أخبار إيرانمقالات

العالم والأخطبوط الحاکم في إيران

13/10/2017
المحامي عبدالمجيد محمد

 
قدم ملک السعودية يوم الأربعاء 4/أکتوبر – تشرين الأول الی موسکو. ليس هناک من جدال بشأن أهمية سفر ملک السعودية وإذا نسلط الضوء علی الزوايا المختلفة لهذه الزيارة نستطيع أن نستوعب هذه الحقيقة باعتبار إنه سيکون هناک حديث حول إيران باعتبارها وفي الظروف الحالية أکبر بلد لخلق المشاکل والمعضلات في العالم وفي الشرق الأوسط بالذات.
قال وزيرالخارجية الروسي بخصوص هذا السفر : ” إن زيارة الملک السعودي إلی مسکو من شأنها دعم الاستقرار في الشرق الأوسط . کما يعتقد خبير في مرکز التحقيقات العربية –الإسلامية لمؤسسة الاستشراق في أکاديمية روسية : « إن أهمية زيارة ملک سلمان من موسکو واضح تماما، هناک للمملکة السعودية دور بارز في سياق أوضاع منطقة الشرق الأوسط، لذلک فإن هذه الزيارة وفي هذا المستوی الرفيع بإمکانها أن  تخلق دوافع جديدة لحل مختلف المشاکل في المنطقة أيضا “.
طالب الملک السعودي يوم الخميس 5/ أکتوبر في لقائه مع الرئيس الروسي النظام الإيراني بالتخلي عن تدخلاته في شؤون البلاد الأخری. 
لاشک أن السعودية ملمة بدور النظام الإيراني المدمر والمثير للفوضی و الحرب في سوريا، لهذا فمن الطبيعي أن تقوم بالاستفادة من کافة إمکانياتها في التعامل مع الأطراف السياسية الدولية لإرغام النظام الإيراني  علی الخروج عن سوريا وإنهاء تدخلات هذا النظام في شؤون بلدان المنطقة. 
إن إيران قد عنونت تدخلها في سوريا تحت يافطة”حضور إستشاري”،  لکن وخلال الاعوام الستة المنصرمة، قتل عدد من قادة الحرس الثوري، من ضمنهم حسين همداني، من قادة الحرس الثوري الکبار و سائر القوات الاخری المرسلة الی سوريا، بحيث لم يبق من مجال للتغطية و التمويه علی ذلک.
أکد علي أکبر ولايتي رئيس مرکز التحقيقات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار خامنئي في الشؤون الدولية يوم 6/أيار –مايو2017في لقائه مع” مارکوس أدر“ نائب وزيرالخارجية الالمانية، بشکل صريح بأن حضور إيران العسکري في سوريا هو من أجل حفظ الثبات والتعادل في المنطقة. بطبيعة الحال،  فإن الهدف من استخدام کلمة ” التعادل“ في ثقافة الملالي لا يعني إلا حفظ النظام الإيراني بالذات، إذ لو لم يقاتل الملالي والحرس في دمشق وحلب وسائر المناطق الاخری في سورية فإن علی الشعب الايراني أن يقاتلوا في المدن الايرانية المختلفة.. وهذا أمر قد سبق أن أذعن و إعترف به مرارا وکرارا  جميع أزلام النظام الإيراني وخامنئي شخصيا. 
وفي جلسة استماع للجنة التحضيرية لمکافحة الإرهاب و عدم إستقرار المنطقة من قبل الميليشيات المدعومة من قبل إيران والتي عقدت يوم 4أکتوبر/تشرين الأول في مجلس النواب الأميرکي أکد القاضي ” تدبو“ رئيس الجلسة قائلا: 
« ما زال الشرق الأوسط يعتبر أحد أکبر التحديات لأمننا القومي،  وعندما هناک تهديد لمصالحنا في المنطقة فنستطيع القول بأن إيران وعملائها متواجدون هناک لا محالة. من اليمن حتی أفغانستان نجد الاسلحة الايرانية بيد أخطر العناصر، وهذه استراتيجية مدروسة من جانب ملالي طهران … إنهم يجهزون الطائفيين بالسلاح من أجل إستخدام العنف و القسوة ، النظام الإيراني يدعم الاطراف التي تقوم بإستخدام العنف والتعسف في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والأراضي الفلسطينية. هناک  من الاحزاب تحت إسم” حزب الله“ والمحسوبة للنظام الإيراني بإمکان هذا النظام استخدامها في المنطقة لممارسة العنف و القتل… وأفضل طريقة من أجل منع تغلغل إيران في الشرق الأوسط حيث إنها أشعلت نار الفتنة و الفوضی فيها ، هو التصدي للمشکلات التي تعاني منها تلک المناطق علی الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و إيجاد حلول ناجعة لها.
في 6/ أکتوبر- تشرين الأول، أشار الناطق بإسم البيت الابيض إلی قرب إعلان سياسة ترامب العامة بشأن المواجهة ضد إيران قائلا: « إن الترکيز الرئيسي في هذه السياسة سيکون من أجل إيجاد سياق شامل للتعامل مع إيران ، هذا ما طلب الرئيس ترامب من فريقه بالذات…
کما تشاهدون، کل الکلام والأصابع توجه تحديدا إلی النظام الإيراني،  وهذا مؤشر صحيح بالکامل و جيد جدا، لکن ليس ممتازا وليس کافيا بنفس الوقت. الحقيقة هي  إن النظام الإيراني عبارة عن نظام متدخل ومثير للأزمات،  لذلک فإن مواجهة هذا النظام يتطلب حلا أساسيا و شاملا بحيث يجمع کل أسباب النجاح في عملية المواجهة، وهناک طرف مهم في المعادلة الايرانية خصوصا و المنطقة عموما بإسم المقاومة الإيرانية  التي تعبر عن طموحات و تطلعات الشعب الايراني، وإن أي حل دون إدخالها في عملية المواجهة، سيبوء بالفشل لامحالة، ذلک إن المقاومة الايرانية تعتبر الخصم الاساسي و الرئيسي للنظام مثلما تعتبر بديلا جاهزا و قائما له . المقاومة الايرانية هي التي دفعت ثمن الحرية طيلة 35عاما کما قدمت في صيف 1988أکثر من 30ألفا من أعضاء وأنصارها في سجون النظام الإيراني کشهداء . وتمتلک هذه المقاومة تنظيمما و تشکيلات سياسية لها خطوطها وبرامجها التي تحظی بدعم و تإييد الشعب الايراني . نعم ، إن الحل الحقيقي والذي في متناول اليد لمواجهة أخطبوط النظام الإيراني کانت قد أعلنته السيدة مريم رجوي في اجتماع المقاومة الإيرانية الضخم والذي أقيم في 1/ يوليو-تموز 2017 في صالة فيلبنت بباريس حيث قالت: 
 « نحن رحبنا بمواقف القمة العربية الاسلامية الأمريکية في الرياض ضد أعمال النظام الايراني الارهابية والمزعزعة للاستقرار. کما أکدنا في الوقت نفسه أن طريق الحل لأزمات المنطقة والتصدي لمجموعات إرهابية مثل داعش يکمن في اسقاط هذا النظام  الفاشي المذهبي علی يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
وعلی هذا الأساس نقول للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول المنطقة:
-اعترفوا بمقاومة الشعب الايراني من أجل اسقاط الاستبداد الديني. واطردوا النظام من الأمم المتحدة وسلموا کراسي ايران الی مقاومة الشعب الايراني.
– أدرجوا قوات الحرس في قوائم المنظمات الارهابية واطردوها من عموم بلدان المنطقة.
– قدموا خامنئي وقادة النظام الی العدالة لانتهاکهم حقوق الانسان وارتکابهم جرائم ضد الانسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسبب ما ارتکبوه من جرائم حرب في المنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى