أخبار إيرانمقالات

استقالة سعد الحريري وثيقة ادانة للنظام الايراني وادواته في لبنان والمنطقه


الحوار المتمدن
5/11/2017

بقلم:صافي الياسري

 

لم تکن استقالة سعد الحريري وحکومته بالامر المفاجيء للعارفين بمجريات الامور في لبنان واقليم الشرق الاوسط والساحة الدولية بتداخلاتها وتعقيداتها وصراعاتها وبخاصة في سوريا والشرق الاوسط ،لکن المفاجيء فيها هو اعلانها من السعودية التي کان في زيارة لها ،فقد اثارت غضب اللبنانيين الذين اعتبروها اهانة لهم ولبلدهم وعلی هذا انصرفت تداعيات وردود افعال الداخل اللبناني والخارج الاقليمي والدولي الی خطين بارزين ،الاول اتهام محمد بن سليمان بارغام الحريري علی الاستقالة علی وفق اجندة سعودية خاصة بالشرق الاوسط وفي قلبه سوريا وتفجير خطاب الاستقالة کوثيقة ادانة لايران وتدخلاتها في اقليم الشرق الاوسط العربي،وبعض اللبنانيين عد الاستقالة ثورة بوجه سلاح حزب الله وتدخلاته نيابة عن ايران التي ادان الحريري في خطابه تدخلاتها بشؤون لبنان .
ولو عدنا زمنا قليلا بالحريري في لبنان ومقولة ان استقالته ثورة علی السلاح خارج قبضة الدولة او سلاح حزب الله ،لتوفر لنا دليل علی ان الاستقالة ليست بنت ساعتها ،لکن المريب فيها حقا هو اعلانها من السعودية .

فقد کانت جولة رئيس الحکومة اللبنانية سعد الحريري برفقة وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون قبل مدة ليست بالبعيدة نسبيا ، علی المواقع الأمامية الجنوبية في مواجهة المواقع العسکرية الإسرائيلية في منطقة العمليات المشترکة للجيش اللبناني وقوات لـ «يونيفيل» في جنوب الليطاني، وقد جری التعامل معها علی أنها رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لا عودة الی تفلت السلاح في هذه المنطقة المحمية من أعلی مرجعية دولية أخذت علی عاتقها تطبيق القرار الدولي 1701 من جهة، وتعزيز دور الجيش في بسط سيطرته عليها من جهة ثانية.
وکما يری عدد من المتابعين للاوضاع اللبنانية ومتحرکاتها او متقاطعاتها فان الحرص الذي أبداه الحريري في أن يبدأ جولته من مقر قيادة لـ «يونيفيل» في الناقورة علی عدد من المواقع العسکرية للجيش اللبناني الواقعة علی الخط الأزرق يشکل رسالة رسمية لبنانية من رئيس الحکومة الی من يهمه الامر او الی حزب الله بالاصح، بالنيابة عن الدولة اللبنانية، مفادها أن لا مجال للعودة الی المربع الأول في منطقة الانتشار المشترکة للجيش اللبناني و «القوات الدولية» باعتبار أنه الأقدر – بحسب المصادر نفسها – للتعبير عن موقف السلطة اللبنانية الراغبة في توفير شبکة الأمان الأممية لهذه المنطقة من خلال دور القوات الدولية.
ويمکن ببساطة الاستناد الی هذه الخلفية في تفسير مفاجأة الاستقالة التي لم يتوقعها احد
وساورد هنا مقتطفات من نص الخطاب کما سمعته من قناة المستقبل اللبنانيه حيث شن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم السبت 4 اوکتوبر، في خطاب الاستقالة هجوما علی إيران وميليشيات حزب الله بسبب تدخلهم في الشؤون الداخلية لبلاده، معربا عن خشيته من تعرضه للاغتيال ،کما تعرض والده الرئيس رفيق الحريري ..
وقال الحريري في خطاب الاستقالة الذي بثته قناة المستقبل اللبنانية:” إخواني وأحبائي أبناء الشعب اللبناني العظيم، أتوجه إليکم بهذا الخطاب في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ بلادنا والأمة العربية التي تعيش ظروفا مأساوية أفرزته التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية”.
وتابع” فأنتم يا أبناء الشعب اللبناني العظيم بما تحملونه من مُثل وقيم وتاريخ مشرق کنتم منارة العلم والمعرفة والديقمراطية، إلی أن تسلطت عليکم فئات لا تريد لکم الخير دعمت من خارج الحدود وزرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت علی سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهی بها الأمر أن سيطرت علی مفاصلها وأصبحت لها الکلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين”.
وأضاف:” أشير بکل صراحة ودون مواربة إلی إيران التي ما تحل في مکان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب. يشهد علی ذلک تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن. يدفعها إلی ذلک حقد دفين علی الأمة العربية ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها”.
وأردف:” وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده في يدها بل ويعلن صراحة ولاءه لها والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي بما يمثله من قيم ومثل وأقصد في ذلک حزب الله الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية”.
وقال:” خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلی صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين”.
وتابع :” لست بحاجة إلی سرد هذه التدخلات وکل يوم يظهر لنا حجمها والتي أصبحنا نعاني منها ليس علی الصعيد الداخلي اللبناني فحسب ولکن علی صعيد علاقتنا مع أشقائنا العرب. وما خلية حزب الله في الکويت عنا ببعيد مما أصبح معه لبنان وأنتم أيها الشعب اللبناني العظيم في عين العاصفة ومحل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله”.
وأضاف “أريد أن قول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون وستقطع الأيادي التي امتدت إلی الدول العربية بالسوء وسيرتد الشر إلی أهله.
لقد عاهدتکم أن أسعی لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي وترسيخ مبدأ النأي بالنفس وقد لقيت في سبيل ذلک أذی وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني. هناک حالة إحباط وتشرذم وانقسامات وتغليب المصالح الخاصة علی العامة وتکوين عداوات ليس لنا طائل منها. نحن نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي شابت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وختم :” إني أعلن استقالتي من رئاسة الحکومة اللبنانية مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوی وسيکونون قادرين علی التغلب علی الوصاية من الداخل والخارج مفتاح اخر لفهم استقالة الحريري فهي قد جاءت من حيث التوقيت
م
00:00مفتاح اخر لفهم ا بعد لقائه في بيروت مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أکبر ولايتي
وحيث لا نعلم ما دار بينهما من حديث بدا الرئيس الحريري في نهايته غاضبا ويقال انه وبخ ولايتي علی تصريحات الرئيس الايراني روحاني التي مس بها السيادة اللبنانية بقوله الا قرار للبنان دون المرور بطهران .
واکثر ما لفت انتباه اللبنانيين بعد هجومه علی ايران قوله :
: “أرفض استخدام سلاح “حزب الله” ضد اللبنانيين والسوريين”.
کما لفت انظار المتابعين قول مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام أن “الاستقالة جاءت لتعويض خسائر الأميرکيين وبعد هزيمة داعش”، مشددًا علی أنها “جاءت بترتيب من رئيس الولايات المتحدة الاميرکية دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل توتير الوضع في لبنان والمنطقة”.
اما حزب الله فعلق قائلا ( لن تتم محاصرة العهد ) والمقصود تحالف عون – نصر الله.
اما القوی السياسية اللبنانية فقد صدمها اعلان الاستقالة من السعودية وسنقرأ الکثير عن هذه الواقعة فالوقت ما زال مبکرا علی فهم الاستقالة واسبابها ودوافعها وعلاقة المملکة بها وان کانت معروفة لدی الکثيرين .

زر الذهاب إلى الأعلى