أخبار العالم

ناجون من الروهينغا يتحدثون عن مجزرة في بورما

 
10/9/2017
منع الجنود البورميون الدخول الی المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر، کما افادت شهادات للروهينغا.
وقال ماستر کمال (53 عاما) المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية اونيغ سيت بين بولاية راخين (شمال غرب بورما) ان “الذين کانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش”.
وقابلت وکالة فرانس برس حوالی عشرة من سکان هذه القرية تمکنوا من اللجوء الی بلوخالي الحي العشوائي الواسع في بنغلادش الذي رووا فيه الحوادث المروعة التي جرت في 25 آب/اغسطس.
في ذلک اليوم هاجم متمردون روهينغا مراکز للشرطة ما ادی الی حملة قمع واسعة شنها الجيش ودفعت 300 الف من هذه الاقلية المسلمة في بلد معظم سکانه من البوذيين الی النزوح.
وقال ماستر کمال لفرانس برس “کانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا”، موضحا انه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون.
تحمل اقلية الروهينغا الجيش البورمي وبوذيين متطرفين في هذا البلد مسؤولية اعمال العنف.
لکن شهادات الروهينغا يصعب التحقق منها نظرا للقيود المفروضة علی الوصول الی منطقة راخين.
وتتهم الحکومة البورمية المتمردين الروهينغا بارتکاب فظائع بما في ذلک احراق قراهم — وهذا ما تشکک به الامم المتحدة — وقتلهم مدنيين يشتبه بتعاونهم مع الجيش.
وقال محمد امين (66 عاما) وهو مزارع کان والده وجيها في القرية ان عائلته تعيش في اونغ سيت بيين منذ ثلاثة اجيال.
– “کل شیء کان يحترق” –
قال الرجل الذي کان يرتدي ملابس رثة “انها المرة الاولی التي نهرب فيها. لم ار عنفا کهذا من قبل”.
عندما بدء اطلاق النار جری ليختبیء في الادغال وعبر نهرا ليفلت من الجنود الذين کانوا يطاردون المدنيين. وقال “علی الجانب الآخر من النهر رأيت ان کل شيء کان يحترق”.
ويؤکد الجيش البورمي ان 400 شخصا علی الاقل معظمهم من المتمردين قتلوا في اعمال العنف هذه.
لکن الامم المتحدة تعتقد ان هذا الرقم مخفض وتتحدث عن سقوط اکثر من الف قتيل. وقد شهدت قری اخری في ولاية راخين مجازر ايضا.
ويؤکد اللاجئون من قرية اون سيت بين انهم شاهدوا اثناء فرارهم اشخاصا يقتلون وجثث ضحايا قتلوا بسواطير او احرقوا.
ويؤکد بعضهم ان الطريق الی بلوخالي استغرق ستة ايام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا الی 12 يوما ليعبروا ممرات ضيقة وادغالا کثيفة تحت امطار غزيرة، قبل ان يصلوا الی بنغلادش.
وقالت انورة بيغوم (35 عاما) انها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر اربعة اعوام لتفلت من رصاص الجنود.
وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بابنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها الی التلال المجاورة التي کانت مروحيات تحلق فوقها. وقالت لفرانس برس “اعتقدت انني لن اراهم بعد اليوم”.
لکن ابناءها الآخرين الذين تتراوح اعمارهم بين خمسة اعوام و12 عاما نجحوا في اللحاق بوالدهم علی الحدود واجتمعت العائلة من جديد في بنغلادش.
– “اعتقدت انني ساموت” –
لکن هناک آخرين لم يحالفهم الحظ.
فقد لقي اکثر من مئة شخص مصرعهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.
ووصل جرحی يعتقد انهم اصيبوا بالرصاص. کما تم نقل قتلی او من بترت اعطرافهم في انفجار الغام علی الحدود قال اللاجئون انها زرعت لمنعهم من الوصول الی بنغلادش.
وروی جمال حسين (12 عاما) ان اخوته الخمسة الذين يکبرونه سنا قتلوا برصاص رشاش في اونغ سيت بين. ولم ير الطفل والديه ولا اخواته السبع.
وقال “کنا معا ثم بدأ اطلاق النار فجأة. لم انظر الی الوراء لانني اعتقدت انني ساموت. عندما اختبأت تذکرت کل شيء وبدأت ابکي”.
وعلی کتفه آثار جرح صغير يدل علی اصابته بشظية رصاصة.
ويعيش بعض الروهينغا في بورما منذ اجيال. لکن البورميين يعتبرونهم بنغاليين ما جعلهم اکبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم.
وبنغلادش بلد فقير جدا يواجه منذ سنتين تدفق مئات الآلاف من الروهينغا.
واللاجئون في بلوخالي ليس لديهم اي مکان آخر ليذهبوا اليه.
وقال انورة بيغوم انها مستعدة “للتسول” من اجل البقاء. واضافت “اذا لم يکن لدي اي شيء آکله فساتناول التراب لکنني لن اعود ابدا”.
زر الذهاب إلى الأعلى