أخبار إيران

النظام الإيراني يطمر رأسها في الرمال.. “وثائق بن لادن حرب ضدنا”


 
3/11/2017

أظهرت وثائق ” أبوت أباد” التي حصلت عليها القوات الأميرکية من مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن لدی مقتله عام 2011 في باکستان، ونشرتها وکالة الاستخبارات المرکزية الأمريکية” (CIA) الأربعاء (1 نوفمبر /تشرين الأول )، بعد ست سنوات ونصف، أن إيران قدمت المال والسلاح والتدريب للتنظيم الإرهابي مقابل ضرب مصالح أميرکا والسعودية.
ووسط الصخب الإعلامي الذي أحدثته تلک الوثائق لا سيما أنها اعتبرت کنزاً من المعلومات، التزمت الحکومة الإيرانية وکبار مسؤولي نظام المرشد الأعلی علي خامنئي في طهران، الصمت، متبعين سياسة النعامة وطمر الرأس في الرمال، إزاء نشر مئات الآلاف من الوثائق التي تم الحصول عليها من مخبأ بن لادن حيث خصصت وثائق من 19 صفحة من هذا الأرشيف الکبير لعلاقات القاعدة البارزة مع الحکومة الإيرانية.
وحاولت وکالات أنباء تابعة للحرس الثوري الايراني کوکالة “فارس” التعليق علی ما جاء في تفاصيل الوثائق، مکتفية باعتبارها تأتي في سياق الهجوم علی إيران من قبل إدارة الرئيس الأميرکي دونالد ترمب، وکبار مسؤولي الأمن في إدارته کمدير المخابرات المرکزية الأميرکية “السي آي إي” مايک بومبيو ومدير مکتب إيران في الوکالة مايک دي أندريا، الملقب “آية الله مايک”.
هذا بينما أظهرت إحدی الوثائق أن عضوا بارزا في تنظيم القاعدة أکد في رسالة أن ايران مستعدة لتوفير کل ما يحتاجه تنظيم القاعدة، بما في ذلک الأموال والأسلحة، ومعسکرات تدريب لحزب الله في لبنان مقابل أن تقوم الجماعة الإرهابية، بالهجوم علی مصالح أميرکا في المملکة العربية السعودية والخليج”، وذلک بحسب تحقيق قام به کل من “توماس جوسلين” و”بيل راجيف” الباحثيْن في “معهد الدفاع عن الديمقراطيات” حول تفاصيل الصفحات الـ 19 المرتبطة بعلاقات تنظيم القاعدة وإيران، من وثائق أبوت أباد.
تأشيرات وإيواء لعناصر القاعدة
وجاء في وثيقة أخری، أن “أجهزة الاستخبارات الايرانية وافقت علی تزويد عملاء القاعدة بتأشيرات سفر وتسهيلات، وإيواء أعضاء آخرين في التنظيم القاعدة. وقد تم التفاوض علی الاتفاق مع إيران من قبل أبو حفص الموريتاني، أحد أعضاء القاعدة المؤثرين، قبل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وتشرح الوثائق أن الاتفاق استمر لسنوات عدة حتی انتهک رجال القاعدة الاتفاق، وحصلت خلافات بين الطرفين لکنها لم تصل إلی حرب بينهما لأن هناک مصالح مشترکة خاصة عندما يتعلق الأمر بالعدو المشترک.
وتشير الرسائل الخطية لأسامة بن لادن إلی وجود خلافات، لکنه في إحدی الرسائل حذر اتباعه من توجيه تهديد لإيران.
وفی رسالة من بن لادن نشرت سابقا، اعتبرت إيران کشريان المال الرئيسي للتنظيم ولتجنيد قوته البشرية وشؤون اتصالات تنظيم القاعدة. بيد أنه بالرغم من الخلافات، واصلت إيران تقديم الدعم اللوجيستي لعمليات القاعدة.
هجمات 11 سبتمبر
وکانت وثائق قضائية، استند عليها قاضي محکمة نيويورک الفيدرالية العام الماضي إلی تورط إيران في عدد من مراحل تنفيذ هجمات 11 سبتمبر قبل أعوام عديدة من وقوع التنفيذ حيث سافر منفذو الهجمات عبر إيران في طريقهم من وإلی أفغانستان، مستفيدين من عدم وضع أختام في إيران علی جوازات سفرهم فلا يسهل تتبع حرکتهم، وکان بعضهم عاد فيما بعد وتلقی الدعم اللوجستي والمادي والعسکري وتأمين الملاذ بصورة دائمة علی الأراضي الإيرانية بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر.
کما کشفت تقارير محکمة نيويورک أن رمزي بن الشيبة الذي وصفه تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر بـ”المنسق” لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، التقی مراراً وتکراراً بمحمد عطا مختطف الطائرة في الکثير من المدن الأوروبية في بداية 2001 ثم سافر إلی أفغانستان لتقديم تقرير متابعة من فريق العمليات إلی أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري وکل هذا تم بتسهيل من السفارة الإيرانية في لندن ليحصل بعدها بحسب – مذکرة الاستخبارات الألمانية – علی تأشيرة من السفارة الإيرانية في برلين ليسافر إلی أمستردام ثم إلی إيران في 31 يناير 2001.
کما کشفت الوثائق أسماء لکبار الشخصيات في تنظيم القاعدة کانت بدايتهم في معسکرات “حزب الله” اللبناني وأهمهم سيف العدل، الذي أصبح لاحقاً الرجل الثالث في “القاعدة” وقائد التنظيم العسکري حيث تلقی أولی تدريباته علی أيدي قادة إيرانيين في لبنان وإيران، وهو من أصدر الأوامر بتنفيذ تفجيرات الرياض عام 2003 من مقره في إيران.
وکان من ضمن الرسائل الـ 113 التي کتبت بخط يد أسامة بن لادن، ورفعت المخابرات الأميرکية السرية عنها في 16 مارس 2016 تتضمن “توجيهات في کيفية تعامل تنظيم القاعدة مع إيران، حيث ذکر بن لادن في الرسائل بأن إيران هي المسؤول الأول عن تنقلات رجالهم ودار سر معلوماتهم ورهائنهم وأوصی کذلک بعدم تشکيل جبهات ضدها مما يؤکد قوة الروابط بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني”.
الراعي الأکبر للإرهاب العالمي
وأصبح من المعروف أن إيران دعمت وتواطأت مع القاعدة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل الدول العربية والدول الغربية، وآوت عدداً من قيادات القاعدة حيث لا يزال عدد منهم في إيران، ولهذا اعتبرت الراعي الأکبر للإرهاب في العالم.
وغرمت محکمة أميرکية في نيويورک، العام الماضي، إيران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر بـ10.7 مليار دولار، وغرامات أخری تصل إلی 21 مليار دولار لعوائل ضحايا أميرکيين سقطوا في تفجيرات في السعودية ولبنان والکويت نفذتها خلايا الحرس الثوري الإيراني.
کما أصدرت المحکمة الأوروبية في لوکسمبورغ، قرارا بحجز مبلغ مليار و 600 مليون دولار، من أموال البنک المرکزي الإيراني في أوروبا، لصالح أهالي ضحايا هجمات سبتمبر /أيلول 2001، والتي تورط بها النظام الإيراني من خلال دعم عناصر تنظيم “القاعدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى