أخبار إيرانمقالات

کلهم في السفينة ذاتها


دنيا الوطن
26/10/2017
بقلم:کوثر العزاوي

 

عندما تقوم مجموعة من اللصوص بعملية سرقة کبيرة يتم خلالها إرتکاب جرائم قتل و إنتهاکات و تجاوزات فظيعة، فإن کشف أي فرد منهم کفيل و کافي لفضح البقية و جعلهم يدفعون ثمن جريمتهم، وهذه قاعدة ثابتة لامجال لإنکارها، فليس هناک من مجرم يمکنه أن يسلم من العقاب بعد أن شارک مجرما آخرا في السرقة و القتل، بل إنه سيواجه القانون و يأخذ جزاءه تبعا لدوره.
ليس هناک من شک بأن الاوضاع التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حساسة جدا و بإمکانها أن تقود الی مفترقات بالغة الخطوة، ولأن الاوضاع تسير من سئ الی الاسوء، وبسبب تفاقم المشاکل و الازمات و محاصرتها للنظام من کل جانب، فإن کيل الاتهامات من جانب جناحي النظام لبعضهم البعض، يمکن إعتباره أمرا منطقيا و حاصل تحصيل لامناص منه، خصوصا وإن إنتهاء عهد أوباما الذي کان بمثابة الفترة الذهبية لهذا النظام، قد عجل کثيرا في فضح الواقع المزري له و کشفه علی حقيقته التي غطتها سياسة المماشاة و المسايرة و المهادنة التي إتبعتها إدارة أوباما بشکل خاص و الدول الغربية الاخری بشکل عام.
الجناحان الرئيسيان في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يعملان بکل مافي وسعهما من أجل إتهام بعضهما الآخر و إعتباره السبب في إيصال الاوضاع في إيران الی هذا المنعطف الخطير الحالي، ولأن الجناح المتشدد بزعامة المرشد الاعلی للنظام يمتلک کل أسباب القوة و النفوذ فإنه يکاد أن يحاصر جناح روحاني في زاوية ضيقة، لکن روحاني الذي أفنی عمره في خدمة هذا النظام، يبذل مابوسعه من أجل إفهام الجناح الآخر من إنهم جميعا أي الجناحين في المرکب ذاته وإذا ماغرق فإن الکل هالکون.
تحذير روحاني في يوم الاثنين المنصرم 23 أکتوبر الماضي خلال کلمة له من إنهيار النظام وقوله:” الموضوع الأول هو الثقة بين الشعب والحکم. لا تسمحوا بأن تتعرض الثقة للمساس. الحکومة والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والقوات المسلحة وعلی رأسها القيادة يشکل کلنا السلطة في هذا الحکم. لا تظنوا أن المساس بجزء من هذا الحکم فيتعزز الجزء الآخر.. لا.. بل ينهار کل الحکم واذا لا نتوحد ونشد أيدي بعضنا بعضا واذا لا نقف جنبا لجنب، فان الرصيد الاجتماعي سيتعرض للمساس ولا تسمحوا بذلک واذا کان هناک اشکالية صغيرة فلا تضخموها”، ويبدو هذا الکلام أکثر من واضح من حيث بيانه لحقيقة أن جناحي هذا النظام يعملان مابوسعهما من أجل المحافظة عليه و ضمان إستمراره، تماما کما کانت قد أعلنت و أکدت علی ذلک المقاومة الايرانية مرارا و تکرارا مشددة علی إنه ليس هناک من إصلاح و إعتدال وانما هناک إختلاف في الاساليب و الطرق من أجل المحافظة علی النظام!

زر الذهاب إلى الأعلى