أخبار إيرانمقالات

آخر العلاج الذي لابد منه


دنيا الوطن
18/10/2017

بقلم: أمل علاوي

 

عندما يصبح الطبيب علی إطلاع و معرفة تامة بنوع المرض أو الداء، فإن تشخيص العلاج سيکون واضحا ولايحتاج الی أي جهد، لکل داء دواء، والحالة الايرانية، خصوصا بعد أن صارت حالة تغطي بسلبياتها ليس علی الداخل الايراني فحسب وانما حتی علی المنطقة، وتمت تجربة کل الطرق و الاساليب معها سواءا من السعي”لإحتواءها”أو”مسايرتها و مماشاتها و إسترضائها” بل وحتی “تجاهلها و غض النظر عنها”، صار واضحا للعالم کله بأن هذه الحالة ومن دون تغيير جذري، فإن علاجها غير ممکن علی وجه الاطلاق.
طوال 4 عقود من عمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي شهدت فصولا و أحداثا مأساوية جسيمة ليس علی الصعيد الايراني وانما علی صعيد المنطقة و العالم أيضا، سعی هذا النظام الی فرض نفسه کأمر واقع علی الشعب الايراني و شعوب و بلدان المنطقة من خلال قمع الشعب الايراني و من خلال التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والتأثير السلبي علی البناء الديموغرافي لشعوبها، وقد تيقن الشعب الايراني و شعوب و دول المنطقة بإستحالة أن يبادر هذا النظام الی تغيير نهجه هذا مهما کلف الامر، بل إنه يطالب و بکل صلافة المنطقة و العالم الاعتراف بکل مايقوم به کمساعي من أجل استتباب الامن و الاستقرار في المنطقة، ولعل مافعله و يفعله في سوريا و العراق و اليمن و لبنان نماذج ساطعة علی ذلک، ولذلک فقد صار واضحا بأن هناک إستحالة لإقناع هذا النظام بالتخلي عن نهجه العدواني هذا، ولم يبقی هناک من حل أو خيار سوی التغيير في إيران ذاتها.
إنتظار حدوث التغيير في إيران و عدم السعي له أمر يخدم الاستراتيجية بعيدة المدی للنظام الايراني، ولذلک لايجب علی بلدان المنطقة أن تقف مکتوفة الايدي وهي تراقب عبث هذا النظام بالاوضاع في المنطقة و السعي لإجراء مجموعة من التغييرات السلبية فيها، بل عليها أن تنتقل من حالة الدفاع السلبي الی الحالة الهجومية من أجل الدفاع عن مصالحها و عن السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، وإن الخطوة العملية الاولی بهذا السياق يکمن في دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي يدعو من أعوام طويلة الی مساندة نضاله من أجل إسقاط هذا النظام الذي يشکل خطرا و تهديدا علی الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، ولاريب من إن علی بلدان المنطقة أن تعمل مابوسعها من أجل التخلص من هذا النظام”العالة و الطفيلي” ذو النزعة العدوانية وإن إيکال هذا الامر للشعب الايراني و مقاومته الوطنية هو الحل الافضل و الاسرع خصوصا إذا ماتم دعمه و تإييده بالصورة اللازمة و المطلوبة، خصوصا وإن هناک ملف مجزرة صيف عام 1988، الخاص بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيران و الذي من المؤمل إثارته في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر2017، وإن التصويت لصالح إعتباره جريمة ضد الانسانية”وهي حقا کذلک” و إدانة النظام الايراني و المطالبة بتشکيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجريمة، سوف يکون من شأنه بعث الامل لدی الشعب الايراني و شحذ هممه بإتجاه التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى