أخبار إيرانمقالات

الجرائم الإيرانية ضد الشعب السوري

 

الخليج العربي
26/10/2017


بقلم: عبدالرحمن مهابادي *
 

بعد مضي حوالي 7سنوات علی الثورة في سوريا، لا تزال الأوضاع في سوريا علی سابق حالها متمثلة في المواجهة بين الشعب والدکتاتور الحاکم في بلادهم والذي لا شک فيه أنه لو لم يکن هناک دعم من النظام الإيراني غير المحدود لکان قد سقط الأسد خلال أشهر وانتصر الشعب السوري. غير أن التدخل الإيراني صار عاملا لقتل الشعب واستمرار ذلک حتی اليوم وخلال ذلک فرض «داعش» وجوده.
بحسب الأنباء المنتشرة ارتکبت مليشيات الأسد المجرمة يوم 26سبتمبر 2017 مجزرة جديدة في منطقة وادي العذيب شرق حماه، ما أدی إلی مقتل حوالي 100مواطن بينهم عدد من النساء والأطفال (قناة أورينت 26سبتمبر – أيلول).
وقال أحمد الحمودي رئيس مجلس القيربات: «تزامنا مع الاشتباکات في القيربات حاصرت قوات نظام الأسد هؤلاء النازحين الذين کان عددهم في البداية 8000 مواطن في هذه الصحراء حيث قتلت أکثر من 80 من المحاصرين أثناء الفرار. هناک أخبار أخری تتحدث عن القيام بحوالي 1500هجوم متوال من قبل القوات الروسية والأسد خلال 11يوما ضد المناطق السکنية لهذه المحافظات.
وأفادت «هيومن رايتس ووتش» يوم 1 أکتوبر – تشرين الأول عن قيام فرقة الفاطميين التابعة لحرس النظام الإيراني باستخدام الأطفال الأفغان المهاجرين الساکنين في إيران في أعمار14سنة لأتون الحرب في سوريا علی الرغم من حظر استخدام الأطفال تحت سن15عاما في الحرب باعتباره جريمة حرب.
يقول مايکل بريجنت الخبير البارز في مؤسسة «هادسن» والعائد أخيرا من العراق:
«لقد تمکن النظام الإيراني من الوصول إلی سوريا عبر ثلاثة محاور، محورين من بغداد، والثالث عن طريق الموصل التي تحررت أخيرا من داعش»، وأضاف قائلا: «هناک دور حيوي للشرطة العراقية التي تعمل بإمرة وزارة الداخلية في العراق وقوات في الجيش العراقي إلی جانب الحشد الشعبي، في عمليات نقل قوات الحرس الإيراني لإيصال التجهيزات والأشخاص إلی سوريا».
بحسب ما يقول المراقبون لحقوق الإنسان في سوريا، کان شهر سبتمبر 2017 أکثر الشهور دموية في هذه السنة حيث سقط علی أقل تقدير 3000 قتيل بينهم 955 مواطنا مدنيا من بينهم جثامين 207 أطفال سوريين، بحسب الإحصائيات المعلنة إلی الآن هناک 500 ألف قتيل وحوالي 14 مليون مشرد معظمهم من النساء والأطفال.
لم يبق هناک من شک في حقيقة أن المسبب الرئيس للجرائم في سوريا، هو الدکتاتورية الدينية في إيران والتي قامت بکل ما بوسعها من أجل دعم الدکتاتورية السورية ماديا ولوجستيا من خلال صرف المليارات من الدولارات سنويا، والسبب الرئيس في هذا الدعم يکمن فقط في تخوف النظام الإيراني من سقوطه ليس إلا.
کما أعلن علي خامنئي يوم 18 يونيو 2017 قال: «لو لم يقاتل حرس النظام في سوريا لکان علينا القتال في المدن الإيرانية»، کما قال خامنئي يوم 18 يونيو: «لو لم نقف بوجه العدو في سوريا لکان لزاما علينا أن نتصدی لهم في طهران وفارس وخراسان وأصفهان».
کما قال الملا حسن روحاني يوم 8 فبراير 2016: «لو لم يصمد قادتنا البواسل في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي، ولو لم نقدم الدعم في دمشق وحلب للحکومة السورية لما کنا ننعم بالأمن ونتمکن من إجراء المفاوضات بهذه البساطة».
کما أکد المجرم الملا علي سعيدي ممثل خامنئي في فيلق الحرس يوم 13/سبتمبر – أيلول2016 قائلا: «إن حماية بشار الأسد الخط الأحمر لنظام الملالي في سوريا».
واعتبر ولايتي وهو مستشار خامنئي في يوم 19 ديسمبر 2015 المحافظة علی بشار الأسد والحکومة السورية الخط الأحمر لنظام الملالي في سوريا قائلا: «الشعب السوري لا يستطيع أبدا أن يجد مثل الأسد وفيا له». في نفس هذا الوقت أکد الحرسي جعفري قائد فيلق الحرس وفي إشارة إلی مقتل الحرسي «همداني» في سوريا قائلا: «لو لم يقتل همداني في سوريا لسقط نظام الأسد قبل عامين أو 3 أعوام ولا شک أن هذا الأمر کان سيؤثر مباشرة علی أمننا».
کما قال الحرسي «شمخاني» السکرتير للمجلس الأعلی للأمن القومي للنظام الإيراني يوم 29 ديسمبر2014: «لو لم نقاتل في العراق وسوريا، فعلينا أن نقدم دماء في سيستان وآذربيجان وشيراز وأصفهان». وکتبت وسائل إعلام النظام الإيراني يوم 6أکتوبر 2015: «في بداية عام 2013 کان الإرهابيون (اقرأوا الجيش السوري الحر) علی وشک الانتصار حيث استطاعوا تضييق الحصار والاقتراب من قصر الرئاسة السوري في دمشق ليسيطروا عليه کما اعتبر بشار الأسد أنه قد قضي الأمر وکان في صدد مغادرة سوريا متجها إلی بلد آخر».
إن هذه الاعترافات التي تشکل نماذجا ضئيلا مما يقر به أزلام النظام الإيراني، خير دليل علی أنه ما دام يتواجد حرس النظام ومليشياته في سوريا ستستمر أزمة سوريا. إن أول خطوة ضرورية لإحلال السلام والاستقرار والهدوء في سوريا هي قطع دابر نظام الملالي من هذا البلد وطرد فيلق الحرس ومليشياته منها کما يعد إحلال داعش مع الحرس والمليشيات في سوريا أو العراق استغلالا للظروف.
هذه الاعترافات التي هي نماذج من آلاف المواقف المشابهة من جانب قادة النظام، تعبر عن حقيقة أنه طالما بقي الحرس الثوري والمليشيات التابعة للنظام الإيراني في سوريا، فإن الأزمة السورية ستستمر. قطع يد نظام الملالي وإخراج الحرس الثوري والمليشيات التابعة لهم من سوريا بمثابة أول خطوة ضرورية من أجل السلام والأمن في سوريا.
اليوم يعتبر، إحلال الحرس الثوري أو المليشيات مکان داعش في سوريا أو العراق استفادة من الأوضاع التي يوفرها التحالف الدولي، بمثابة أکبر خطر يهدد المنطقة.
هذه الاعترافات تعتبر وثائق «جرائم ضد الإنسانية» لنظام يعتمد حتی في داخل إيران من أجل بقائه علی ارتکاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة أيضا والتي أصبحت حاليا مطروحة علی طاولة المجتمع الدولي.
ارتکاب الجرائم من قبل هذا النظام في خارج وداخل إيران، يعتبر وجهان لعملة واحدة تجسد ماهية نظام معاد للإنسانية المعاصرة جمعاء فيجب إزالته من الوجود. هذا ليس فقط مطلب الشعب الإيراني لوحده فحسب وإنما تطالب به شعوب المنطقة کلها وأصحاب الضمائر الحية المحبة للإنسانية أيضا.
علی الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة المنهمکة في بحث انتهاک حقوق الإنسان في العالم، أن تبادر بالإضافة إلی الإدانة السنوية ضد دکتاتورية إيران الدينية، أن تدرج في منهاجها السنوي تشکيل لجنة مستقلة دولية حول جرائم هذا النظام وارتکابه مجزرة ضد 30 ألف من السجناء السياسيين في عام 1988 في إيران بالذات وإدراجه في بيانه السنوي أيضا ليکون خطوة لشق الطريق من أجل فتح ملفات مغلقة لم تفتح بسبب اعتماد الغرب سياسة الاسترضاء. هذه الخطوة ضرورية لتحقيق مطلب الشعب الإيراني الرئيسي أي تغيير النظام في إيران في أقصر زمن ممکن ولينقذ الشرق الأوسط من المجازر وعدم الاستقرار.
*  کاتب ومحلل سياسي إيراني

زر الذهاب إلى الأعلى