أخبار إيرانمقالات

عن التهديدات الاخيرة لملالي إيران

 

 

الحوار المتمدن
27/9/2017


بقلم:فلاح هادي الجنابي

    
 
منذ فترة محددة، دأب قادة و مسؤولوا نظام الملالي علی إطلاق تهديدات مختلف سواء بإستمرار أنشطتهم النووية أو الاصرار علی الاستمرار بتجارب الصواريخ البالستية و توسيع نفوذهم في المنطقة و العالم و ماشابه، هذه التهديدات التي يحرص النظام علی أن يتناوب قادته و مسؤوليه في إطلاقها بصورة منظمة حتی تفي بالغرض المطلوب من ورائها لکي تخفف الضغط الدولي علی النظام من جانب و وتفتع المجال أمامهم للمزيد من المناورات و الخدع السياسية.
هذه التهديدات التي تبدو بعضا منها نارية، جاءت بعد أن تزايدت حدة الضغوط الدولية علی نظام الملالي و جعلتهم في زاوية ضيقة و أوضاع حرجة، خصوصا بعد أن بدأت حرکة المقاضاة التي تقودها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و الخاصة بالعمل من أجل فتح ملف مجزرة عام 1988، التي أعدم النظام خلالها 30 ألف سجين سياسي، تحقق أهدافها بصورة غير عادية خصوصا بعد أن وجدت طريقا لها الی منظمة الامم المتحدة، وهو الامر الذي يثير الرعب في اوساط النظام خصوصا وإنهم يعلمون بأن السيدة رجوي من النوع الذي إذا بدأت عملا أو جهدا فإنها تستمر فيه حتی تکمله تماما.
المشکلة الاخری التي يواجهها النظام، تکمن في التصريحات و المواقف الامريکية التي تزداد جدية و حدة مع مرور الزمان لتسدل الستار علی الفترة الوردية للملالي في عهد اوباما، خصوصا وإن السياسة الامريکية التي إرتکبت أخطاءا کبيرة في تعاملها و تعاطيها مع الملف الايراني، قد إنتبهت أخيرا الی مسارها الخاطئ و غير الصحيح ولذلک فإنها تسعی من أجل تصحيح المسار و لاتعطي المزيد من المجال لنظام الملالي لإستغلاله کما فعلوا طوال ال38 عاما المنصرمة.
التهديدات الجوفاء و الفارغة لنظام الملالي و التي تهدف لإبتزاز المجتمع الدولي و خداعه بنوايا و مخططات لم يعد بوسع النظام الاقدام عليها بعد أن فقد الکثير من قوته، والحقيقة التي يجب أن يعرفها العالم و ينتبه لها جيدا، هي إن تهديدات هذا النظام ليست دليلا علی قوته و تماسکه و رباطة جأشه بل وعلی العکس من ذلک تماما، إذ هي دليل علی ضعفه الکامل و رعبه و هلعه من الفترات القادمة التي ستأخذ منه زمام المبادرة، خصوصا وإنه يواجه عزلة داخلية کبيرة تتجسد في الرفض الشعبي الواسع له و تزايد الکراهية ضده بعد أن عمل کل مامن شأنه الاضرار بالشعب الايراني و التأثير السلبي عليه في مختلف المجالات، رغم إننا يجب أن نؤکد بأن خوفه الاکبر و الاعظم کان ولايزال من الشعب و المقاومة الايرانية بعد أن نظما صفوفهما و صارا علی أتم إستعداد لجولة الحسم التي لم تعد بعيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى