أخبار إيران

ايلاف:سجناء ايران السياسيون يعلنون اضرابا عن الطعام

 

ايلاف
26/8/2017

 

د أسامة مهدي

 

 

بالترافق مع اعلان السجناء السياسيين الايرانيين الاضراب عن الطعام، تتصاعد الدعوات في البلاد وخارجها للسماح لمراقبين دوليين بالتحقيق في اوضاع حقوق الانسان في السجون الايرانية .. فيما اشارت العفو الدولية الی ان هؤلاء المعتقلين وبينهم سجناء رأي يحتجون علی ظروف احتجازهم القاسية والمهينة وغير الإنسانية.
واعلن السجناء السياسيون الايرانيون في سجن أردبيل الاضراب عن الطعام تضامنًا مع السجناء السياسيين في القاعة 10 العنبر 4 في سجن جوهردشت بمدينة کرج الذين يتعرضون لاسوأ ظروف الاحتجاز. وقال السجناء في رسالتين الی عاصمة جهانغير المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في إيران وزيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، وحصلت “إيلاف” علی نصها اليوم، “نحن جمع من السجناء السياسيين المنفيين في سجن أردبيل المرکزي، إذ نعلن عن دعمنا وتعاطفنا مع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في سجن جوهردشت بمدينة کرج، نطالبکم أنتم بالنظر العاجل لما يعيشه السجناء السياسيون في القاعة 10 في سجن جوهردشت في مدينة کرج الإيرانية من وضع محرج”.
واضافوا “إن إخواننا السجناء في جوهردشت بمدينة کرج يخوضون إضرابًا عن الطعام منذ 25 يوماً احتجاجاً علی نقلهم الجماعي من القاعة 12 إلی القاعة 10 وعدم النظر في مطالبهم لإعادتهم إلی القاعة السابقة وممارسة العنف عليهم بالإعتداء عليهم بالضرب حين النقل والعبث بممتلکاتهم وعدم تسليمهم حاجياتهم الشخصية أثناء النقل من القاعة 12”.
واشاروا بالقول: “نحن السجناء السياسيين المنفيين في سجن أردبيل المرکزي سنقوم بالإضراب عن الطعام اعتبارًا من يوم الخميس 24 اغسطس 2017 وإلی يوم الأربعاء 30 أغسطس لإعلان دعمنا وتعاطفنا مع اخواننا الذين وقع عليهم الظلم”. ووجهوا مناشدة جهانغير وبن زيد قالوا فيها “نرجو منکم ونرجو الهيئات الدولية التکرم بالنظر في طلب هؤلاء السجناء المضربين وکل السجناء السياسيين في کل البلاد، حيث يمرون بظروف مماثلة وأن تطالبوا بتفتيش السجون واللقاء بالسجناء السياسيين في إيران”
علما أن السجناء السياسيين في جوهردشت يعيشون وضعاً صحياً متدهوراً بعد مضي 25 يومًا من الإضراب، وبينهم أفراد طاعنون في السن ومصابون بأمراض مختلفة، يعانون من أمراض في القلب والسکري وأمراض أخری. تلک الأمراض التي اصيبوا بها خلال سنوات الحبس في سجون الجلادين”.
وختم السجناء السياسيون قائلين “إن طلبنا نحن السجناء السياسيين، وطلب الشعب الإيراني هو أن يتم النظر في حالة هؤلاء السجناء في أسرع وقت وإعادتهم إلی مکانهم السابق، کما أن طلب الشعب الإيراني برمته هو الإفراج عن السجناء السياسيين ووقف الإعدامات في إيران”. 
 

 

الدکتور محمد ملکي اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة
العفو الدولية تطالب بتحقيق دولي في اوضاع سجون ايران
ومن جانبها، اشارت منظمة العفو الدولية الی ان عددًا من المعتقلين السياسيين بمن فيهم سجناء رأي إيرانيون، مضربون حاليًا عن الطعام احتجاجًا علی “ظروف احتجازهم القاسية والمهينة وغير الإنسانية” في سجن کرج بمحافظة ألبرز الذي يخضع لأقصی درجات الحراسة.
واشارت الی أنه تم مؤخرًا نقل معتقلين سياسيين بسجن رجايي شهر إلی جناح حديث، حيث وصفت ظروف الاحتجاز بالحانقة . وأوضحت أن المعتقلين “محتجزون بزنازن تغطي نوافذها قطع حديدية ومحرومون من الماء الصالح للشرب والأکل، إضافة إلی عدم توفر أسرة کافية .. واکدت أن السجناء محرومون من الزيارات العائلية ولا يُسمح لهم باستخدام الهاتف وهي أمور متوفرة في سجون أخری.
وتعليقًا علی هذه الظروف قالت ماجدالينا مغربي نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في تصريح نقلته قناة “الحرة”، انه “من المخزي أن تصل ظروف الاحتجاز إلی هذا السوء ما يدفع سجناء يائسين إلی شن إضراب عن الطعام للمطالبة بشروط احتجاز تحترم أبسط مقومات الکرامة الإنسانية” .
وأضافت مغربي أن هذا الوضع يکشف الضرورة الملحة بالنسبة لإيران لإجراء إصلاحات علی أنظمة سجونها القاسية وتوفير الأکل اللائق والماء الصالح للشرب والتطبيب لکل المحتجزين بسجن رجايي شهر وفي أقرب وقت ممکن”.
واشارت العفو الدولية الی أنه في 30 يوليو الماضي تم نقل 53 معتقلاً سياسيًا وبشکل عنيف إلی الجناح 10 في سجن رجايي شهر ومن بين هؤلاء المعتقلين مدافعون عن حقوق الإنسان ونقابيون وصحافيون، بالإضافة إلی طلاب وناشطين. واضافت ان 17 معتقلاً علی الأقل اضربوا عن الطعام احتجاجاً علی عملية نقلهم غير أن سلطات السجن عاقبت البعض منهم بالاعتقال الانفرادي لمدة 12 يومًا. وطالبت المنظمة السلطات الإيرانية بالسماح لمراقبين دوليين، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في إيران، بإجراء تحقيقات بسجن رجايي شهر وسجون أخری في باقي البلاد. وکانت ثلاث معتقلات سياسيات بسجن إيفين قد أعربن في رسالة عن تضامنهن مع مطالب المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجن کرج. وقالت الرسالة إن “الصمت وعدم اتخاذ أي تدابير هما غطاء سياسي للاستمرار في انتهاکات حقوق الإنسان”. وطالبت المعتقلات الثلاث المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان في إيران وکل الناشطين السياسيين بالتحرک الفوري لإنقاذ أرواح المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام
اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة يتضامن
ومن جهته، اکد الدکتور محمد ملکي اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة والسجين السياسي السابق والشخصية المعارضة المخضرمة تضامنه مع السجناء المضربين عن الطعام وتأکيده علی متابعة الاقتصاص من المسؤولين الايرانيين الضالعين في اعدام 30 الف سجين سياسي عام 1988 قائلاً “لن أدخر جهدًا حتی الرمق الأخير لدعم المقاضاة”.
وقال ملکي في بيان “مضی نحو عام علی نشر التسجيل الصوتي للمرحوم آية الله منتظري في الکشف عن وثائق تتعلق بواقعة وصفها بأنها جريمة تاريخية تسجل في ذاکرة التاريخ، ذلک التسجيل الذي أوصل للمرة الاولی إلی أسماع ملايين من الإيرانيين نساء ورجالاً خفايا کثيرة علی لسان آية الله”.
واشار الی ان آية الله منتظري تحدث “بلغة حادة وصريحه عن حقائق بشأن صيف 1988، حيث أدهشت العالم ذلک إنه أماط اللثام عن لجنة الموت وجرائمها، لکي يطلع العالم علی ما حلّ ويحلّ بالشعب الإيراني في الجمهورية الإسلامية، حيث عشرات الآلاف من خيرة رجال ونساء إيران اودعوا إلی فرق الموت خلال عدة أيام کانت جريرتهم الالتزام بمعتقداتهم ونقد حکم الاعدام بهم، فأخذت هذه المجزرة صدی في أرجاء العالم، حيث بدأت کل الأوساط المعنية بحقوق الإنسان تعيد الحديث عن تلک الجرائم.
وخاطب ملکي کبار المسؤولين وقادة النظام قائلاً “لن يطول الوقت حتی تنالوا مصير کل المستبدين وسوف ترون يومًا يقتص منکم الشعب بما فعلت أيديکم من إراقة دماء الأبرياء وسيحل يوم تحاسبون فيه علی أکاذيبکم وسرقاتکم وجرائمکم .. أن حرکة المقاضاة من قبل الشعب الإيراني ستضعکم يومًا ما أمام محاکمات عادلة وإني أوجه بدوري تقديري لکل اولئک الذين يبذلون جهودًا في أرجاء المعمورة لمقاضاتکم”.
واستذکر ملکي جميع السجناء السياسيين في سجن رجايي شهر (جوهردشت) من أمثال رضا شهابي، وجعفر اقدامي، وحسن صادقي، وابوالقاسم فولادوند، وسعيد ماسوري، ومحمد بنازاده امير خيزي، وسعيد شيرزاد وغيرهم من السجناء الذين اضطروا إلی الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقهم الشرعية والإنسانية.
وقدم التحية للسجناء السياسيين، روئين عطوفت، ونرجس محمدي، وعبدالفتاح سلطاني، ومريم أکبري منفرد، وزهراء زهتابجي، وآرش صادقي، وغولرخ ايرايي، ورضا ملک، وفاطمة مثنی، وآتنا دائمي، وکل الأبرياء الأسری في نظام ولاية الفقيه.

زر الذهاب إلى الأعلى