أخبار إيرانمقالات

مغرد و بإمتياز خارج السرب

 

دنيا الوطن
23/10/2017

 

بقلم:نجاح الزهراوي


عندما توصل وفد الترويکا الاوربية في عام 2004، الی صيغة إتفاق مع مسؤولين إيرانيين کان يقودهم وقتئذ، حسن روحاني، فقد ظن الاوربيون من إنهم حققوا المعجزة و قاموا بطوي واحدة من أکثر الملفات خطورة و حساسية علی المنطقة و العالم”ونقصد الملف النووي الايراني”، وإعتقدوا بأن کل شئ صار في نصابه، ولکن لم تمض سوی فترة قصيرة حتی و وجدوا إن الاتفاق الذي وقعوه مع طهران، لم يکن سوی مجرد لعبة تمويهية قامت بها الاخيرة من أجل الحصول علی مکاسب تساعدها في المضي قدما في مشروعها النووي.
عندما تعلن وزارة داخلية مقاطعة الراين وستفالن بأن إيران حاولت أکثر من 32 مرة خلال عام 2016، أي بعد أقل من عام علی توقيعها للإتفاق النووي، الحصول علی أجهزة و معدات يمکن إستخدامها في البرنامج النووي، وعندما يتم الکشف عن إن شرکات صينية تقوم بالسعي من أجل الحصول علی أجهزة و تقنية تستخدم بنفس الاتجاه لصالح طهران، فإن من حق دول المنطقة”المتضررة الاکبر من طهران” أن تشعر بالقلق و التوجس لکن، ذلک لايعني بأن الدول الکبری لاتأبه لذلک، بل إنها تدرک حقيقة بالغة الاهمية وهي صعوبة الوثوق بإلتزام طهران بتعهداتها.
عندما يصرح غلام حسين غيب برور، قائد قوات التعبئة الايرانية وبکل وضوح:” اننا وطيلة الأعوام الأربعين الماضية کلما تفاوضنا کلما تلقينا صفعة لأننا فقدنا الانسجام. وأضاف: حينما نتجه الی المفاوضات بدلا من المقاومة فان التلاحم يتلاشی.”، فإن ذلک يعني بالضرورة عن المنطق الاساسي و الحقيقي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يکشف عن وجهه الحقيقي، ذلک إن هذا النظام أشبه مايکون بجهاز الراديو الذي يبث فقط، فهو يثق و يۆمن بمواقفه دون غيرها وإن قناعاته بالحوار و المفاوضات ليست إلا مجرد تکتيکات من أجل المحافظة علی الخط الاستراتيجي للنظام.
دول المنطقة التي تعتبر المتضرر الاکبر بعد الشعب الايراني من هذا النظام، تشعر بالقلق و التوجس منه لأنه کان يمثل دائما تهديدا لأمنها و إستقرارها، وهي محقة في ذلک لأنها وطوال ال40 عاما الماضية لم تحصد إلا المصائب و المآسي من وراء هذا النظام، ولاريب من إن من حق شعوب و بلدان المنطقة”وبناءا علی تجربتها معه” متيقنة من إن هذا النظام لايجب أبدا الوثوق به و يجب التدقيق ألف مرة في ‌أي إتفاق أو أمر معه ذلک إنه نظام مخادع و مراوغ يسعی للف و الدوران من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، وإنه ليس إلا مغرد و بإمتياز خارج السرب الانساني.

زر الذهاب إلى الأعلى