أخبار إيرانمقالات

ضرورة التحرک العربي والدولي لقطع دابر النظام الإيراني من المنطقة


 

الخليج العربي
بقلم: عبدالمجيد محمد
30/10/2017

يعرف النظام الإيراني بسمات معينة، فعلی الصعيد الداخلي، ممارسة القمع وعلی الصعيد الخارجي، تصدير الإرهاب وإثارة الحروب، وطوال 39 عاما من حکم الملالي تم إثبات وتأکيد هذه السمات عمليا وعلی أرض الواقع مرارا وتکرارا.
لفترة طويلة، تمتد إلی أکثر من ثلاثة عقود من القمع الوحشي لهذا النظام، کانت المقاومة الإيرانية وحدها فقط من تقول هذه الحقيقة، لکن اليوم لم يعد الأمر مقتصرا علی المجاهدين والمقاومة الإيرانية کي يقولوا ويکرروا ذلک، بل إن العالم کله قد صار يری هذه الحقيقة ويقر بها مذعنا.
تم إعلان إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يوم 13أکتوبر 2017 تجاه النظام الإيراني وتسمية الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الخاصة بوزارة الخزانة الأمريکية، من الواضح جدا أن هذه الإستراتيجية جاءت متأخرة جدا ولو لم تکن هناک سياسة المماشاة والاسترضاء من جانب الإدارات الأمريکية السابقة لتم هذا الإجراء قبل 16 عاما علی أقل تقدير.
 کما أنه لو لم تغض الولايات المتحدة طرفها في عام 2009. عن انتفاضة الشعب الإيراني الغاضبين عندما نزلوا إلی الشوارع هاتفين بشعارات ضد حکام إيران القمعيين وللأسف ضحوا بحياتهم علی إثر فتح النار عليهم من قبل الحرس الثوري، لکانت الأوضاع مختلفة تماما.
نعم، لو لم تغمض الولايات المتحدة عينها علی الأوضاع في سوريا في عام 2013 حيث کان النظام علی مشارف السقوط، ولم تمهد الطريق للحرس الإيراني للاندساس داخل سوريا، لکان الوضع يختلف تماما ولم تکن هذه الفرصة متاحة أمام بشار الأسد لکي يسفک المزيد من الدماء ويشرد الشعب السوري المظلوم الأعزل والمغلوب علی أمره.
طوال الأعوام الـ15 المنصرمة، دأبت المقاومة الإيرانية علی إطلاق التحذيرات بصورة متکررة ومتواصلة من أن النظام الإيراني يسحب المنطقة باتجاه الفوضی والأزمات ويتدخل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وسائر بلدان المنطقة الأخری من أجل توفير عامل الزمن لاستمراره وبقائه، ولو کان الغرب قد التفت إلی هذه المسألة فإن الأوضاع کانت ستکون مختلفة في المنطقة ولم يکن بإمکان النظام المثير للحروب والمدافع عن الإرهاب أن يصل إلی النقطة الحالية.
هناک أمور واحتمالات أخری نستطيع ذکرها ووضعها أمام الأنظار… لکننا نکتفي بما أسلفنا ونسعی إلی التطلع إلی الأمام والمستقبل وما يعد الأهم والأکثر إلحاحا في الوقت الحاضر وهو احتلال مدينة کرکوک الغنية بالنفط من قبل حرس النظام الإيراني والمليشيات التابعة له. هذه الإجراء العدواني قد تم في وقت کان المجرم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإرهابي، يجوب في السليمانية وبغداد وبقية مناطق العراق من أجل أن يقوم بالتخطيط لهذا الاعتداء والاحتلال.
بالإضافة إلی ما قد ما أعلنته المقاومة الإيرانية تجاه هذا الاعتداء السافر، عندما أعلنت تضامنها مع أهالي کردستان العراق وخصوصا مع أهالي کرکوک المشردين، مطالبة بتشکيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة هذا الاحتلال والاعتداء الغاشم في کردستان العراق.
لقد أثبت هذا الاحتلال الفاضح مرة أخری ضرورة قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد الحرس الثوري الإيراني ومليشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان ومنع إرسال الأسلحة وقوات النظام الإيراني إلی هذه البلدان، وهذا الإجراء ضروري جدا من أجل ضمان استتباب السلام والأمن في المنطقة والعالم.
الحرس الثوري الإيراني هو عامل القمع الأساسي في داخل إيران وإشاعة الإرهاب في کل العالم وإثارة الحروب والمجازر في المنطقة والحصول علی السلاح النووي وتصنيع مزيد من الصواريخ البالستية، کل هذه الأمور حقائق دامغة لا يمکن التغاضي عنها، فعليه يجب تسمية جميع الأفراد والجهات والمراکز والشرکات التابعة له والأطراف المتورطة في التعامل مع الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية وفرض العقوبات عليها من دون أي مساومة.
کما نری هذه الأيام الشعب الإيراني في طهران وسائر المدن الإيرانية المنهوبة أموالهم بواسطة المؤسسات والجهات التابعة لحرس النظام يطالبون بإعادة أموالهم، هذا النظام الذي لم يلق الشعب منه شيئا سوی الإعدام والتعذيب وکل أنواع القمع والمصائب والأذی. الجماهير الساخطة والحاملة أرواحها علی أکفها خرجت إلی الشوارع والساحات وهي تهتف مخاطبة خامنئي: «اترکوا سوريا وفکروا في حالنا».
الحقيقة، إن النظام الإيراني من خلال اعتماده علی القوة العسکرية والاقتصادية للحرس الثوري، واستغلال ثروات الشعب الإيراني تماما لصالح إرساء مقومات الفاشية الدينية وإثارة الحروب وتصدير الإرهاب والاقتصاد بيد الحرس بصورة رئيسية عموما فعليه فإن تبني أية علاقة اقتصادية مع هذا النظام لا يحظی بشرعية لکونها تعتبر ضد الشعب الإيراني والمصالح الوطنية الإيرانية ويجب قطعها فورا.
إن قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد حرس النظام ومليشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان ومنع إرسال الأسلحة وزج قواته إلی هذه البلدان يمکن اعتباره الخيار الأفضل من أجل درء خطر الملالي وإجباره علی الانسحاب وهو أمر لا يجب التمهل فيه أبدا.
* محام إيراني

زر الذهاب إلى الأعلى