أخبار إيرانمقالات

عن المشهد الايراني

 

 

کتابات
27/8/2017

بقلم:منی سالم الجبوري

 

لو أجرينا مقارنة دقيقة بين الاوضاع المختلفة المتعلقة بإيران خلال الاعوام الماضية، وبين نفس الاوضاع في هذا العام أي 2017، لوجدنا هوة شاسعة بينهما إذ أن المشاکل و الازمات الحالية التي تعيشها إيران حاليا باتت کلها عقيمة و ليس بإمکانها إيجاد ثمة علاج او حل معين لها.


إيران التي قامت بإستغلال العامل الديني من أجل تحقيق أهداف و غايات سياسية محددة، إنتهجت سياسات مختلفة إتسمت کلها بالتطرف و التشدد و إعتمدت علی مبدأ تصدير التطرف الديني و الارهاب و الارتکاز علی القوة و العنف لدفع الاخرين للقبول او الاقتناع بطروحاتها، کانت لهذه السياسات الطائشة و المجنونة آثارا بالغة السلبية علی الاوضاع في داخل إيران علی الاصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و تجسدت في إزدياد أحوال الفقراء سوءا و إزدياد نسبتهم يوما بعد آخر حتی لم تعد هنالک من طبقة وسطی في إيران إذ بات اليوم و بفعل السياسات غير العادية لإيران يعيش قرابة 70% من أبناء الشعب الايراني تحت خط الفقر، و تزداد نسبة البطالة بشکل مخيف حتی أنها تکاد أن تتجاوز 35% فيما يزداد هبوط قيمة الريال الايراني و تسجل أدنی قيمة لها، ومع إزدياد حدة المواجهة السياسية الاقتصادية بين النظام و المجتمع الدولي و تجديد العقوبات الدولية مع عقوبات أمريکية جديدة أفقدتها الکثير من قدرة المناورة و التحرک،

وفي ظل هکذا أوضاع تقوم طهران بالعمل من أجل بتوسيع تدخلاتها في المنطقة و جعل الامور تسير فيها کما يتفق مع مصالحها و أوضاعها، وکأنها تريد أن ترقع أوضاعها الوخيمة و البالية بهکذا مسعی من أجل خداع الشعب و إلهائه، لکن المعارضة الايرانية النشيطة التي وقفت و تقف دائما بالمرصاد ضد هذا النهج السياسي لطهران و کذلک ضد مخططاتها في إيران و المنطقة، تعود اليوم من جديد لترسم طريق الامل و التفاؤل بغد و مستقبل أفضل لإيران من خلال النشاطات و الفعاليات السياسية المختلفة التي تقوم بها دونما توقف، خصوصا وإنها تؤکد علی وخامة الاوضاع الداخلية و عدم وجود أية قدرة لدی النظام من أجل معالجة تلک الاوضاع خصوصا عندما تطالب بالتغيير و تحث المجتمع الدولي علی دعم التطلعات المشروعة للشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية.


المجتمع الدولي الذي ظل موقفه طوال العقود الثلاثة و النصف الماضية من عمر النظام القائم في إيران يتسم بسلبية تميل لصالح طهران في خطه العام، تيقن من أن إيران قد نجحت في إستغلال الموقف الدولي لصالحها و قام بتوظيفها عی أفضل وجه، ولذلک فإن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام مفترق حاسم و حساس يجب عليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن تفوت الفرصة خصوصا وان الظروف و الاوضاع کما نری في سياق الامور و مؤشراتها تسير بإتجاه المزيد من التعقيد و الذي يقوم به هذا النظام من أجل المحافظة علی بقائه و ضمان عدم تعرضه لخطر السقوط، وهو الامر الذي يجب علی المجتمع الدولي أن ينتبه له جيدا.


من يتابع الاوضاع في إيران بدقة يتوصل الی حقيقة أن إيران تمر بظروف بالغة الصعوبة ليس بإمکانها تخطيها او تجاوزها، وهي تسعی من خلال توسيع دائرة الفوضی و إستغلال العامل الديني ببعده الطائفي لخلط الاوراق فإنها بذلک تثبت مدی خطورتها علی الامن الاجتماعي بشکل خاص و القومي للمنطقة بشکل عام، وإن حتمية تفعيل موقف المجتمع الدولي بإتجاه الشعب الايراني و المعارضة الايرانية و الاعتراف بکفاحهما من أجل التغيير و الوقوف الی جانبهما، خصوصا وإن للمعارضة الايرانية النشيطة المتاوجدة في الساحة إستحقاقات علی المجتمع الدولي ذلک أنها و في أيام کان العالم يراهن علی إعادة تأهيل هذا النظام و إنخراطه في المجتمع الدولي، کانت المعارضة الايرانية المبادرة لإماطة اللثام عن العديد من مخططاته السرية ضد بلدان المنطقة بصورة خاصة و حتی بالنسبة لمشروعه النووي الذي لايبدو إن طهران ستتخلی عنه بسهولة و بهذا السياق لم يکن کشف الخطط السرية للمشروع النووي الايراني مؤخرا من جانب المعارضة إلا خدمة کبيرة للأمن و الاستقرار و السلام الدولي في وقت کان المجتمع الدولي منهمکا بسياسة المماشاة و المداهنة معه، ومن هذه المنطلقات، فإن المجتمع الدولي عندما يبادر للإعتراف بالنضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية و بمشروعية معارضته الوطنية کمسعی للتغيير نحو الافضل في إيران، فإنه يعترف بحق مشروع و قانوني لامناص منه و ليس يمن عليه فقد أثبت کفاح الشعب الايراني و معارضته الوطنية و بالادلة الملموسة انها تکافح و تناضل من أجل إيران حرة ديمقراطية خالية من الاسلحة النووية و تؤمن و تعترف بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى