أخبار إيرانمقالات

التغيير الحل الوحيد للمعضلة الايرانية

 

الحوار المتمدن
18/10/2017

بقلم: فلاح هادي الجنابي

 

لم تبق من وسيلة أو طريقة لم يستخدمها المجتمع الدولي مع نظام الملالي في إيران من أجل إعادة تأهيله و التواصل معه عبر القنوات الحضارية، لکن ثبت و بصورة أکثر من واضحة من إن کل الطرق و الوسائل و الاساليب لم تفلح مع هذا النظام الذي يعتبر القوة و القمع اسلوبه الوحيدة للتعامل مع الآخرين، ولهذا فليس من الغريب عندما نجد وزير الخارجية الامريکي، ريکس تيلرسون يکشف عن إن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب بشأن إيران، تهدف الی دعم القوی المطالبة بالديمقراطية و تغيير النظام الحاکم في طهران.
المطالبة بتغيير النظام القرووسطائي المتخلف في إيران، مطلب اساسي رفعته المقاومة الايرانية منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، وأکدت بأنه لايمکن أبدا إيجاد أي حل لمختلف المشاکل المتعلقة بالاوضاع في إيران بدون إسقاط هذا النظام الذي کان و سيبقی سبب کافة المشاکل و المصائب التي حلت و تحل بالشعب الايراني و شعوب المنطقة.
نظام الملالي الذي هو أشبه بالبکتريا الطفيلية الضارة التي تعتاش علی الآخرين، قد بنی وجوده علی أمرين أساسيين هما: قمع الشعب الايراني في الداخل و مصادرة حرياته، الی جانب تصدير التطرف الديني و الارهاب و التدخل في شؤون بلدان المنطقة، وليس بإمکان النظام أبدا أن يغير من هذين الامرين، لإن ذلک کفيل بسقوطه و زواله، ولذلک فإن اولئک الذي قاموا بمماشاة و مسايرة و إسترضاء هذا النظام المعادي للإنسانية و توهموا بإمکانية إعادة تأهيله، إکتشفوا و يکتشفون مدی الخطأ الکبير الذي إرتکبوه عندما ساروا خلف سراب بقيعة.
حل القضية الايرانية من أساسها لم يکن بإعتماد خيار الحرب ضد إيران و لابمسايرتها و إسترضائها، بل يکمن في إسقاط النظام الذي يجب أن يتم من خلال دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمقاومة الايرانية کمعبر عن آمال و تطلعات الايرانيين و فتح مکاتب و مقرات لها في مختلف بلدان العالم وبشکل خاص في بلدان المنطقة، وإن هذا هو الخيار الوحيد و الامثل خصوصا وإن العالم عندما يبادر الی دعم نضال الشعب الايراني و ليس تجاهله و غض النظر عنه کما فعل حيال مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إعدام أکثر من ثلاثين ألف سجين سياسي أو کما تصرف ازاء إنتفاضة عام 2009، التي إنتفض الملايين من أبناء الشعب الايراني ضد النظام و طالبوا بإسقاطه ولکن الصمت الدولي و تجاهل إنتفاضتهم هيأت الاجواء المناسبة لقمع الانتفاضة بمنتهی الوحشية من جانب نظام الملالي، وإن المطلوب موقفا دوليا مغايرا لما کان سائدا في السابق لکي يتم ضمان إنجاح عملية التغيير في إيران.


زر الذهاب إلى الأعلى