العالم العربيمقالات

عندما يصبح العميل مسخرة

 

وکالة سولا پرس
5/9/2017

بقلم: فهمي أحمد السامرائي


لو راجعنا أسوء مرحلة مرت بالعراق بعد الاحتلال الامريکي له(رغم إن کلها سيئة)،
فإنه لاتوجد مرحلة بإمکانها أن تصل الی تلک المرحلة التي کان فيها العميل الفاشل نوري المالکي رئيسا للوزراء، حيث إن هذا العميل قد قام بفتح أبواب العراق علی مصاريعه أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وصار أشبه مايکون بموظف بدرجة رئيس وزراء في مکتب المرشد الاعلی للنظام الايراني.
 مرحلة حکم الفاشل نوري المالکي حفلت بکل أنواع المآسي و المصائب و الويلات، فقد تفشت فيها الطائفية بأبشع و أقذر أنواعها کما إستسع دائرة الفقر و الحرمان بحيث شمل أغلبية الشعب العراقي و إنعدم الامن و الاستقرار وصار العراق منبرا لمعاداة الدول العربية و التآمر عليها، ولعل أقذر أمر حصل خلال مرحلة هذا العميل الفاشل قد تجلی في تآمره مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و النظام السوري في عام 2013 لجعل داعش يبدو کأقوی تنظيم سياسي ـ عسکري في سوريا من أجل التغطية علی المطالبة الدولية بالتحقيق مع النظام السوري في إستخدامه الاسلحة الکيمياوية في غوطة دمشق، حيث جاء داعش ليموه عليها، والاقذر من ذلک تآمره و إتفاقه و تنسيقه مع النظام الايراني و داعش لکي يدخل العراق في حزيران 2014، ويستولي علی مساحات شاسعة من أجل ضمان أن يصبح رئيسا للوزراء لولاية ثالثة!
هذا العميل المکشوف و البائس، وبعد أن رأی بأن الدواعش يتم کنسهم من العراق، وفي محاولة مفضوحة و يائسة للوقوف ضد ذلک، صرح بأن عملية تحرير تلعفر جاءت بإتفاق بين عناصر تنظيم داعش و الحکومة العراقية، وکأنه يريد أن يغطي بل و حتی يبرر تعاونه و تنسيقه و إتصاله السابق مع هذا التنظيم الاجرامي عبر البوابة الايرانية، خصوصا وإنه کان علی الدوام و طيلة 8 أعوام من ولايتين متتاليتين له مجرد بيدق مشبوه لطهران ولم يقدم أي شئ مفيد لعراق، ويکفي أن نشير الجرائم و المجازر التي قام بإرتکابها بحق المعارضين الايرانيين الذين کانوا متواجدين في العراق في معسکر أشرف و ليبرتي ومن إنه کان مجرد عميل مکشوف لإيران يقوم بتنفيذ توجيهاتهم.
هذا التصريح المثير للسخرية للمالکي، جعل من مسخرة للعيان و فضحه أکثر من أي وقت آخر خصوصا وإنه يحاول من خلال تصريحه هذا أن يطعن في کل جهد يخدم الشعب العراقي و يقضي علی التطرف و الارهاب، ومع إن الامور لازالت متداخلة جدا في العراق بحکم بقاء النفوذ المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مهيمنا فيه، لکن مع ذلک فإن کل شئ أفضل من هذا العميل الذي أصبح مسخرة و أضحوکة للزمان!

زر الذهاب إلى الأعلى