أخبار إيرانمقالات

قد لايسمح للنظام بالاستمرار طويلا. وضع غير مسبوق لطهران

 

وکالة سولا برس
25/8/2017


بقلم: سهی مازن القيسي


 لامناص من الاقرار بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حقق نجاحا ملفتا للنظر من حيث تغلبه علی العقوبات الدولية و تمکنه من قهرها بطرق و اساليب متنوعة غير إن الذي يجب الانتباه إليه و أخذه بنظر الاعتبار هو إنه کانت هناک دوما ظروفا و أوضاعا مواتية و ملائمة تخدم النظام من أجل تحقيق هذا النجاح.

التناقض و التضارب بين الاوضاع الداخلية في إيران و الاوضاع الخارجية المتعلقة بإيران، خدمت علی الدوام طهران و مکنتها من إدارة الاوضاع في الداخل و تسييرها وإن الاعوام السابقة وبالاخص خلال عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، کانت الاوضاع کلها لصالح طهران و في الوقت الذي کانت فيه هناک تحرکات و نشاطات إحتجاجية ضد النظام فإنه کان هناک في نفس الوقت نوع من التجاهل و التغاضي الدولي عن تلک التحرکات، خصوصا وإن السياسة الامريکية وقتئذ کانت تسعی لمسايرة و مماشاة طهران و تغض النظر عن الکثير من ممارساتها الخاطئة.

هذا الوضع الذي إستمر لأعوام طويلة، بدأ بالانحلال و التفکک رويدا رويدا، ولاسيما بعد أن بدأت زعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي، بقيادة حرکة المقاضاة التي تطالب بمحاکمة و محاسبة القادة و المسؤولين الايرانيين الذين تورطوا و ساهموا في إرتکاب مجزرة صيف عام 1988، التي تم فيها إعدام 30 ألف سجين سياسي خلال فترة قياسية، والذي لفت الانظار أنه قد تداعت عن هذه الحرکة حراک شعبي في داخل إيران يسير بنفس سياق حرکة المقاضاة، والذي أعطی زخما و قوة للحراک الشعبي هو نجاحها في إفشال مخطط المرشد الاعلی للجمهورية بترشيحه لإبراهيم رئيسي لمنصب رئيس الجمهورية بسبب من کونه أحد أعضاء لجنة الموت التي نفذت تلک المجزرة، الی جانب إجبار مصطفی محمدي بور الذي هو بدوره کان عضوا في لجنة الموت، علی عدم ترشيح نفسه لمنصب وزير العدل في حکومة روحاني الجديدة، کما إن الحراک الشعبي إکتسب قوة أيضا من وراء نجاح حرکة المقاضاة في إکتساب بعد دولي وإن عقد تجمعات و مؤتمرات دولية بهذا الصدد قد لفت أنظار العالم کله لبشاعة الجريمة و مدی قساوتها، وهذا مامنح القوة و الامل للحراک الشعبي في الاستمرار لمطالبة النظام بالکشف عن تفاصيل تلک المجزرة و محاسبة المتورطين فيها.

الاوضاع الداخلية في إيران ولاسيما من حيث مقاومتها و معارضتها للنظام، تتفق و تتناغم مع سياق الاوضاع الدولية ضد النظام، وإن هذا مايعتبر بمثابة وضع غير مسبوق قد لايسمح للنظام الايراني بالاستمرار طويلا.

زر الذهاب إلى الأعلى