حديث اليوم

جعجعات فارغة حاجة نظام الملالي!

 


قبل توجه روحاني الی الولايات المتحدة، کانت عناصر واعلام جناح روحاني وحلفائها تعد نفسها بأن حضور روحاني في نيويورک سيکون فرصة ثمينة وهو سيقوم خاصة فيما يتعلق بالدول الاوروبية بکذا أعمال وسيلتقي ظريف بوزير الخارجية الآمريکي تيلرسون وسيتفاوض معه والحاصل سيکون هناک انفراجة کبيرة. (من جملة هذه المقالات کان مقال موقع بهار الصادر يوم 19 سبتمبر تحت عنوان ”أهمية وفوائد حضور رئيس الجمهورية في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة في نيويورک من خاتمي الی روحاني“).  ولکن صحيفة کيهان الموالية لخامنئي فقد کتبت «اذا شاهدتم في النفق المظلم بصيص ضوء، فلا تفرحوا، ربما يکون قطار يأتي لکي يدهسکم!». وهذا التوقع المصحوب بالتهکم والسخرية سرعان ما تحقق واتضح أن قائد هذا القطار کان الرئيس الأمريکي ترامب. 
وردا علی خطاب ترامب، فضلا عن علي خامنئي وقادة قوات الحرس وخطباء صلوات الجمعة، أطلق حتی روحاني في مراسيم بدء اسبوع الحرب الخيانية، کلمات استعراضية بخصوص الصواريخ  وقال «شئتم أم أبيتم اننا سندافع عن الشعوب المظلومة في اليمن وسوريا وفلسطين وشئتم أم أبيتم اننا سنعزز قدراتنا الدفاعية والعسکرية قدما نراه ضروريا في الردع. وسنعزز صواريخ هامون. القوة البرية والقوة الجوية والقوة البحرية مدعومة من قبل الشعب المسلم والغيور في هذا البلد» (کلمة روحاني تلفزيون النظام 22 سبتمبر).
ولکن هذه الارتجازات والمطاحنة، ليس علامة القوة والشجاعة وانما ناجم عن خوف يساور النظام للتستر علی هذه الحالة المذعورة. وهذا الخوف وقبل کل شيء يأتي بسبب وضع النظام البائس ولکون وضع النظام قد بلغ غاية الهبوط في کل المجالات حسب اعتراف عناصر النظام نفسه. ولذلک نری خوفا وذعرا في جميع مستويات النظام ينعکس في اطلاق استعراضات مزيفة للقوة وعنتريات واضحة:
فيقول خامنئي: «ان شرط بقاء الجمهورية الاسلامية هو وجود دوافع ثورية ووجود معنويات ثورية. فلا تکون الجمهورية الاسلامية لو لا هذه المعنويات» (خامنئي في لقائه بمجلس خبراء النظام 21 سبتمبر).
کما قال الملا علم الهدی: «علينا أن نقاوم، فعلی المسؤولين ألا يفقدوا معنوياتهم ولا يتخبطون ولا يمدون أيديهم نحو أمريکا!». (صلاة الجمعة في مدينة مشهد 22 سبتمبر).
وأما الحرسي رضوي قائد فيلق امام الرضا فقال في صلاة الجمعة نفسها «أيها الأخوة والأخوات! لا داعي للقلق… حذار أن يُکتب شعار في هذه المدينة يُضعف معنويات النضال والجهاد والسعي في سبيل…».
ولکن لماذا يتوسل النظام الی هکذا جعجعات فارغة حيث لم يعد مثل السابق دون دفع الثمن کونها أجرم بحق نفسه (ذر الرماد في العيون)؟ يجب أن نبحث الاجابة في الوضع البائس الذي يعيشه عناصره من جهة والوضع المحتقن السائد في المجتمع من جهة أخری. يؤکد قادة النظام باستمرار ان هناک خطرا يهدد کيان النظام ولا من خارج النظام بل من داخل البلد. کما عندما يقول خامنئي اذا لم نقاتل في سوريا علينا ان نقاتل في شوارع المدن الإيرانية انه اشار إلی هذه الحقيقة والعدو الداخلي وان هذا العدو الداخلي ليس الا جماهير الشعب الإيراني التي طفحت کيل صبرها وهذا ما اشار اليه الرئيس الامريکي خلال کلمته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتباره حقيقة ثابتة قائلا: «يفهم العالم بأسره أنّ شعب إيران الطّيّب يريد التّغيير، وأکثر ما يخشاه قادة إيران باستثناء قدرة الولايات المتّحدة العسکريّة الکبيرة، هو الشّعب الإيراني.»
ولکن ما هو سبل النظام للخروج عن «الوضع المحرج» الحالي الذي يعيشه سواء لجوئه إلی اطلاق تبجحات دعائية؟ يبدو ان أحد السبل لتحقيق هذا الهدف هو الإستفادة من خلاف المصالح بين اوربا وامريکا بشأن الإتفاق النووي والشرخة الموجودة في ما بينهما بهذا الخصوص. ويحاول النظام کثيرا ان يعمل علی هذه الشرخة من خلال عرض المصادر الوطنية وثروات الشعب الإيراني في مزايدة إلی الأوربيين وفتح باب البلد أمام الدول الأوربية وهذا ما تفعله زمر النظام جميعا ليس فقط زمرة روحاني والمتحالفين معها بل قوات الحرس ومختلف التيارات من زمرة خامنئي وذلک رغم التظاهر باتخاذ المواقف المعادية للاستکبار حيث کان يخلق بعض المواقف لأفراد من امثال الرئيس الفرنسي إمانويل ماکرون توهمات الا انه سرعان ما اتضحت مدی سراب هذه الأوهام حيث کتب الرئيس الفرنسي في تغريدته بعد اللقاء مع رئيس النظام حسن روحاني قائلا: «ان التدابير للإبقاء علی الإتفاق النووي يجب أن يکون أولا المزيد من المراقبة علی نشاطات إيران الصاروخية والبالستية وثانيا تمديد الإتفاق النووي لما بعد العام 2025 ويعتبر ذلک نوعا ما حرمان النظام الی الأبد عن الأنشطة النووية وثالثا إجراء مناقشة مفتوحة مع إيران بشأن الأوضاع الحالية في المنطقة».
وليس من الصدفة أن کتبت صحيفة کيهان المحسوبة علی خامنئي في عددها الصادر بتاريخ 23 ايلول/ سبتمبر 2017مقالا غاضبا تحت عنوان «وقاحة فرنسية» رغم تقديمها تنازلات في ملف الإتفاق النووي“ قائلة: «يبدو ان هدية التنازلات في ملف الإتفاق النووي والتي تم منحها إلی فرنسا لم تکن کافية ولم تجعلها مرضية حيث يتحدث رجال الحکومة الفرنسيون عن ضرورة إجراء مفاوضات بهدف تمديد المضايقات المفروضة علی النظام و المنصوص عليها في الإتفاق النووي لما بعد العام 2025».
وفي هذا السياق کان وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل ايضا أحد منافذ الأمل للنظام لمواجهة الولايات المتحدة الا انه أکد دون أية مجاملة خلال لقائه بوزير الخارجية للنظام جواد ظريف في مستهل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: «نحن نشاطر الرأي مع امريکا بهذا الخصوص بان إيران لم تلعب دورا بناءا في المناقشات الإقليمية في الشرق الأوسط فيجب مناقشة هذا الأمر».
وبذلک حاليا، بينما لم يفصلنا 3 اسابيع فقط عن اعلان الرئيس الامريکي بشأن التزام النظام بالاتفاق النووي من عدمه، يمکن القول انه لا غموض بشأن ما يريده الولايات المتحدة وحلفاءها الأوربيون من النظام.
لذلک لا مجال بعد للنظام لإطلاق أقوال الهراء والعنتريات واذا لم يتجاوب النظام مع هذه المطالب المحددة فعليه ان يواجه المجتمع الدولي وذلک في الوقت الذي لايبدو فيه وجود شرخة لدی العالم في التعامل مع اطلاق الصواريخ من قبل النظام وجولاته وصولاته في المنطقة.


زر الذهاب إلى الأعلى