مقابلات

جنرال امريکي: حکومة إيران مصدر الإرهاب بطريقة وحشية ويجب أن تُرفع إلی المحاکم الدولية

 
الجزيرة السعودية 
2/9/2017
في حوار خاص للجزيرة مع الجنرال «ويسلي مارتن» بالشرطة العسکرية للجيش الأمريکي، وهو قائد عسکري لمکافحة الإرهاب في جميع قوات التحالف العراقية «سابقًا»، تحدث عن عنف الجيش اللبناني وتعذيبهم اللاجئين السوريين، وعن النشاط المکثف للحرس الثوري الإيراني لتصدير الأسلحة للمجموعات الإرهابية عن طريق شرکات وهمية في جنوب إيران.. کما جاء في الحوار الآتي:

 

1 – أفادت التقارير بأن الحرس الثوري الإيراني يمتلک شرکات وهمية لتصدير الأسلحة للمليشيات الإرهابية، فهل من الممکن للمجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات بحقه؟

– الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية کاملة الطيف، کما أنها تابعة لقوة القدس، وهي تعمل کمنظمات «أمامية» من أجل تحقيق الربح ولزيادة تصدير الإرهاب، ويجب أن تتعرض کل منظمة من هذه المنظمات الأمامية لأنشطة تجارية إرهابية. ولا بد تجميد أصول هذه الشرکات التجارية، وتوجيه رؤساء هذه الأعمال إلی المحاکم الجنائية.
2 – المرشد الأعلی لإيران «خامنئي» ارتکب مجازر وإبادة جماعية ضد شعبه، فهل ينبغي إحالته إلی المحاکمة الدولية؟
– (علي خامنئي وحسن روحاني وقاسم السليماني) مع عشرات آخرين من حکومتهم المصدرة للإرهابيين بطريقة وحشية يجب أن ترفع أسماؤهم بتهم إلی المحاکم الدولية عن الجرائم المرتکبة في إيران وفي حق دول أخری أيضًا، إضافة علی أن «خامنئي» يدرک تمامًا أن المحاکم الدولية والحکومات الأجنبية تفتقر إلی الشجاعة للقيام بذلک؛ إذ إن الرئيس دونالد ترامب حاليًا يثبت نفسه ليکون أکثر عدوانية علی إيران أکثر من الرئيس السابق أوباما الذي رسم «خطوطًا حمراء» مع اختفاء الحبر، أما ترامب فيفرض «الخطوط الحمراء» مع الصواريخ، ولم يعد هناک عملاء ومتعاطفون إيرانيون في مجلس الأمن القومي الأمريکي، وقد لاحظ «خامنئي» بالفعل أن أيامه الذهبية للاستبداد تقترب علی نهايتها، ولکن السؤال الوحيد المتبقي هو: مع من سيموت «خامنئي». مع شيخوخة عاجله أم حکومته الوحشية؟

 

3 – هل تعتقد أن المليشيات الموالية للنظام الإيراني قد تمردت علی المعايير الدولية المتعلقة بسلامة المدنيين بالمناطق؟
– المليشيات المسلحة الموالية للنظام الإيراني لم تمتثل أبدًا للقوانين والقواعد الدولية بخصوص المدنيين، وقد استخدمت إيران تنظيم «داعش» لتدمير سکان أهل السنة، وعندما انتهی تنظيم «داعش» من الإبادة الجماعية، وخرج من المناطق، جاءت بعده المليشيات الإيرانية والحشد الشعبي، واستأنفت الإبادة الجماعية مدعية أن الناجين هم من المتعاطفين مع تنظيم «داعش».

 

4 – ارتکب بعض عناصر الجيش اللبناني جرائم قتل وتعذيب ضد اللاجئين السوريين، فمَن سيحاکمهم؟ وهل ستعتزم الولايات المتحدة الأمريکية المساعدة علی محاکمتهم؟
– لا أستطيع أن أتکلم عن نية الحکومة الأمريکية، ولکن هناک ملاحظة، هي أن إدارة الرئيس ترامب لن (تدفن رأسها في الرمال) کما فعلت إدارة الرئيس السابق أوباما، وإذا کان أوباما لا يزال رئيسًا فإن المساعدة الأمريکية في هذه المحاکمات ستکون بالتأکيد (بلا شيء)، ونحن الآن بحاجة إلی معرفة ما تقوم به إدارة الرئيس ترامب حاليًا.

 

5 – برأيک هل هناک جزء من الجيش اللبناني ينفذ أجندات خفية لصالح «حزب الله» رغمًا عن إرادة حکومة دولته؟
– عناصر الجيش اللبناني هم موالون لـ»حزب الله» وموالون لإيران، وأيضًا نفس الشيء عناصر الجيش العراقي الموالون لفيلق بدر؛ فهم موالون لإيران، وفي کلتا الحالتين اليوم لا بد أن يکونوا مخلصين للنظام الإيراني، وکذلک لبنان فهي ليست أکبر دمية من الحکومة الإيرانية، وکذلک حکومة المالکي التي کانت في العراق. أما رئيس الوزراء العبادي الحالي فيثبت أنه أکثر استقلالية، ولکن المالکي لا يزال يحاول دفع طريقه إلی السلطة.
 
6 – ما هي المسؤولية القانونية الموجهة للنظام الإيراني بسبب ممارسات الحشد الشعبي في العراق؟
– بدأ الحشد الشعبي عام 2011 م، وفي ذلک الوقت کانت حرکتهم صادقة في العراق، ولکن عندما تسللت الفئات السياسية داخلها لم يکن حينها فعّالاً کما کان في مصر ضد «حسني مبارک»، ولکن لا تزال حرکة الحشد الشعبي مستمرة حاليًا في بغداد، وأصبح بينهم تسع محافظات أخری، وکان «مقتدی الصدر» خصمي القديم وشريک الجدال منذ أن کنت الضابط الأقدم لمکافحة الإرهاب في جميع أنحاء العراق، وکان حينها يقوم بنشر أتباعه في هذه الحشود، ولکن کان لطهران دائمًا مشکلة في التعامل مع مقتدی الصدر، لکن الآن سيطرة طهران علی مقتدی الصدر أضعف من أي وقت مضی، بينما تحاول إيران السيطرة من خلال المالکي والمليشيات والحشد الشعبي والحرکات بأکملها، ولکن حزب الدعوة انکسر جدًّا، والشعب العراقي يدرک تمامًا کيف کان المالکي فاسدًا ويدرک أنه هو المصدر للعديد من المشاکل المستمرة. ولقد سبق للمجتمع الدولي أن قال إن المالکي ألحق أضرارًا جسيمة بالعراق، وهناک العديد من العراقيين الشرفاء الکرام الراغبين في القيام علی المسار الصحيح لبلدهم، بينما کانت حکومة الولايات المتحدة والأمم المتحدة تتمتعان بشکل خاص بهذه القدرة علی اختيار الشعب للدعم، وفي الوقت نفسه لم تحقق أوروبا الغربية الأفضل، ولکن يجب علی المجتمع الدولي التقليل لأدنی حد من تأثير إيران السلبي الفعال علی المنطقة في الوقت، وبالتزامن الذي تستمر فيه أفعال هذه الحرکة «الحشد الشعبي».

7 – هل المحاکم الدولية رصدت جرائم للحشد الشعبي بالعراق؟ وکيف سيتعامل المجتمع الدولي معها؟
– لم تقدم المحاکم سوی الإسبانية اتهامات ضد المالکي وعدد قليل من أتباعه فقط لارتکابهم جرائم في العراق، وبقيت کبقية العالم، خاصة في إدارة الرئيس السابق أوباما، کانت صامتة أمام الجرائم الصارخة داخل العراق، ولکن (الصمت العالمي لا يمکن أن يستمر).

 

 
8 – هل هناک مخاوف أمريکية من إمکانية الحشد الشعبي للوصول إلی کرسي الحکم في العراق؟
– إذا کان الحشد الشعبي تحت قيادة صحيحة فسيکون أمرًا جيدًا، ومع ذلک فإن حرکة الحشد الشعبي الآن مکسورة جدًّا في الوقت الحاضر، ويجري دائمًا علی استمرارية تشکيل الائتلافات، ولکن الوحدة ستکون بعيدة المنال، ومن الأسوأ ما يمکن أن يحدث هو (عودة المالکي إلی السلطة التي ستمکِّن النظام الإيراني کثيرًا). وبما أن رئيس الوزراء الحالي «العبادي» من نفس حزب المالکي لکن العبادي لن يتمکن أبدًا من التغلب علی مصالح المالکي التي تخدم مصالحهم ومصالح إيران، فإذا کان حکيمًا ومتحدًا خلف «إياد علاوي» فإن مستقبل العراق سيکون أکثر احتمالاً.

9 – النظام الإيراني امتد إلی ليبيا والجزائر، فهل تستطيع الولايات المتحدة الأمريکية أن تضع حدًّا لهذا الامتداد؟
– لسوء الحظ، فإن صفقة الرئيس السابق أوباما للأسلحة النووية تفتح عشرات المليارات من الدولارات للمتطرفين الأصوليين في طهران، والرئيس السابق أوباما لم يفوت أي فرصة للقيام علی شيء خاطئ في أي مکان بالشرق الأوسط، وبدلاً من دعمه للرئيس «السيسي» فقد دعم «مرسي»، وبدلاً من دعم الجنرال «حفتر» قدم أوباما الدعم لحکومة الوفاق الوطني، وهي منظمة مختلة الدماغ، وکذلک دعم سفير الأمم المتحدة «مارتن کوبلر»، وقد کان کوبلر قد تسبب بالفعل في أضرار جسيمة في العراق، وإلی الآن يحدث له آثار کارثية في ليبيا. ومن جهة أخری لم يکن الرئيس «القذافي» شخصًا طيبًا، ولکنه کان هو العليق علی باب إفريقيا المغلق أمام الإرهابيين الدوليين، کل من القاعدة والنشطاء الإيرانيين، ومن خلال دعم الرئيس السيسي والجنرال حفتر يمکن للولايات المتحدة وأوروبا الغربية أن تغلق باب التوتر هذا، وتساعد المنطقة کلها علی الاستقرار.

 

 
10 – هل تعتقد أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي البديل الأفضل عن النظام الإيراني الحالي؟

 

– إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ستکون بديلاً جيدًا جدًّا، وسيکون من الخطأ إذا لم تعلن أمريکا أو أوروبا عن المنظمة کأفضل بديل عن النظام الإيراني الحالي، وهذا قرار يجب أن يتخذه الشعب الإيراني من خلال انتخابات شرعية، لم تحدث في إيران منذ ثورة 1979. ولو استوعبت أمريکا وبريطانيا في آنذاک العواقب السلبية طويلة الأمد التي تسبب فيها النظام الإيراني بالتدخل ولتنفيذ رغباتهما الخاصة فإن الإطاحة بمحمد مصدق في عام 1953 ما کان ليحدث أبدًا.
إن الديمقراطية في إيران هي أفضل بديل، وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية علی ثلاثة مبادئ: (المساواة بين من هم في السلطة، رجال الدين ليس لديهم الحق الوحيد في تفسير القرآن، ورجال الدين لا يمکن أن نتوقع لهم الولاء الأعمی من التجمعات). منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ليست حول السلطة في إيران فهي حول الديمقراطية في إيران، ولأنها منظمة تنظيمًا جيدًا ستکون حکومة فعالة جدًّا للشعب الإيراني، وعلی الساحة العالمية، ولا بد أن يترک القرار لما هو الأفضل للمواطنين المحرومين في إيران، ويجب علی الشعب الإيراني أن يستعد لاتخاذ هذا القرار، وترک أيام «خامنئي». والسؤال الرئيسي: من هو الذي سيموت أولاً من نظام فشل جسده وفشلت حکومته؟
زر الذهاب إلى الأعلى