أخبار إيران

أذرع الإرهاب الإيراني تعبث باستقرار الأردن

 

5/11/2017
 
تراوح العلاقات الأردنية –الإيرانية بين الدبلوماسية الحذرة والقطيعة، هذه العلاقات لم تشهد تطوراً عبر مراحل العصر الحديث. إيران تسعی إلی خلخلة استقرار الاردن وبث الفوضی فيه وصولاً إلی حلمها التوسعي في المنطقة، حيث حذر العاهل الأردني الملک عبدالله الثاني مراراً وتکراراً من وجود الميليشيات الموجّهة من الحرس الثوري الإيراني المتمرکز علی بعد 70 کم من الحدود الأردنية داخل الجنوب السوري.
من الجهة الأخری، تنظر إيران إلی الأردن کونه «منطقة وادي اليابس» التي من خلالها تسعی لتحقيق حلمها بأن تصبح مرکز الإمبراطورية الموعودة بحسب مفاهيم «الثورة» الإيرانية، ومن هنا نجد محاولات إيران المتکررة في إيجاد موطئ قدم للقوة العسکرية لها علی امتداد الجغرافيا الأردنية وإصرارها علی اختراق الأمن الأردني.
هذه العلاقات يمکن وصفها بالهشة وغير البناءة، علی أساس أحداث کثيرة تم رصدها من قبل عدد من المراقبين، عملت علی قطع حبل الوصل بين الطرفين وزادت من الرفض الأردني للسياسيات الإيرانية التي وصفها عاهل الأردن بأنها تداعم المنظمات الإرهابية وتؤجج الصراع الطائفي في المنطقة.
وقائع
الأردن شهد علی أرضه العديد من المساعي الإيرانية التي تهدف إلی زعزعة الأمن وقلب الأحوال بما يضمن لها التمدد الطائفي، ومن هذه المساعي الوثيقة الإيرانية التي کشفها مرکز المزماة للدراسات والبحوث في عام 2016 التي تظهر بکل وضوح شيطنة وخبث النظام الإيراني وحرسه الثوري في السعي للنيل من أمن واستقرار الأردن وإدخاله في الفوضی الخلاقة التي عمت العراق وسوريا.
في 3 أبريل 2015 اعتقلت السلطات الأردنية النرويجي من أصل عراقي خالد کاظم الربيعي (49 عاماً) يعمل لصالح فيلق القدس الإيراني، وکان يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار الأردن، وتم ضبط 45 کيلوغراماً من المتفجرات کانت مخبأة في منطقة ثغرة عصفور في محافظة جرش شمالي المملکة.
يقول السفير الأردني في إيران سابقاً، د. بسام العموش لـ«البيان»، إن إيران لا مشکلة لديها في إسقاط جميع الأنظمة العربية في سبيل تحقيق مشاريعها التوسعية، مشيراً إلی أنه في عام 2001 تم القبض علی ما يقارب عشرة عناصر ينتمون إلی حزب الله قادمين من سوريا ومحملين بالسلاح وقد اعتقلتهم السلطات الأردنية وما لبثت أن أطلقت سراحهم لاحقاً بعد وساطة مع العاهل الأردني. وکانت حجتهم في وقتها هو الدخول إلی فلسطين.
يضيف العموش إن أحداثاً کثيرة تجسد تدخلات طهران تحت غطاء الدين، حيث تعمل علی إنشاء خلايا في الأقطار، مشيراً إلی أن الدولة الأردنية واعية وتراقب عن کثب، مؤکداً أن إيران اليوم لم تعد تتحدث عن تصدير الثورة لکنها تمارس تصديرها من خلال إنشاء الخلايا في الأقطار المختلفة. ويری العموش أن إيران لا ترغب في إظهار حسن النية تجاه الأردن ولا أي دولة عربية، لأنها ما زالت تعيش علی أحلام الإمبراطورية الفارسية وتحاول أن ترجع عقارب الساعة إلی الوراء.
استغلال الأزمات
ويقول المختص في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم لـ«البيان»: لو عدنا بالتاريخ لوجدنا أن إيران طوال فترة حکم الملک حسين ومن ثم حکم الملک عبدالله الثاني تتصدر المشهد في تصدير الإرهاب للأردن، وذلک لأسباب سياسية واستراتيجية. ويری العتوم أن الأردن مارس المجاملة السياسية مع إيران إلا أنه بعد انفجار الأزمات في العراق وسوريا، وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع تنظيمات حرس ثوري إيراني علی مقربة من حدوده، مؤکداً أن صانع القرار السياسي والعسکري الإيراني تطلع للقضاء علی الأردن اقتصادياً واستنزاف طاقاته السياسية والعسکرية وضرب مقومات الأمن والاستقرار.
ويؤکد العتوم أن هذه العوامل سوف تسهم في نهاية المطاف في تعقيد الظروف المعيشية للشعب الأردني، ما سيخلق أرضية خصبة لنمو التيارات المتطرفة وسيُسهل مهمة نمو الخلايا النائمة التي تطمح الجبهة الإيرانية لوجودها.
ويضيف إيران مارست سياسة التدخل في شؤون الأردن الداخلية من خلال تجنيد خلايا نائمة لزعزعة استقراره وکان آخرها خلية ثغرة عصفور التي کانت تستهدف أمن الأردن، وتسعی ايران لتحقيق اهدافها في الاردن مستغلة مدخل الأزمة السورية لنقل الفوضی والخلايا النائمة والمخدرات، في الوقت الذي تتصف عملية السلام بالجمود وقد رأت إيران في ذلک فرصة للدخول عبر بوابة التنظيمات تحت عنوان دعم حرکات الممانعة.
ورقة اللاجئين
يری مراقبون أردنيون أن إيران عملت علی اللعب بورقة إغراق الأردن وإدخاله بأزمة لاجئين من الجانبين العراقي والسوري، وتکديس اللاجئين علی مقربة من حدوده لتتمکن من زرع خلاياها النائمة وإدخالها لأراضيه لاحقاً مع تبني استراتيجية الزج بالحرس الثوري وميليشيات حزب الله والمجموعات متعددة الجنسيات ليتمکنوا من إدخال الأردن في أزمة سياسية وأمنية عميقة.

زر الذهاب إلى الأعلى