أخبار إيران

استقالة الحريري.. اعتراض علی تدخلات إيران ورفع الغطاء عن ميليشيا حزب الله

 

4/11/2017 

بعد أقل من عام علی تکليفه بتشکيل الحکومة اللبنانية (11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) تقدم رئيس الحکومة اللبنانية، سعد الحريري باستقالته، بشکل مفاجئ، بالنسبة لکثير من المراقبين للشأن اللبناني.

استقالة الحريري التي جاءت في خطاب مصور من العاصمة السعودية الرياض، بحسب الوکالة الوطنية للإعلام (رسمية)، تضمنت هجوماً حاداً هو الأول (ربما بهذه الحدة) علی کل من إيران وذراعها الميليشياوي في لبنان “حزب الله” شريک الحريري في الحکومة اللبنانية.

وقال الحريري في خطابه المتلفز إن “أيدي إيران في المنطقة ستقطع”. مشدداً علی أنه “أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن”.

وأکد رئيس الوزراء المستقيل في کلمته أن “لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي”. محذراً من أن “الشر الذي ترسله إيران إلی المنطقة سيرتد عليها”.

وأوضح الحريري أن “إيران تسيطر علی المنطقة، وعلی القرار في سوريا والعراق”. مؤکداً “رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين”، ومشيراً إلی أن “تدخل حزب الله تسبب لنا بمشکلات مع محيطنا العربي”.
 


 

الحريري لم يخف في خطابه الخشية من تعرضه للاغتيال، مضيفاً “لمست ما يحاک سراً لاستهداف حياتي”. مشبهاً الأجواء السائدة في لبنان بالوضع قبيل اغتيال والده رفيق الحريري.

لکنه استطرد قائلاً: “لن نقبل أن يکون لبنان منطلقاً لتهديد أمن المنطقة”، موضحاً أن “الإحباط والتشرذم في بلدنا أمر لا يمکن القبول به”.
 


 

وتأتي استقالة الحريري بعد أيام علی إصدار موافقته علی تعيين سفير لبناني جديد في دمشق وما ثار حول ذلک من جدل کبير في الداخل اللبناني.

التدخلات الإيرانية
واقع الحال يشهد أن وصول سعد الحريري إلی رئاسة الحکومة اللبنانية جاء بعد مفاوضات ومساومات إقليمية ولبنانية شاقة، ضمنت حصوله علی منصب رئيس الوزراء مقابل تمرير انتخاب الرئيس اللبناني ميشيل عون، حليف حزب الله، في البرلمان.
 


 

وبعد مفاوضات شاقة لتشکيل الحکومة التي شملت وزراء من کل من حرکة أمل وميليشيا حزب الله، لم تتوقف التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني عبر ذراعها المباشر ميليشيا حزب الله.

فالتزم لبنان الرسمي السياسة السابقة بـ”النأي عن النفس” فيما يخص الشأن السوري، ولم يتعرض لمشارکة ميليشيا الحزب في سوريا بالقتال إلی جانب ميليشيات النظام.

کما شهد لبنان صراعاً خفياً بين مؤسسة الجيش التابعة للحکومة، وميليشيا حزب الله في معارک جرود عرسال والقاع، وبدا التنافس واضحاً علی جني ثمار “النصر العسکري” علی تنظيم الدولة هناک.

 


 

يضاف إلی ما تقدم الضغوط التي مورست من قبل ميليشيا الحزب وحليفه التيار الوطني الحر لفتح قنوات التواصل مع نظام الأسد لتسهيل عودة “النازحين السوريين” إلی بلدهم، بذريعة استباب الأمن هناک، علی حد زعمهم.

أما آخر عهد التدخلات الإيرانية في لبنان وأبرزها، فتتمثل بتصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قال نهاية الشهر الماضي، إنه “لا يمکن في الوقت الحاضر اتخاذ إجراء حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج من دون إيران”.
تصريح روحاني استدعی رداً من رئيس الوزراء سعد الحريري: “قول روحاني إن لا قرار يتخذ في لبنان دون إيران، قول مرفوض ومردود لأصحابه”، مشدداً علی أن “لبنان دولة عربية مستقلة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول علی کرامته”.

بين القرار والخطاب
وإذا کان قرار الاستقالة “مفاجئاً” بالنسبة للبعض لجهة لتوقيته وعدم اتضاح مبرراته، فإن ما هو جدير بالملاحظة والانتباه هو “خطاب الاستقالة” نفسه الذي حمل نبرة تصعيدية غير معهودة، واتهاماً واضحاً لکل من إيران وميليشيا حزب الله بإخضاع لبنان للأجندة الإيرانية.
 


 

فالحريري توعد بقطع “أيدي إيران في المنطقة”. واعتبر أنه “أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن”. ووعد إيران بأن “الشر الذي ترسله إلی المنطقة سيرتد عليها”.

کما کان الخطاب صريحاً وقوياً هذه المرة لجهة “رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين”، وتحميل ميليشيا حزب الله، الشريکة في الحکومة اللبنانية، مسؤولية توتر علاقات لبنان مع محيطه العربي.
 


 

وبينما تزداد الضغوط علی کل من إيران وميليشيا حزب الله من قبل الإدارة الأمريکية لتقليم أظفارهما في سوريا والمنطقة، يری مراقبون أن خطاب الحريري جاء بمثابة رفع للغطاء الرسمي عن شريکه في الحکومة (ميليشيا الحزب) ما قد يبرر لاحقاً أي خطوات تصعيدية تجاهه بعد انکشاف غطائه الحکومي.

زر الذهاب إلى الأعلى