أخبار إيرانمقالات

واخيرا صار الحلم حقيقة

 

 

دنيا الوطن
11/9/2017

بقلم: محمد رحيم

 

لم يصدق نظام الجمهورية الاسلامية عندما قام بإرتکاب مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في صيف عام 1988،

والتي قوبلت وقتها ولأسباب و ظروف مختلفة بصمت دولي مريب، من أن تستطيع منظمة مجاهدي خلق في النهاية في إيصال الجريمة الی المحافل الدولية و جعلها قاب قوسين أو أدنی من الادراج في جدول أعمال الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال هذا الشهر.


مطالبة المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الانسان في إيران، عاصمة جهانغير، بإجراء تحقيق مستقل حول مجازر إرتکبها النظام الايراني ضد معارضيه في عام 1988، يمکن إعتباره بالضرورة نصرا سياسيا و قضائيا مؤزرا جديدا حققته زعيمة منظمة مجاهدي خلق، مريم رجوي، بعد عام حافل من النشاط المستمر و الدؤوب في حرکة المقاضاة التي تقودها لهذا الغرض، وقد جاء في تقرير جهانغير المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة:” استنادا إلی تقارير، فإن هيئة إيرانية مکونة من 3 أشخاص، کانت المسؤولة عن ارتکاب هذه المجزرة وبعد الإعدام قاموا بدفن الضحايا في قبور مجهولة الهوية دون إعلام أسرهم عن مکان الدفن”، وهذا يعني إن جهود مريم رجوي لم تذهب هباءا و هي في طريقها لکي تضع قادة و مسؤولون إيرانيون في نفس القفص الذي وقف فيه سلوبودان ميلوسوفيتش و رادوفان کارادوفيتش.


مجزرة صيف عام 1988، التي جرت بسبب الافکار و المبادئ الانسانية التي يحملها السجناء السياسيين وليس لإرتکابهم جرائم و مخالفات قانونية يحاسبوا عليها بموجب القانون، بل وإنهم کانوا بالاساس يقضون فترات محکومياتهم طبقا لأحکام قضائية صادرة من المحاکم الايرانية نفسها حيث کانت معظم الاحکام بالسجن لأعوام محددة و بعضها کان لأشهر، خصوصا وإن الکثير من المتهمين تم إعتقالهم لأنهم کانوا يحملون صحيفة “مجاهد” التي تصدرها المنظمة أو کانوا يستمعون لإذاعة المنظمة، وکما هو معروف فإن الاوضاع و الظروف الاقليمية و الدولية المختلفة أثناء و بعد إرتکاب تلک المجزرة قد کانت في خدمة طهران، لکن وبعد النضال و النشاط المتواصل لزعيمة المنظمة فقد صار الذي کان يعتقده البعض مجرد حلم، حقيقة و أمرا واقعا، وإن کافة المساعي المحمومة التي بذلتها السلطات الايرانية من أجل التغطية علی هذه الجريمة و إبعادها عن الانظار، قد باءت بالفشل الذريع، خصوصا وإن الجريمة من القسوة و اللاإنسانية بحيث إنها تجاوزت و تخطت کافة الحدود المألوفة، وصار ضروريا فتح ملف الجريمة و جعل العالم کله علی بينة منها.

زر الذهاب إلى الأعلى