أخبار إيرانمقالات

إنهم يعنون مايقولون


دنيا الوطن
3/11/2017

بقلم:فاتح المحمدي
مع مرور الايام تتوضح الخطوط العامة للسياسة الامريکية الجديدة المتبعة ازاء إيران، والتي يبدو بأنها تختلف جذريا عن الخط العام للسياسات الامريکية التي تم إتباعها ازاء إيران منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولحد تسلم الرئيس ترامب لمهام عمله، ذلک إنه و بعد قرابة 4 عقود من سياسات غير واضحة المعالم و تطغي عليها الضبابية و عدم الوضوح، فقد جاء اليوم الذي نجد فيه سياسة أمريکية واضحة المعالم ازاء إيران من أهم سماتها و مميزاتها إنها تقرن القول بالفعل، وبتعبير آخر، فإن إدارة ترامب في تعاملها مع إيران تعني ماتقول علی وجه التحديد من دون زيادة أو نقصان.
خلال الايام القليلة الماضية، وخلال جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريکي، دعا وزيرا الخارجية والدفاع الأميرکيان إلی خروج فوري للقوات الإيرانية من العراق، کما طالب تيلرسون الشرکات الأوروبية بوقف تعاملاتها مع قوات الحرس الثوري الإيراني التي تفرض واشنطن عقوبات عليها بسبب دعمها للإرهاب في الشرق الأوسط. وهذا يعني بأن الاستراتيجية الامريکية الجديدة التي وضعها ترامب، تسير بخطی حثيثة للأمام، إذ يبدو إن الامريکيين غير مرتاحين أبدا بأن يقوم النظام القائم في إيران بإستثمار و إستغلال إحتلالهم للعراق و الذي تم بعد أن تکبدت واشنطن خسائر فادحة من الجانبين المالي و الروحي، خصوصا بعد أن بدأت دول المنطقة ترفع من صوتها و توجه إنتقادات لاذعة لواشنطن علی سياستها تجاه العراق و التي قادت الی تغول النظام الايراني.
الاوساط السياسية الايرانية تشعر بضيق و سخط و غضب عارم ليس بإمکانها أن تخفيه لکنها في نفس الوقت لاتعرف کيف و بأية طريقة و اسلوب عملي ترد علی الاجراءات و الخطوات العملية الامريکية ضدها، خصوصا وإنها تواجه ضغطين مقلقين بالنسبة لها من جانب إحتجاجات الشعب الايراني المتصاعدة دونما إنقطاع و من جانب نشاطات و فعاليات المقاومة الايرانية التي صارت تلقی ترحيبا و تإييدا دوليا واضحا خصوصا فيما يتعلق بإثارتها لملف مجزرة صيف عام 1988، والذي لقي و يلقی صدی و تجاوبا و قبولا ملفتا للنظر، وإن إيران تشعر بقلق بالغ فيما لو صار هناک نوع من التناغم و التنسيق بين هذين العاملين مع الاستراتيجية الامريکية الجديدة، فإن ذلک سيقلب المعادلة السياسية الايرانية القائمة رأسا علی عقب و يسحب البساط من تحت أقدام النظام القائم، ولذلک فإن وجود نوع من الحيرة و التخبط في طهران يعود أساسا الی هذه النقطة من جانب والی إن الامريکيين يعنون مايقولون!

زر الذهاب إلى الأعلى