أخبار إيرانمقالات

لعنة الظلام

 

وکالة سولا برس
6/11/2017

 

بقلم:سهی مازن القيسي
 

في مسرحية”ثورة الموتی”، للکاتب”أروين شو”، والتي تدور أحداثها حول مجموعة من الجنود الذين دفع بهم ليلقوا حتفهم فی حرب من الحروب العالمية التی کانت غير مبررة وضد الإنسانية،

فثار الموتی ضد ظلم بعض الحکام وضد من اعتدی علی آدميتهم وجردهم من إنسانيتهم، طرح الکاتب المذکور فکرة رفضه للحروب و إدانتها بطريقة و اسلوب جديد، هذه المسرحية، وخصوصا عودة الموتی ليثوروا ضد من ظلموهم و نالوا منهم، قد لانبالغ إذا ماقلنا بأنها تتکرر حاليا في إيران!

في ظل إجراءات بالغة السرية و في تکتم شديد، دارت خلال صيف 1988، وفي جنح الظلام، وفي داخل سجون في مدن إيرانية مختلفة، أحداث مايمکن وصفه بجريمة القرن ضد السجناء السياسيين الايرانيين، حيث تم إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي لمجرد کونهم أعضاء أو أنصار في تلک المنظمة، وقد کانت الجريمة من القساوة و الدموية بحيث أثارت قادة و مسؤوليين إيرانيين وعلی رأسهم آية الله المنتظري الذي کان نائبا للمنتظري، حيث تم عزله من منصبه بسبب موقفه المعارض ضد تلک المجزرة.

هذه المجزرة التي تم تشکيل لجنة رباعية لتنفيذ فتوی للمرشد الاعلی السابق للنظام في إيران، حيث کان جرت تم تنفيذ المجزرة علی عجالة بحيث تمت في غضون أقل من 3 أشهر، وکمثال علی وحشيتها و مدی إنعدامها لأبسط الموازين و القيم الانسانية، فإنه وکما أورد آية الله المنتظري في تسجيله الصوتي عندما کان نائبا للخميني وهو يخاطب لجنة الموت؛ بأن هذه اللجنة کانت توجه اسئلة للسجناء بشأن تخليهم و توبتهم من الانتماء لمجاهدي خلق، فقد سأل سجين هل أنت تائب من الانتماء لمجاهدي خلق فأجاب بنعم، فسألوه مرة ثانية؛ وهل أنت علی إستعداد للذهاب الی جبهات القتال للقتال؟ فقال نعم فإستطردوا يسألونه: وهل أنت مستعد للجري علی الالغام؟ فأجاب؛ وهل کل من تاب لابد أن يرکض علی الالغام، فصاحوا بوجهه إذن أنت غير تائب و نحکم عليک بالاعدام و تم تنفيذ الحکم!!

هذا الاجرام المعادي لأبسط القيم الانسانية و الذي تم ممارسته بإسم الاسلام و الاسلام ومن دون أدنی شک منه برئ، وبعد مرور 29 عاما علی تنفيذ تلک الجريمة في جنح الظلام، يعود الظلام ليلعن مرتکبيه عندما يتواری و يکشف و يفضح مادار في صيف 1988 بحق الالاف من السجناء السياسيين الايرانيين، وعندما تطالب المقررة الاممية، عاصمة جهانغيري، الخاصة بملف حقوق الانسان في إيران و التباعة للأمم المتحدة الی إجراء تحقيق شامل ومستقل بشأن مجزرة السجناء السياسيين في العام 1988، فهو أشبه مايکون بعودة الضحايا من قبورهم السرية التي أخفتها السلطات الايرانية حينها ليواجهوا جلاديهم، ذلک إن ماقد طرحته جهانغيري أشبه بقطار قد بدأ بالانطلاق علی سکة لاتتوقف إلا في لاهاي حيث محکمة الجنايات الدولية!

 

زر الذهاب إلى الأعلى