العالم العربيمقالات

التابع و المتبوع..الحشد الشعبي و الحرس الثوري

 

 

کتابات
17/8/2017
 
بقلم: منی سالم الجبوري


أثير مؤخرا موضوع قيام ميليشيات الحشد الشعبي بتجنيد أطفال بغية زجهم في المعارک، وهو کما معروف أمر يتعارض مع القوانين و الاعراف الدولية و يعتبر إنتهاکا صريحا لمبادئ حقوق الانسان،
والذي يثير السخرية هو إن ميليشيات الحشد الشعبي لم تنف ذلک بل و أکدته من خلال مصادر لها بالقول أن الهدف من ذلک هو تدريب الاطفال للدفاع عن أنفسهم و مناطقهم، والذي يلفت الانتباه أکثر هو إنه وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات مطالبة بحل ميليشيات الحشد الشعبي فإن الاخيرة تقدم علی هکذا خطوة مرفوضة تغتال براءة الاطفال و تصادر عالمهم الخاص بهم.

تجنيد الاطفال، وإن قد يبادر البعض للقول من إنه من ضمن ممارسات داعش، لکن ومع إتفاقنا مع صحة إنه من ضمن ممارسات داعش، لکن يجب الأشارة الی إن الحرس الثوري الايراني قد سبق الجميع في ظاهرة تجنيد الاطفال عندما تم إثارة هذا الموضوع قبل أکثر من سنة بعد أن کشفت عنه المقاومة الايرانية و طالبت المجتمع الدولي بالعمل للوقوف ضد هذه الظاهرة اللاإنسانية، وکما نعرف فإن الحرس الثوري بمثابة القائد العسکري و المنظر العقائدي لميليشيات الحشد الشعبي، وإنه يتلقی کافة أوامره في مختلف الجوانب من الحرس الثوري، ولهذا فإن الذي أوحی لهذه الميليشيات بإغتيال براءة أطفال العراق، هو الحرس الثوري الذي يستند علی أفکار و رؤی دينية متطرفة إذ أن هذا الحرس مثلا، يؤمن بتزويج الطفلات وان ظاهرة تزويج الطفلات العراقية التي أخذت بالانتشار خلال الاعوام الاخيرة إنما کانت بسبب الميليشيات الشيعية التابعة للحرس الثوري و التي تقوم بإستنساخ کافة أساليب و ممارسات و تصرفات”سيد‌ه” و يقوم بسحبها علی الواقع العراقي.

مشکلة العراق الاساسية ليست مع ميليشيات الحشد الشعبي کما يسعی البعض للإيحاء بها، وانما مع نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و هيمنته في العراق، فهذا النظام يکاد أن يعبث بکل صغيرة و کبيرة في العراق وإن أغلب الممارسات الدخيلـة و الغريبة علی العراق، إنما دخلت بسبب من الحرس الثوري و الافکار و الرؤی الدينية المتطرفة التي يحملها، ومن هنا فإننا نعود مرة أخری للتأکيد حلی أهم و أکبر مشکلة يعاني منها العراق وهي نفوذ و هيمنة طهران في العراق و الذي أساس و رمز بلاء هذا البلد و شعبه.
ميليشيات الحشد الشعبي التي هي بمثابة تابع للحرس الثوري الايراني و منفذ لأوامره و مخططاته، لم يعد هناک من شک بأنها تقوم بإستنساخ تجربة الحرس الثوري سيئة الصيت في العراق تمهيدا للإعلان فيما بعد عن الجمهورية الاسلامية العراقية الذيلية التابعة لجمهورية الدجل و الشعوذة في طهران!

زر الذهاب إلى الأعلى