العالم العربي

«حزب الله»… دولة داخل لبنان تدار من إيران

 

 
13/11/2017

تحکم إيران قبضتها علی لبنان عبر ذراعها حزب الله، الذي يسعی الی تنفيذ کل ما تطلبه طهران، بعيداً عن مصالح البلاد، ورغم الدعوات المتکررة للحزب بتغليب المصلحة العامة، إلا أنها بائت جميعها بالفشل، الأمر الذي أدی الی تقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من رئاسة الحکومة، معللاً ذلک بتغليبه مصلحة البلاد.

وحذر الحريري في کلمة له أمس (الاحد)، من التدخل الإيراني الذي يدمر العلاقات مع الدول العربية الأخری، وقال ان “ما يجري إقليمياً خطر علی لبنان، ونری اليوم التدخلات في شؤون الدول العربية من قبل إيران”، مشدداً علی أن إيران يجب أن تکف يدها عن التدخل بالدول العربية، وأن تأخذ لبنان إلی محور ضد الدول العربية.

وبخصوص حزب الله، ذکر الحريري أن حزب الله يثقل علی اللبنانيين الوزن الذي يتحملوه، وأضاف “أنا مع التسوية ولست متوجهاً ضدّ أي فريق لا سيما حزب الله ولکن لا يحق له أن (يخرب) البلد”.

واعتبر الحريري أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون من اليمن واستهدف الرياض “ليس شيئا عاديا”. وقال: “هناک فريق لبناني يعمل في اليمن”. وأضاف: “أنا لست ضد حزب الله کحزب سياسي ولکن ضد أن يخرب لبنان”. وانتقد الحريري موقف حزب الله من السعودية والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية، لکنه رأی في الوقت نفسه أن السعودية “لم تتدخل في لبنان”.

ومنذ تأسيس حزب الله في لبنان عام 1982م، ودخوله المعترک السياسي عام 1985م. الذي ولد من رحم حرکة أمل اللبنانية المدعومة من إيران، سعت طهران في ذلک الوقت إلی تأسيس حرکة جديدة تُسمّی (حزب الله) علی يد محمد حسين فضل الله والملقب بـ (خميني لبنان)، وصبحي الطفيلي، وحسن نصر الله وإبراهيم الأمين وعباس موسوي ونعيم قاسم وزهير کنج ومحمد يزبک وراغب حرب. وسرعان ما تفجر الوضع بين هؤلاء بسبب محاولة کل طرف بسط نفوذه علی مناطق الشيعة في لبنان؛ فاقتتل الطرفان حرکة (أمل) و(حزب الله) قتالاً شرساً، حتی تمکَّن (حزب الله) من بسط نفوذه علی أغلب مناطق الجنوب.

لم ينتظر الحزب طويلاً حتی بدأ بتنفيذ الأجندة التي وجد من أجلها، ففي عام 1985 جرت محاولة لاغتيال أمير الکويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بتفجير سيارة مفخخة، وتمکنت السلطات الکويتية من إلقاء القبض علی 17 متهماً، بينهم لبناني عضو في حزب الله، يتخذ اسماً حرکياً، الياس صعب، وهو اسم غير حقيقي، وحاول حزب الله إطلاق سراح هؤلاء الـ 17 ، من السجن عن طريق خطف الطائرة الکويتية من قبل عماد مغنية مقابل تحرير رهائن الطائرة وترکها، وعندما رفضت الکويت هذه المقايضة بدأ مغنية بقتل الرهائن فقتل منهم اثنين.

واستمرت إيران بمحاولة زعزعة استقرار دول الخليج عن طريق ذراعها “حزب الله”. فقد استفاق السعوديون في الثالث عشر من نوفمبر(تشرين الثاني) 1995، علی وقع تفجير ارهابي في مدينة الخبر شرق السعودية، أسفر عن مقتل 19 جنديا أميرکيا وجرح نحو 500 شخص.

وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين قاموا بتهريب المتفجرات إلی السعودية من لبنان، وتمکنت قوات الأمن السعودية من إلقاء القبض علی المشتبه به الرئيسي أحمد ابراهيم المغسل، بعد 20 عاماً من عملية التفجير، إثر ورود معلومات تؤکد وجود أحمد المغسل في العاصمة اللبنانية بيروت.

ولم تسلم البحرين من إرهاب حزب الله، فقد سعی الحزب إلی زعزعة استقرار المنامة، ففي فبراير(شباط) 2011،، أحبط الأمن البحريني شحنة من الذخائر والمتفجرات والأسلحة قبالة السواحل البحرينية، وهو التاريخ الذي شهدت فيه البحرين اضطرابات أمنية خطيرة، وضبطت المنامة خلية إرهابية تبين انها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث ظهرت جلياً أنشطة ايران السرية في البحرين، ومحاولاتها زعزعة الاستقرار في البلاد.

وفي الثالث عشر من أغسطس (آب) من العام 2015 کشفت السلطات الکويتية عن «خلية العبدلي» بعدما ضبطت قوی الأمن مخزناً للأسلحة والمتفجرات في مزرعة بمنطقة «العبدلي» الحدودية. ودلت التحقيقات علی أسلحة ومعدات وأجهزة اتصال في 3 مواقع أخری بينها مخبأ محصن بالإسمنت المسلح تحت بيت أحد المتهمين. وقدرت وزارة الداخلية في بيان وقتها کمية الأسلحة بعشرين طناً تقريباً.

وأکدت السعودية والحکومة اليمنية في نهاية فبراير الماضي ضلوع حزب الله اللبناني مباشرة في الحرب بين الحکومة الشرعية والانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتخطيط لشن عمليات داخل الأراضي السعودية.

وفي الرابع من نوفمبر الحالي، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملکي السعودي، صاروخاً باليستياً أُطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض، لتتناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة، دون أن يوقع أي إصابات.

وأوضح العقيد الرکن ترکي المالکي، المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن الصاروخ اتجه صوب العاصمة الرياض وتم إطلاقه بطريقة عشوائية وعبثية، لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسکان، واعترضته سرايا «البيتريوت»، مضيفاً أن اعتراض الصاروخ أدی إلی تناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة بشرق مطار الملک خالد الدولي ولم تکن هناک أي إصابات.

وفي هذا الجانب أکد وزير الخارجية عادل الجبير أن ميليشيات حزب الله اختطفت الدولة اللبنانية ووضعت الحواجز أمام کل مبادرة لرئيس الحکومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، وفوق کل هذا تصر علی الاحتفاظ بالسلاح، مما يتعارض مع احترام سيادة المؤسسات الرسمية. وأضاف في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأميرکية أن «الحزب ينشر نفوذا خبيثا في الشرق الأوسط»، وعدد من الدول ترغب في صده. وحول اتخاذ إجراء مباشر ضد الحزب قال «صنفنا حزب الله منظمة إرهابية، وعلی العالم اتخاذ إجراءات للحد من أنشطته، ولا يمکننا أن نسمح بأن يکون لبنان منصة ينطلق منها الأذی للسعودية، الشعب اللبناني بريء ويخضع لسيطرة الحزب وعلينا مساعدته للخروج من قبضة الحزب». وأضاف أن سلوک ايران ودعمها للإرهاب وبرنامجها الصاروخي الباليستي، کلها انتهاک للقرارات الدولية، ولذلک نود أن نری عقوبات علی إيران لدعمها للإرهاب، والعقوبات المفروضة علی إيران لانتهاکها قرارات الأمم المتحدة للصواريخ الباليستية.

من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدکتور أنور قرقاش، يوم أمس، إن بلاده لن تقف مکتوفة الأيدي في ظل التهديدات التي تمثلها إيران علی استقرار المنطقة.

وفي کلمته الافتتاحية في ملتقی أبوظبي الاستراتيجي الرابع، أکد قرقاش أن «الدور الإيراني يزداد سوءا في دعم التوتر الطائفي ودعم الحرب بالوکالة في عدد من الدول»، بحسب مرکز الإمارات للسياسات الذي ينظم الملتقی بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية.

بدوره، أکد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم (الاثنين)، تمسک بلاده بوحدة لبنان واستقلاله. وشدد علی أن “عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى