أخبار إيرانمقالات

قطع دابر النظام الايراني من المنطقة ضرورة ملحة

 


کتابات
26/10/2017

  
بقلم:عبد المجيد محمد

 

يعرف النظام الإيراني بميزات خاصة، علی الصعيد الداخلي، ممارسة القمع وعلی الصعيد الخارجي، تصدير الإرهاب وإثارة الحروب، و طوال 39 عاما من حکم الملالي تم إثبات و تأکيد هذه الميزات عمليا و علی أرض الواقع مرارا و تکرارا.
لفترة طويلة، لأکثر من ثلاثة عقود من القمع الوحشي لهذا النظام، کانت المقاومة الايرانية لوحدها فقط من تقول هذه الحقيقة، لکن اليوم لم يعد الامر مقتصرا علی المجاهدين و المقاومة الايرانية کي يقولوا و يکرروا ذلک، بل إن العالم کله قد صار يری هذه الحقيقة و يقر بها مذعنا.
تم إعلان استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يوم 13/أکتوبر-تشرين الأول 2017 تجاه النظام الإيراني و تسمية الحرس الثوري في قائمة الارهاب الخاصة بوزارة الخزانة الأميرکية ، من الواضح جدا إن هذه الاستراتيجية جاء متأخرة جدا ولو لم تکن هناک سياسة المماشاة و الاسترضاء من جانب الادارات الامريکية السابقة لکان يجب أن يتم هذا الاجراء قبل 16 عاما علی أقل تقدير.
کما إنه لو لم تغض الولايات المتحدة طرفها في عام 2009، عن انتفاضة الشعب الإيراني الغاضبين عندما نزلوا إلی الشوارع هاتفين بشعارات ضد حکام إيران القمعيين وللأسف ضحوا بحياتهم علی أثر فتح النار عليهم من قبل الحرس الثوري، لکانت الاوضاع مختلفة تماما .
نعم، لو لم تغمض الولايات المتحدة عينها علی الاوضاع في سوريا في عام 2013 حيث کان النظام علی مشارف السقوط، ولم تمهد الطريق للحرس الإيراني للإندساس داخل سوريا ، لکان الوضع يختلف تماما ولم تکن هذه الفرصة متاحة أمام بشار الاسد لکي يسفک المزيد من الدماء و يشرد الشعب السوري المظلوم الاعزل والمغلوب علی أمره.
طوال الاعوام ال15 المنصرمة، دأبت المقاومة الايرانية علی إطلاق التحذيرات و بصورة متکررة و متواصلة من إن النظام الايراني يسحب المنطقة بإتجاه الفوضی و الازمات و يتدخل في العراق و سوريا و اليمن و لبنان و سائر بلدان المنطقة الاخری من أجل توفير عامل الزمن لإستمراره و بقائه، ولو کان الغرب قد إلتفت الی هذه المسألة فإن الاوضاع کانت ستکون مختلفة في المنطقة ولم يکن بإمکان النظام المثير للحروب و المدافع عن الارهاب أن يصل الی النقطة الحالية.
هناک أمور و إحتمالات أخری نستطيع ذکرها و وضعها أمام الانظار… لکننا نکتفي بما أسلفنا ونسعی للتطلع إلی الأمام والمستقبل وما يعتبر الاهم و الاکثر إلحاحا في الوقت الحاضر وهو احتلال مدينة کرکوک الغنية بالنفط من قبل حرس النظام الإيراني والميليشيات التابعة له. هذه الاجراء العدواني قد تم في وقت کان المجرم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي، يجوب في السليمانية و بغداد بقية مناطق العراق من أجل أن يقوم بالتخطيط لهذا الاعتداء و الاحتلال.
بالاضافة الی ماقد ما أعلنته المقاومة الإيرانية تجاه هذا الإعتداء السافر ، عندما أعلنت عن تضامنها مع أهالي کردستان العراق وخصوصا مع أهالي کرکوک المشردين مطالبة بتشکيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة هذا الاحتلال و الاعتداء الغاشم في کردستان العراق.
لقد أثبت هذا الاحتلال الفاضح مرة أخری ضرورة قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد الحرس الثوري الإيراني وميليشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وافغانستان ومنع إرسال الأسلحة و قوات النظام الإيراني إلی هذه البلدان، وهذا الاجراء ضروري جدا من أجل ضمان إستتباب السلام و الامن في المنطقة و العالم.
الحرس الثوري الإيراني هو عامل القمع الاساسي في داخل ايران وإشاعة الإرهاب في کل العالم وإثارة الحروب والمجازر في المنطقة والحصول علی السلاح النووي وتصنيع المزيد من الصواريخ الباليستية، کل هذه الامور حقائق دامغة لا يمکن التغاضي عنها، فعليه يجب تسمية جميع الأفراد والجهات والمراکز والشرکات التابعة له والأطراف المتورطة في التعامل مع الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية وفرض العقوبات عليها دون أي مساومة وملاحظة.
کما نری هذه الأيام الشعب الإيراني في طهران وسائرالمدن الإيرانية المنهوبة أموالهم بواسطة المؤسسات والجهات التابعة لحرس النظام يطالبون بإعادة أموالهم، هذا النظام الذي لم يلقی الشعب منه شيئا سوی الاعدام و التعذيب وکل أنواع القمع و المصائب و الاذی. الجماهير الساخطة و الحاملة أرواحها علي أکفها خرجت الی الشوارع و الساحات و هي تهتف مخاطبة خامنئي : ” إترکوا سوريا و فکروا بحالنا“.
الحقيقة ، إن النظام الإيراني ومن خلال إعتماده علی القوة العسکرية والاقتصادية للحرس الثوري، وإستغلال ثروات الشعب الإيراني تماما لصالح إرساء مقومات الفاشية الدينية وإثارة الحروب وتصدير الإرهاب والاقتصاد بيد الحرس بصورة رئيسية عموما فعليه فإن تبني أية علاقة اقتصادية مع هذا النظام لا يحظی بشرعية لکونها تعتبر ضد الشعب الإيراني والمصالح الوطنية الإيرانية ويجب قطعها فورا.
إن قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد حرس النظام وميلشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان ومنع إرسال الأسلحة وزج قواته إلی هذه البلدان يمکن إعتباره الخيار الافضل من أجل درء خطر الملالي وإجباره علی الانسحاب وهو أمر لايجب التمهل فيه أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى