أخبار إيران

واشنطن تعتبر قوات الحرس الإيراني رأس الأفعی

 

 24/10/2017

 

سعت الإدارة الأميرکية خلال الأيام الماضية إلی إيضاح سياسة الرئيس الأميرکي دونالد ترمب من إيران، وسعت “العربية.نت” إلی فهم تفاصيل ووسائل هذه السياسة من خلال شخصيات علی اتصال بمجلس الأمن القومي الأميرکي واستمعت إلی إيجازات عن مسؤولي الشرق الأوسط في البيت الأبيض شرحوا هذه السياسة.
إدارة لا تحبّ إيران
من الواضح أن الرئيس الأميرکي لا يستسيغ النظام الإيراني، ويزيد علی ذلک أن الفريق الذي يحيط بالرئيس الأميرکي في مرکز القرار، ومنهم وزير الدفاع الجنرال ماتيس، ومستشار الأمن القومي الجنرال ماکماستر، ومساعده لشؤون الشرق الأوسط الضابط السابق جو رايبورن، يأخذون مواقف متشددة من إيران، فهم خدموا في العراق منذ إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وشاهدوا الهجمات التي ساهمت فيها ميليشيات مدعومة من إيران علی الجنود الأميرکيين، ثم شاهدوا کيف سقط العراق في يد النفوذ الإيراني وداعش بعد انسحاب القوات الأميرکية في العام 2011.
يشعر هؤلاء إلی حدّ کبير أن إنجازات الجيش الأميرکي ذهبت إلی الإيرانيين مجاناً، ويلومون بشکل أو بآخر تقاعس الإدارة الأميرکية السابقة برئاسة باراک أوباما لأنها سمحت للأمور بالوصول إلی هذه النقطة.
إيران هي المشکلة
خلال الأشهر الماضية، قامت الإدارة بـ”مراجعة السياسة الأميرکية من إيران” وبحسب مصادر “العربية.نت” وصلت إدارة ترمب إلی قناعة ثابتة تقول “إن إيران وراء کل الاضطرابات في الشرق الأوسط ويجب أن يکون التعامل مع التصرفات الإيرانية في قلب الاستراتيجية الأميرکية وباقي الملفات تتبع هذا الملف” .
لاحظ کريستيان جيمس المتحدث باسم وزارة الخارجية أن خطاب الرئيس الأميرکي حول مواجهة إيران، سرد تصرفات إيران منذ ثورة الخميني العام 1979 وأن الإدارة الأميرکية تقول الآن إنه لا يمکن تجاهل التصرفات الإيرانية بل يجب ترکيز الانتباه عليها وأشار إلی أن “استراتيجية الإدارة تقوم علی عزل التصرفات الإيرانية العدوانية والتي تتسبب بالاضطرابات” .
تشعر الوزارات الأميرکية الآن أن لکل منها دورا تقوم به في مواجهة إيران، فوزارة الخزانة الأميرکية لديها صلاحيات واسعة لفرض عقوبات علی إيران، وبشکل خاص الحرس الثوري الإيراني، فيما تری وزارة الخارجية الأميرکية أن لديها مهمة مواجهة إيران في الساحة الدولية، ويقول کريستيان جيمس من وزارة الخارجية أن “الوزارات الأميرکية المختلفة تشعر أن لديها السلطة للعمل”.
الردع العسکري
وبشأن دور القوات المسلحة اشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميرکية لشؤون الخليج وإيران الرائد ادريان رانکين غالووي ، إلی تصريحات أدلی بها وزير الدفاع الأميرکي جيمس ماتيس عندما قال إن إيران ترتکب خطأ لو دخلت في احتکاک مع القوات الأميرکية المنتشرة في المنطقة.
کانت قوات الحرس الثوري خلال سنوات الرئيس الأميرکي باراک أوباما، تتعمّد مشاکسة القوات البحرية الأميرکية المنتشرة في المياه الدولية، لکن الملاحظ أن هذه المشاکسات تراجعت بشکل کبير وإن لم تتوقف تماماً، ويعتبر البنتاغون هذه التصرفات الإيرانية عديمة المهنية ولا تتطابق مع الأعراف الدولية.
يبقی أمام الأميرکيين تحدّيان کبيران، الأول هو تحدّي الصواريخ البالستية الإيرانية والثاني هو تسريب إيران للأسلحة إلی الميليشيات التابعة لها في اليمن ولبنان بالإضافة إلی العراق وسوريا.
لا تريد مصادر وزارة الدفاع الأميرکية الخوض في تفاصيل ما تقوم به الوحدات العسکرية الأميرکية لمواجهة تسريب السلاح الإيراني، فالمعلومات حول ذلک مستقاة من أجهزة الاستخبارات وتخضع لعدم النشر، لکن الرائد غالووي المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الخليج وإيران أشار إلی أن “الولايات المتحدة تنظر الآن إلی سياساتها الدفاعية والأمنية في المنطقة، بما في ذلک بيع الأسلحة، والعلاقة مع الشرکاء الاستراتيجيين، بالإضافة الی انتشار القوات الأميرکية في المنطقة للتأکد من الجهوزية الکاملة”.
من المعروف أيضاً أن القوات الأميرکية تعمل بشکل حثيث مع القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية علی ضمان السيطرة علی مفاصل الطريق السريع بين بغداد ودمشق لضمان عدم تسرّب أسلحة إيرانية في المستقبل عبر هذا الطريق.
ينظر الأميرکيون الآن إلی علاقتهم بالعراق من زاوية الحفاظ علی الأمن ومنع عودة الإرهاب وأيضاً صدّ النفوذ الإيراني. تدرک إدارة الرئيس الأميرکي الحالي عمق النفوذ الذي تحظی به إيران من خلال الحرس الثوري والعلاقة بالميليشيات وبعض الأحزاب العراقية، لکن هذه الإدارة تری أن عليها بناء علاقات طويلة الأمد وعميقة الأثر مع الجيش العراقي، وهدفها المحافظة علی عراق مستقل وقادر علی التخلص من النفوذ الإيراني.
صدّ النفوذ الإيراني
تری إدارة ترمب أن هذا النفوذ خطير، فمن جهة تبقی إيران بعيدة عن المواجهة المباشرة مع الدول العربية لکنها تسببت منذ عقود باستنزاف هذه الدول من خلال الميليشيات التابعة لها، بدءاً من حزب الله في لبنان، مروراً بالميليشيات العراقية وصولاً إلی جماعة الحوثي في اليمن.
أورد الرئيس الأميرکي في خطابه حول إيران مواجهة التصرفات الايرانية کبند أوّل في استراتيجيته، وسبقت هذه الإشارة بند الاتفاق النووي الإيراني وخطر الصواريخ البالستية، فدوائر الحکومة الأميرکية تری الآن أن “رأس الأفعی” هو الحرس الثوري الإيراني، والباقي من الميليشيات الشيعية في العالم العربي هو ملحقات.
لذلک توجّه الولايات المتحدة جهدها أولاً إلی ضرب الحرس الثوري، وتريد أن تفرض عليه عقوبات شديدة تمنع حرکته داخل إيران وتحرمه من بيئته السياسية والاقتصادية ومن الأموال التي يرسلها إلی الميليشيات في العالم العربي.
دور الشرکاء والحلفاء
لکن هذه الميليشيات تبقی لوحدها مشکلة يری بعض المهتمّين بسياسة ترمب وتفاصيلها أن هناک غياباً للتفاصيل عدا فرض عقوبات جديدة علی حزب الله، وهذا الشق من السياسة الأميرکية لا يعالج نفوذ إيران في العراق وسوريا، ولا يعني نزع سلاح حزب الله أو تراجع سطوته السياسية علی لبنان.
نقلت مصادر “العربية.نت” عن مسؤولين في الإدارة الأميرکية والکونغرس قولهم إن واشنطن تعتبر الدول العربية صديقة لها، وعلی هذه الدول والقوی السياسية العربية أن تتقدّم بأفکار وخطط وأن تکون هي أداة المواجهة ضد النفوذ الإيراني.
نفی کل المسؤولين الأميرکيين أن تکون لديهم أي رغبة في مواجهة عسکرية مع أي طرف أکان الحرس الثوري أو الميليشيات التابعة له، فيما تحدثت بعض النقاشات عن أن فشل احتواء نفوذ الميليشيات الشيعية، يفتح الباب أمام استمرار النفوذ الإيراني، کما يفتح الباب أمام مواجهات عسکرية مباشرة بين هذه الميليشيات وإسرائيل في جنوب لبنان وجنوب سوريا.
ترمب رئيس آخر
تبدو واشنطن بعد أسبوع من خطاب دونالد ترمب لمواجهة التصرفات الإيرانية وکأنها عاصمة مختلفة عن ما کانت عليه في عهد باراک أوباما، فالولايات المتحدة رکّزت جهودها في عهد الرئيس الديموقراطي علی قضية الخطر النووي الإيراني وترکت النفوذ الإيراني يتسلل ويتجذّر في العراق وسوريا ولبنان ووصل إلی اليمن وهدّد البحرين، أما الآن فتعتبر واشنطن أن هذا کان خطأ ويجب مواجهة الخطر الإيراني علی کل الأصعدة وبکل الوسائل.

 


زر الذهاب إلى الأعلى