أخبار إيران

واشنطن تايمز: إلی متی يتجاهل الغرب معاناة الإيرانيين من الحکم الديني؟

 


2/10/2017


سلّطت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريکية الضوء علی ما يعانيه الشعب الإيراني من ظلم واضطهاد وقتل وتغييب، في ظل الحکم “الثيوقراطي” الديني الذي تعيشه إيران.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلی ما قاله الرئيس الأمريکي، دونالد ترامب، عن النظام في إيران، خلال کلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الشهر الماضي، والتي اعتبرتها الصحيفة أفضل توصيف للنظام الإيراني.
وکان ترامب قد قال في کلمته: “إن الحکومة الإيرانية تخفي ديکتاتورية فاسدة وراء زعم الديمقراطية، وقد حوّلت دولة ثرية ذات تاريخ وثقافة غنية إلی دولة مارقة مستنفدة اقتصادياً، تتمثّل صادراتها الرئيسية في العنف وإراقة الدماء والفوضی، وإن أکثر الضحايا من تلک السياسات هم الشعب الإيراني”.
وتتابع الصحيفة في المقال، الذي کتبه ديفيد أميس، رئيس اللجنة البريطانية لحرية إيران، أن رؤية ترامب لسياسة إيران لا تختلف مع تعامله معها، فالنظام في إيران يحتجز 80 مليون شخص کرهائن علی مدی العقود الأربعة الماضية، وسحق تطلعاتهم في مستقبل أفضل وازدهار.
التقرير الأخير للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بحالة حقوق الإنسان في إيران، قدّم أدلة کثيرة علی معاناة الشعب الإيراني في خضمّ الانتهاکات الخطيرة التي تُرتکب من قبل السلطات في إيران، والتي وثّقها التقرير، فعلی سبيل المثال يشير التقرير إلی مذبحة السجناء السياسيين في العام 1988، والتي تعتبر من أسوأ الجرائم في تاريخ إيران الحديث، علی الرغم من التجاهل الکبير الذي تعامل معه العالم إزاء تلک المذبحة.
فما بين يوليو وأغسطس 1988، أُعدم آلاف السجناء السياسيين من الرجال والنساء والمراهقين؛ عملاً بفتوی أصدرها المرشد الأعلی آنذاک، الخميني، وشُکّلت لجنة من ثلاثة أفراد بهدف تحديد الأشخاص الذين ينبغي إعدامهم، قبل أن يتم إعدام جميع السياسيين، ودفنهم في قبور لا تحمل أي علامات عليها، ولم تعرف أسرهم أبداً بمکان دفنهم.
وبحسب الوثيقة التي نُشرت عن واقعة إعدام السجناء السياسيين في إيران، فإن السلطات قامت بتدمير مواقع المقابر الجماعية لضحاياها، کما قامت بمضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان وأسر الضحايا الذين يبحثون عن العدالة، وتخويفهم وملاحقتهم قضائياً.
ويخلص التقرير الأممي إلی أن عمليات الإعدام في إيران سجّلت مؤخراً أعلی نسبة لها، دون أن يعرف ذوو الضحايا حتی مصير أبنائهم أو أماکن دفنهم.
وکما أشار ترامب في خطابه، فإن الحکومة الإيرانية هي مجرد واجهة لإخفاء الطابع الحقيقي للنظام الوحشي “الثيوقراطي” الديني، ومن ثم فإنه لا يمکن الوثوق به ومحاسبته علی ارتکاب مثل هذه المجزرة وغيرها.
ويشير الکاتب إلی أن التقرير الأخير للمقرر الخاص للأمم المتحدة يقدّم دليلاً مستقلاً علی رفض السلطات الإيرانية القيام بأي تحقيق بشأن تلک المذبحة، رغم التوصية التي صدرت من الأمم المتحدة عام 1989 بخصوص تلک المجزرة.
ويری الکاتب أن التقرير الأممي الأخير يوجب التدخل الدولي لأسباب إنسانية؛ من قبل أمريکا، وکندا، والمملکة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بحالة حقوق الإنسان في إيران، والدعوة إلی تحقيق دولي في مذبحة 1988.
ويختتم أميس مقالته بالقول: “الآن يجب علی الغرب أن يقرر؛ هل سيستمر في تجاهل هؤلاء الناس وهم يخوضون مسيرتهم في طريق العدالة أم لا؟”.

زر الذهاب إلى الأعلى