العالم العربي

بإغراءات مالية وإقامة.. النظام الإيراني يجند أفغان للقتال في سوريا

 

26/10/2017

قال مقاتلون سابقون وحقوقيون، إن إيران جندت آلاف الأفغانيين، الهاربين من الفقر المدقع والبطالة؛ للدفاع عن النظام السوري.
ونقلت صحيفة “عرب نيوز” السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن أفغان من رجال وصبيان بعمر الـ14 عامًا يسجلون من أجل القتال، علی وعد بالحصول علی المال والإقامة القانونية في إيران، الحليف الإقليمي لنظام الأسد.
وذکرت هيومن رايتس ووتش ومقاتلون سابقون لوکالة فرانس برس، بشرط عدم ذکر أسمائهم الحقيقية، أنه منذ عام 2013 انضم أفغان، وبينهم مهاجرين بلا وثائق هوية يعيشون في إيران، إلی مقاتلي لواء فاطميون المدعوم من طهران.
وأضاف شمس، مقاتل سابق: “بالنسبة لي، کان الأمر متعلقًا فقط بالمال”.
وذهب شمس (25 عامًا)، من جماعة هزارة العرقية، إلی سوريا مرتين خلال عام 2016 للقتال في صراع مستعر لأکثر من 6 أعوام الآن.
وأضاف شمس، الذي يعيش الآن في العاصمة الأفغانية کابول: “أي کان من رأيته فقد کنت ذاهبًا من أجل المال والحصول علی دخول مجاني إلی إيران. لم أرَ أحدًا يقاتل لأسباب دينية”.
وتابع: “ذهبت إلی هناک (إيران) لأنني کنت بلا عمل، وکانت تلک طريقة للحصول علی مال من أجل عائلتي”، مستدرکًا: “فکرتي کانت إيجاد عمل في إيران. لم تکن لديّ خططًا للذهاب للقتال في سوريا، لکن بعد شهر بلا عمل، قررت الذهاب”.
واستکمل شمس: “کانوا يشجعوننا بقولهم ستکونون مناضلين من أجل الحرية، وإن عدتم إلی إيران أحياء يمکنکم الإقامة هناک بتصريح لمدة 10 سنوات، لکن هدفي الأساسي کان جني المال”.
وقال شمس إن الشيعة الأفغان يحصلون علی 1.5 مليون ريال (450 دولارًا) من أجل التسجيل بمرکز التجنيد للواء فاطميون، وما أن يسجلون يتلقون 3 ملايين ريال في الشهر، وهي ثروة بالنسبة للکثير من الأفغان الفقراء.
کانت أول مهمات شمس في يونيو 2016 بالعاصمة السورية دمشق، وهناک کان مکلفًا بحماية الثکنات لمدة شهرين، ثم عاد إلی البلاد في سبتمبر ليتم إيفاده إلی حلب، ليحصل علی أول کلاشينکوف بعد أن دربه الحرس الثوري الإيراني علی استخدام الأسلحة البدائية.
علی الخطوط الأمامية للمعرکة بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، وجد شمس نفسه محاصرًا في معرکة مميتة، وقال: “في حلب، واجهنا کمينًا، من بين 100 مقاتل فقدناهم جميعهم تقريبًا، وکان هناک 15 منا باقون علی قيد الحياة، وتم إعادة الجثامين إلی إيران، وأقامت الأسر في أفغانستان مراسم التشييع في المساجد بلا نعوش أو قبور”.
وقال رجل آخر قاتل في سوريا عام 2014 عندما کان بعمر الـ17 عامًا، لوکالة فرانس برس، إن لواء فاطميون لم يقتصر علی الأفغان فقط، بل کان هناک أيضًا باکستانيين وعراقيين، جميع الشيعة”، مضيفًا: “کنا مختلطون مع العرب، لم نفهم لغتهم”.
ويُقدِّر علي ألفونه، کبير الباحثين بالمجلس الأطلسي، أن أکثر من 760 أفغانيًا قتلوا في سوريا منذ سبتمبر 2013.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الإيرانيين يرفضون تقديم أرقام دقيقة، لکنها تقدر أنه هناک حوالي 15 ألف أفغاني يقاتل لصالح فاطميون.
وقال رمضان باشاردوست، عضو برلمان عن جماعة هزارة العرقية في کابول: “الحکومة الإيرانية تستخدمهم، وتعاملهم مثل العبيد”.
کان وزير الخارجية الأفغانية طالب إيران في أکتوبر، بوقف إرسال الشباب الأفغان إلی سوريا، وذلک بعد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي يدين تجنيد القصر.

زر الذهاب إلى الأعلى