أخبار إيرانمقالات

الليلة مابعد الالف لحکاية لم تنته

 

دنيا الوطن
30/10/2017

بقلم:ليلی محمود رضا

 

کثيرون هم من يرتکبون جريمة ما و يظلون يعانون من کابوس الجريمة أو يحومون حولها، حتی يجدون أنفسهم علی حين غرة في قبضة العدالة لينالوا جزاءهم العادل ومع إن هناک قلة من تنجو جريا علی إن لکل قاعدة إستثناء، لکن القاعدة هي إن أکثرية المجرمين لابد أن يقعوا في قبضة العدالة في نهاية المطاف، ولعل هناک الکثير الکثير من الامثلة ولکننا نود أن نشير الی أمثلة من عصرنا الحالي، فعندما کان سلوبودان ميلوسوفيتش و رادوفان کارادوفيتش يتماديان في إرتکاب الجرائم و المجازر ذات الطابع المعادي للإنسانية، کانايتصوران بأن جرتهما ستسلم للنهاية، لکنهما مع ذلک کانا يحومان حول جرائمهما حتی جاءت اللحظة التي وقع فيها الفأس بالرأس و قضي أمرهما في محکمة لاهاي.
طوال سنة کاملة من التحرکات و النشاطات و الفعاليات المختلفة لحرکة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، والخاصة بالعمل من أجل فتح ملف مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم خلالها أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيراني، والوسعي لقوننتها دوليا، بإعتبارها جريمة ضد الانسانية کما إعترفت منظمة العفو بذلک في حينها، لم يدر بخلد قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إنها ستتمکن من فتح أبواب منظمة الامم المتحدة ليتم طرحها من هناک و المطالبة بفتح تحقيق دولي خاص بها.
خلال الايام الماضية، دعت المقررة الامية المعنية بحقوق الانسان في إيران، خلال کلمة ألقتها أمام إجتماع مجلس حقوق الانسان في جنيف، الی إجراء تحقيق شامل و مستقل بشأن مجزرة السجناء السياسيين في إيران عام 1988، حيث جاء في جانب من کلمتها:” هناک عدد لافت من المظالم والحوارات والوثائق فيما يخص التقارير المتعلقة بالإعدامات المثيرة التي طالت آلاف السجناء السياسيين رجالا ونساء وأحداثا في العام 1988. فهذه القضية تنم عن ألم عميق يجب النظر فيها وأن أعمال القتل هذه تم تأکيدها من قبل بعض کبار المسؤولين في النظام الإيراني. لذلک إنني أشدد علی دعوتي لکي نضمن إجراء تحقيق شامل ومستقل بخصوص هذه الأحداث.”، ولاريب من إن هذا الکلام ليس کلام عادي يتلقاه الجالسون في هذا الاجتماع بصورة عابرة، خصوصا وإنه معزز بالارقام و المستندات، فإنه من الواضح بإن هذه المجزرة قد کسرت حاجز الصمت و السکون و صارت قاب قوسين أو أدنی من قوننتها دوليا بإعتبارها جريمة ضد الانسانية ذلک إنها طالت سجناء سياسيين بسبب من أفکارهم و مبادئهم و ليس بسبب جرائم إرتکبوها، ويبدو إن الليلة مابعد الالف لحکاية مجزرة 1988 في طريقها للنهاية ليری الضحايا و أهاليهم فجر العدالة الباسم.

زر الذهاب إلى الأعلى