أخبار إيرانمقالات

استراتيجية ترامب و المنطقة


 
السوسنة
16/10/2017

بقلم: سعاد عزيز

ليس من الانصاف القول بأن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب الجديدة ازاء إيران، قد جاءت مفاجئة او بصورة غير متوقعة، بل إنها جاءت عقب مهلتين منحهما ترامب لإيران منتظرا إقدامها علی خطوات بإتجاه تغيير مواقفها علی العديد من الاصعدة، ولکن الذي جری إن إيران فضلت التصعيد علی التهدئة و أوحت بکل وضوح إنها ترفض ليس أي تغيير وانما ستتمسک بنهجها الذي تسير عليه وهو ماأکدته في تکرار تجاربها الصاروخية و کذلک الاصرار علی توسيع نفوذها في المنطقة رغم إن دول المنطقة صارت ليس تشکو من ذلک وانما تعتبره تهديدا جديا علی أمنها القومي، وعلی تمسکها بما تم الاتفاق عليه من بنود في الاتفاق النووي دونما أي تغيير، في وقت وکما أکدت وزارة الداخلية لولاية راين وستفالن في المانيا بأن إيران وخلال عام 2016، حاولت 32 مرة شراء معدات و أجهزة يمکن إستخدامها للاغراض النووية.
 
هذه الاستراتيجية التي بادر عدد من أعضاء الکونغرس الامريکي البارزين الی تإييدها، کما رحبت بها البلدان العربية وفي مقدمتها السعودية و مصر و الامارات، الی جانب ترحيب زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي بها، وقد قالت في بيان خاص لها بأن:” الاحتلالات الدامية التي ادارها الملالي في المنطقة وتقديم تنازلات کبيرة لهم في الاتفاق النووي، کلها کانت کارثية حيث دفع ثمنها غاليا الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.”، وقطعا فإن ردود الافعال من إيران کانت عنيفة ولکن من دون أن تقدم علی خطوة عملية علی أرض الواقع، بل ويبدو إن الايرانيون ولإحساسهم بأن ترامب جدي في نهجه هذا، فإنهم و کما أعلن الرئيس الايراني روحاني، فإنهم سيسعون من قنوات أخری للتأثير علی الموقف الامريکي و تغييره، وهو أمر لايبدو أبدا ممکنا ولاسيما وإن إدارة ترامب قد تيقنت بأن إيران قد إستغلت النهج الميال الی المسايرة مع معها من قبل إدارة اوباما الی أبعد حد في کل المجالات، والذي يبدو جليا إن إدارة ترامب تسعی الی تصحيح الاوضاع و الی إفهام إيران من إنه ليس بوسعها الاستمرار في نهجها الذي صار يشکل تهديدا لأمن و إستقرار المنطقة کلها، خصوصا وإن إستراتيجية ترامب قد نصت بالاضافة الی مراجعة الاتفاق النووي، مواجهة سلوکيات إيران المزعزعة للإستقرار.
 
الحقيقة التي أدرکتها إدارة ترامب و التي کانت دول المنطقة قد أدرکتها بعد الاتفاق النووي، هي إن إيران حصلت علی الکثير بل وعلی الاکثر من اللازم ولکنها لم تعط إزاء ذلک سوی النزر اليسير، والانکی من ذلک إنها تسعی و بصورة واضحة للتغول ليس في المنطقة وانما حتی دوليا، وهذا هو الامر الذي سيشکل خطرا علی السلام و الامن العالمي و يجب تدارکه قبل فوات الاوان، وإن استراتيجية ترامب تسعی من أجل هذا الهدف تحديدا.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى