراني، الأولی مرتبطة بأن نظام ولاية الفقيه هو نظام سرق ثورة الشعب الإيراني، ومنذ البداية هو نظام «بلا شرعية» لأنه – أي النظام- يدرک أنه إذا کانت في إيران عملية شبه ديمقراطية فإن الشعب الإيراني سوف يقوم بکنسه، لأن هذا النظام يخالف توجهات الشعب الإيراني وثورتهم في العام 1979 ولمطالب الشعب بحياة حرة کريمة ديمقراطية.
ويؤکد أفشار انه لذلک فإن هذا النظام منذ يومه الأول لم يکن بإمکانه أن يقدم أي حل أو حلول للمشاکل التي کان يعاني منها المجتمع الإيراني، لأن تقديم أي حل -وعند التطبيق- کان يستلزم أدنی حد من الديمقراطية، وأدنی حد من الديمقراطية يفتح المجال أمام الشعب الإيراني لکي يأخذ حريته بالعمل والتنمية، کما أن هذا الحد الأدنی من هذه الحريات کان يتقاطع مع الحکم الاستبدادي الديکتاتوري للملالي الذي کان يريد أن يفرض نفسه بالقوة علی الشعب، فلذلک هذه من الحقائق الأساسية الموجودة منذ نشوء النظام الجديد في إيران منذ 1979.
الحقيقة الثانية – وفق أفشار- هي أن نظام ولاية الفقيه هو ليس نظامًا ديکتاتوريًا تقليديًا، إذ إن ذلک النظام يعتمد علی ثلاث رکائز مهمة للبقاء والاستمرار بالحکم، الرکيزة الأولی مرتبطة بممارسة القمع المطلق وخنق الحريات بکاملها، والثانية تتعلق بتصدير الثورة أي تصدير الإرهاب والتطرف الديني، بينما الثالثة مرتبطة بمشروع التسليح النووي باعتباره ضماناً استراتيجياً لبقاء النظام الحالي في الحکم في إيران.
وسياسة تصدير الثورة والإرهاب والتطرف مرتبطة ارتباطًا استراتيجيًا بعمر النظام وبقائه، ولهذا السبب استمر وألح الخميني علی استمرار الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات (من 1980 وحتی 1988) بينما کانت فرصة السلام متوفرة وموجودة منذ منتصف العام 1982 إلا أن الخميني حينها أصر علی استمرار الحرب تحت شعار المضلل «فتح القدس عن طريق کربلاء».. ولهذا السبب نشاهد اليوم أيضًا أن جميع رموز النظام وخامنئي المرشد نفسه يعملون بذات الشعارات المضللة ويحاربون في سوريا والعراق واليمن.
احتجاج
قال القيادي بالمعارضة الإيرانية،إن الشعب الإيراني يعبر بأوضح الهتافات والشعارات وأمام أعين قوات القمع ويرددون شعار «اترک سوريا.. فکر بحالنا»، وهذه هي حقيقة موقف الشعب الإيراني من تدخل النظام في بلدان الاقليم.
 

 


نظام الملالي إلی نهايته.. وتحالف دعم الشرعية في اليمن صحوة عربية
أکد الناطق باسم المقاومة الإيرانية عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة موسی أفشار في حواره مع “البيان”، أن التطورات في الاستراتيجية الأميرکية الجديدة إزاء إيران والتي أعلن عنها الرئيس والتحولات الإقليمية الماثلة ستضع النظام الإيراني في مواجهة شعبه الذي ضاق به ذرعاً مما يعني بحسب أفشار أن النظام الآن في طريقه لنهاية محتومة.
وأشار أفشار إلی أن المجتمع الدولي بشکل عام والولايات المتحدة بصورة خاصة تأخروا ما لا يقل عن 30 عاما في رسم سياسة استراتيجية محددة تجاه النظام الإيراني، وکانت هذه السياسة لصالح إطالة عمر ديکتاتورية ولاية الفقيه في إيران، ضاربًا العديد من الأمثلة علی مسألة تعاطي الغرب مع الملف الإيراني، من بين تلک الأمثلة إغماض العين عن 120 ألف حالة إعدام في إيران طوال حکم الملالي من خيرة أبناء الشعب الإيراني من المناضلين، وکذا أکبر جريمة حرب بعد الحرب العالمية الثانية والمتمثلة في إعدام 30 ألفًا من السجناء السياسيين بفتوی من الخميني.
وحول الاستراتيجية الأميرکية التي أعلنها ترامب في 13 أکتوبر، قال أفشار إنه يمکن المراهنة علی أن عملية الاسترضاء والمهادنة والمسايرة الغربية مع النظام الإيراني قد انتهت، غير أن هذه الاستراتيجية الجديدة لن تفعل شيئًا بشکل أوتوماتيکي وطوعي في الحالة الإيرانية بل علی الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أن تمسک بزمام المبادرة وتستغل الظرف الجديد والمستجد من أجل المضي قدمًا باتجاه الحدث الرئيسي ألا وهو إسقاط النظام الإيراني.
ويری أن انعکاسات تلک الاستراتيجية أنها تجــــعل ميادين المناورة أو ساحات المناورة للنظام الإيراني أضيق وأقل وأکثر تحديدًا.
رسالة
ويضيف “تلقی الشارع الإيراني رسالة من هذه السياسة الجديدة، وأدرک أن هذا النظام سوف لن يکون مدعومًا غربيًا مثلما کان سابقًا، وهذا سيکون تأثيره واضحًا في الفترات المقبلة علی تأجيج الحرکات الاحتجاجية أکثر فأکثر.. وکما نحن نشاهد الآن حالة متفاقمة ونغمة اجتماعية متفاقمة يوميًا في شوارع إيران، وهذا ما هو واضح لکل ناظر من الخارج”.
وفي سياق آخر، تطرق أفشار إلی عمليات محاصرة إيران وملاحقة أذرعها التي تسعی إلی التمدد من خلالها، متحدثًا عن التحالف العربي في اليمن، والذي وصفه بکونه «صحوة عربية» تبدد أحلام الملالي وخاصة أن التحالف قد بدأ عملياته في عهد الرئيس الأميرکي السابق باراک أوباما الذي کان يقدم تنازلات مجانية للنظام الإيراني من أجل التوصل إلی الاتفاق النووي، وقد تصور النظام الإيراني آنذاک أن فترة أوباما هي الأفضل والتي توفر لهم فرص التقدم في اليمن بشکل خاص وبسط السيطرة علی باب المندب.
حملة
ويلفت أفشار إلی الحملة التي تتبناها المقاومة الإيرانية حاليًا والمتعلقة بالدعوة لمقاضاة المسؤولين الإيرانيين عن 30 ألف سجين سياسي تم إعدامهم في العام 1988 بفتوی صادرة عن الخميني آنذاک، ووالی انه في العام 2016 أطلقت مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية حملة المقاضاة التي تحولت لحراک شعبي واسع، والتي أشار إليها مسؤولون دوليون من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة.
مردفًا نحن الآن نمضي قدمًا باتجاه نقل ملف انتهاکات حقوق الإنسان من قبل نظام الملالي إلی مجلس الأمن.. ولو تحقق ذلک سوف تفتح ملفات التاريخ لمقاضاة رؤساء النظام وقادته الحاليين وخامنئي وکذلک السلطة القضائية أمام الجنائية الدولية.
ومن الخطوات المهمة التي تبنتها المقاومة الإيرانية مسألة تصنيف قوات الحرس کمنظمة إرهابية، وهذا ما يتحقق بالفعل في خطوة مهمة جدًا مؤخرًا من قبل الولايات المتحدة الأمريکية. ويقول أفشار عن تحرکات المعارضة في ذلک الصدد «لقد نشرنا عشرات الکتب ونظمنا مئات المؤتمرات الصحفية والدراسات وطالبنا دومًا بقطع أذرع النظام الإيراني في المنطقة.. وهذا لم يکن بالإمکان إلا بتحقق الخطوة الأولی التي تمثلت في تصنيف قوات الحرس ضمن قائمة الإرهاب».
شبکات تجسس من خلال السفارات
يفيد الناطق باسم المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية موسی أفشار بأن «النظام الإيراني طيلة السنوات الأخيرة ومن خلال شبکاته المختلفة للتجسس يحاول الترويج لأفکار متطرفة في المجتمعات الإسلامية، واستطاع تجنيد شخصيات وشراء البعض في هذه المجتمعات لأسباب اجتماعية واقتصادية، وطبعاً النظام الإيراني قام باستطلاع هذه المجتمعات وخصوصياتها ثم تجنيد من يمکن تجنيدهم في مختلف الشرائح».
ويستطرد: «النظام الإيراني من خلال جميع شبکاته من خلال السفارات أو الشبکات الاقتصادية المختلفة التي تعمل کوجهات لذلک النظام ومن خلال الإعلام، الفضائيات والصحف والأقلام المأجورة في أي بلد يتواجد هذا النظام فيها، يسعی لکي يجد الأماکن والمعاقل والشخصيات والأشخاص الذين يعملون لصالحه، ولذلک فإن جميع سفارات النظام الإيراني في جميع البلدان مهمتها هي أولاً کيف بإمکانها أن تتجسس علی حساب تلک الشعوب وتوظيف ممثلياته وسفاراته من أجل تمرير مخططات النظام الإيراني في تلک البلدان، وفي جميع سفارات النظام هناک ضباط من مخابرات النظام يعملون من أجل تمرير خطط النظام ومن ثم تدخل قوات الحرس من أجل الاستفادة وتوظيف هذه الإمکانيات في مثل هذه البلدان».
وهذه الطريقة – بحسب أفشار – تم کشفها کثيرًا ومرات عديدة من قبل أجهزة المخابرات الغربية علی سبيل المثال وليس الحصر اکتشفها جهاز أمن الدستور الألماني وکذلک نفس الجهاز في هولندا، أکثر من مرة کشفوا في تقاريرهم السنوية وخاصة في التقرير السنوي عام 2016 عن کيف هذا النظام من خلال عملائه ومن خلال العناصر التي تدعي بأنها کانت سابقاً تعمل مع المعارضة تحاول التجسس علی المقاومة وکذلک شراء الأسلحة المحظورة والتکنولوجيا المحظورة للنظام الإيراني.
وفي هذا المجال کل هذه الوثائق والمستندات موجودة، وکما قلت نشرتها أجهزة الأمن والمخابرات الألمانية والهولندية.
وتحدث أفشار عن مستقبل تدخلات النظام الإيراني في المنطقة في ضوء التغيرات والتطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، مشددًا علی أن ساحات تدخل النظام الإيراني تحوّلت إلی مستنقعات تستنزف النظام الإيراني دون تحقيق مکاسب تذکر، فعلی سبيل المثال أعداد القتلی من جنرالات النظام وقوات الحرس الثوري الذين سقطوا في الحرب السورية إلی جانب دخول روسيا علی الخط في هذه الساحة علی حساب تفرد نظام الملالي بالهيمنة من جانب.
وأيضًا منذ بداية النهاية لظاهرة «داعش» التي کان النظام يبرر تدخلاته في العراق وسوريا من أجل محاربتها.


زر الذهاب إلى الأعلى