مقابلات

نائب رئيس المرکز الوطني للمقاومة الإيرانية : «الجنائية الدولية» بانتظار خامنئي ورفاقه

 
بوابة العين
3/11/2017
 
 جانب من المقابلة اجره موقع بوابة العين مع السيد علي رضا جعفرزادة :

 

قال علي رضا جعفر زادة، نائب رئيس المرکز الوطني للمقاومة الإيرانية، إن الثورة علی أعتاب إيران، حيث تنتشر الاحتجاجات المناهضة لنظام الملالي بطول البلاد وعرضها، مشدداً علی أنه “لا حلول وسط مع النظام الإيراني، فلا ديمقراطية في إيران إلا بإسقاط النظام”.
وکشف  من واشنطن، أن النظام الإيراني لديه وحدة عسکرية هندسية تعمل بطاقتها القصوی لمحاولة إنتاج أول قنبلة نووية إيرانية، لضمان بقاء المرشد في الحکم.
کما کشف جعفر زادة عن سعي مجلس المقاومة الإيرانية لإثارة ملف إعدام “30 ألف سجين سياسي” عام 1988 علی يد نظام الملالي أمام مجلس الأمن الدولي وتقديم الجناة إلی العدالة، وأن المقاومة الإيرانية تسعی لمحاکمة مرشد إيران أمام المحکمة الجنائية الدولية.. وإلی نص الحوار..
کيف تری الاستراتيجية الأمريکية الجديدة للتعامل مع إيران؟
 الاستراتيجية الأمريکية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب تعد خطوة في الاتجاه الصحيح. لکن يجب أن تکملها خطوات عملية کالاعتراف بحق الشعب الإيراني في اختيار قياداته وفق نظام ديمقراطي، واعتراف واشنطن بأن النظام “يضطهد شعبه وينتهک حقوقه” ويصدر “العنف ويزعزع الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن رعايته للإرهاب”.
وتأتي السياسة الأمريکية الجديدة بشأن إيران في وقت يشهد وعياً إقليمياً جديداً حول تهديد النظام الإيراني، حيث إن أکثر من 50 دولة إسلامية وعربية اتخذت مواقف ثابتة ضد النظام الإيراني خلال قمة الرياض في مايو/أيار 2017، وهو ما يعکس الرغبة الدولية الملحة في التصدي لانتهاکات نظام الملالي.
کما أن الوقت مناسب جداً لأن هناک معارضة واسعة النطاق في إيران تجتاح کامل إيران، وقد غضت السياسات الأمريکية السابقة النظر عن الانتهاکات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران والتدخل المميت للنظام في المنطقة.
 
-وما الحل للتعامل مع النظام الإيراني من وجهة نظرک؟
دعني أؤکد لک أنه لا توجد حلول وسط مع نظام الملالي، وبالرغم من أن الاستراتيجية الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح، فإن الحل النهائي هو إسقاط الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية للنظام وإرساء الحرية والديمقراطية في إيران.. ولا بد من الاعتراف بأن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل الديمقراطي الوحيد للديکتاتورية الدينية الحاکمة لإيران.
-وما رأيک في اعتبار واشنطن مليشيا الحرس الثوري کيانا إرهابيا؟
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رحب في أکثر من مناسبة بالقرار الأمريکي باعتبار الحرس الثوري کياناً إرهابياً، وهذه الخطوة بالرغم من تأخرها، إلا إنها ضرورية للسلم والأمن الإقليمي والدولي، لأن الحرس الثوري الإيراني لعب دوراً رئيسياً في نشر الحروب والمجازر في المنطقة، ومن ثم يجب تقديم الجناة للمحاکمة الدولية.
-وهل تسعون إلی تقديم قيادات النظام الإيراني إلی المحکمة الجنائية الدولية؟
نعم بالفعل، ولدينا العديد من الملفات التي ندعو الولايات المتحدة الأمريکية إلی إثارتها في مجلس الأمن الدولي، لتقديم الجناة إلی المحکمة الجنائية الدولية، مثل ملف المذبحة التي ارتکبها النظام الإيراني بحق 30 ألف سجين سياسي عام 1988، داخل السجون الإيرانية، فبعد اختطاف الخميني الثورة في إيران عام 1979، استمر النظام الثيوقراطي الجديد في محاولة دعم أرکان حکمه عن طريق تنفيذ آلاف الإعدامات بحق المعارضين، وفي عام 1988 وحده، أعدم 30 ألف سجين سياسي، معظمهم کانوا منتمين إلی منظمة مجاهدي خلق، استناداً إلی فتاوی الخميني المکتوبة بخط اليد.
کما أن مجلس المقاومة لديه تسجيل مسرب بصوت حسين علي منتظري، أحد قادة الثورة السابقين في إيران، ينتقد فيه أعضاء لجنة “الموت” لارتکابهم أسوأ جريمة ارتکبها الملاليون خلال تلک الفترة.. ونحن نسعی إلی تقديم قادة النظام ومرتکبي هذه الجرائم إلی العدالة، ويجب أن تتم محاصرة النظام الإيراني ومنعه من ميليشيات الحرس الثوري وميليشيات المرتزقة من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان، ومنعهم من شحن الأسلحة وإرسال قوات إلی هذه البلدان، کما يجب منع النظام الإيراني کذلک من الوصول إلی النظم المصرفية الدولية، بالإضافة إلی تنفيذ عمليات التفتيش الحر وغير المشروط للمراکز العسکرية وغير العسکرية، حيث يمارس النظام الإيراني برنامجاً شديد السرية لتطوير الأسلحة النووية.
 
– کيف تری الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟
يسعی الملالي للهيمنة الإقليمية في المنطقة وإدارتها، وقام النظام بتمويل المتطرفين وتدريبهم وتسليحهم أثناء نشر أيديولوجيتهم الأصولية منذ عام 1979، ويمتد هذا من فلسطين والبحرين ولبنان والعراق وسوريا واليمن إلی أفغانستان وحتی في مصر ودول شمال إفريقيا وبلدان أخری.. وهدف النظام من ذلک هو إنشاء تکتل إقليمي أصولي تحت خلافة المرشد خامنئي، وبالفعل نجح النظام الإيراني في نسخ تجربته وتصدير نظام ولاية الفقيه إلی العراق، وأنشأ المليشيات التي هي نسخة الکربون بالضبط من الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج.
وفي سوريا، حدث ولا حرج، فلولا الدعم الإيراني لکان نظام الأسد قد سقط منذ فترة طويلة، ولن يکون هناک حل سياسي في سوريا ما دام الحرس الثوري الإيراني ومليشياتهم علی الأرض السورية، وأثار الملاليون صراعاً طائفياً کريهاً بين جميع الطوائف الدينية في بلاد الشام، وأرسلوا مجموعاتهم المعلبة والجاهزة لتنفيذ أي مهمة تحت راية الملالي؛ مثل حزب الله اللبناني الذي أطلق النظام الإيراني يده في الشرق الأوسط.
کما تکرر الأمر في اليمن، وتشير العديد من التقارير والأدلة إلی أن داعش ما هو إلا نتاج لبطش المليشيات التابعة للنظام الإيراني في العراق وسوريا.. وکلمة واحدة إذا أراد المجتمع الدولي السلام والاستقرار للشرق الأوسط فعليه التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة.
 
وما مصلحة النظام الإيراني في إثارة کل هذه النزاعات والصراعات بالمنطقة؟
أولاً: الرغبة في الهيمنة وتوسيع إمبراطورية الملالي.. وثانياً: استمراره في الحکم.. فهناک تعبير شائع بين الإيرانيين بأن هذا النظام يعيش ويتنفس الأزمة والصراع. ولا يمکن له البقاء في الظروف العادية وفق القواعد والمعايير الدولية السائدة.. وذکر قادة النظام هذا باستمرار وسيواصلون إيجاد طرق جديدة لزرع بذور الانقسامات والصراعات والحروب. وينظر النظام الإيراني إلی أن بقاءه مرتبط طردياً من خلال تصعيد الصراع في المنطقة، لأنه ضعيف جداً داخلياً.
– هل نجح الاتفاق النووي في الحد من قدرات إيران علی إنتاج سلاح نووي؟
أولاً: لقد رأی النظام الإيراني الأسلحة النووية أداة استراتيجية لضمان بقائه، بما أنه مشکوک في شرعيته لأنه لا يستمد شرعيته من اختيارات الشعب الإيراني کما هو متبع في النظم الديمقراطية الحديثة، ولذلک فهو ينظر للسلاح النووي باعتباره الضمان الوحيد لاستمراره.
ثانياً: الاتفاق النووي نفسه لا يسمح بعمليات تفتيش شاملة ومتدخلة لجميع المواقع، بما في ذلک المواقع العسکرية.. وعلی سبيل المثال فالعالم لا يعرف بالضبط ما يحدث في الموقع العسکري بارشين، وقد قدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية صور الأقمار الصناعية والاستخبارات خلال الصيف الماضي، تشير إلی أن النظام الإيراني أبعد ما يکون عن التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية.
ولدی المجلس معلومات مؤکدة، تشير إلی أن النظام الإيراني کلف وحدة عسکرية هندسية المکلفة بإنتاج أول قنبلة نووية إيرانية سراً، ولهذه الوحدة 7 أقسام فرعية، کل منها ينفذ جزءاً معيناً في البرنامج النووي الإيراني، وجميعها تعمل بکامل طاقتها، بالرغم من أن الاتفاق النووي يحظر تطوير أو استمرار أية أنشطة نووية.
ثالثاً: تعمل طهران علناً علی انتهاک الاتفاق: وهي تسرع برنامجها للصواريخ البالستية وتقوم بتطوير صواريخ قادرة علی حمل رأس حربي نووي.. ولذلک، فإن الصفقة ننظر لها في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأنها ضعيفة ومحفوفة بالمخاطر.
– ما فرص تغيير النظام الإيراني؟
تنتشر الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء إيران. وهناک المئات الذين ينظمون مظاهرات في طهران للاحتجاج علی نهب النظام للمدخرات وسياساته الفاسدة.. ووفقاً لتقرير وشريط فيديو من داخل إيران، کان هناک أکثر من 2000 شخص يحتجون خارج مبنی البرلمان، وهتف المتظاهرون بشعارات ضد النظام، بما في ذلک “الموت للديکتاتور”.
وهناک رغبة هائلة من جانب الشعب الإيراني لتغيير النظام، وانتفاضة 2009، ما زالت ماثلة للأذهان، ويمکن أن تتکرر في أي وقت، وقد فشل النظام الإيراني في کل المجالات، فوفقاً للإحصاءات الرسمية، هناک ما لا يقل عن 12 مليون شخص ينامون جوعی کل ليلة، کما يعيش ثلث الإيرانيين حالياً تحت خط الفقر.. ومن بين هذه الشريحة الضخمة من السکان، يواجه حوالي 12-15 مليون نسمة الفقر المدقع والباقي يواجه الفقر النسبي، وکل المؤشرات تشير إلی أن الثورة بالفعل علی أعتاب إيران.. وخلاصة القول إن تغيير نظام الملالي أمر حتمي.
 
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى