أخبار إيران

کيف توظف لوبيات النظام الإيراني أساتذة وباحثين بجامعات أميرکا؟

 

 
25/7/2017
 


وظف النظام الإيراني ومن خلال لوبياته في الولايات المتحدة عملاء يعملون کأساتذة وباحثين وطلاب بمختلف الجامعات الامريکيه،
وکانت محکمة في نيويورک دانت مؤسسة “علوي” الخيرية التي تعمل کواجهة للوبي الإيراني وکنافذة للنفوذ في المؤسسات الأميرکية بالاستثمار لتعيين أساتذة موالين للنظام الإيراني ودعم برامج دراسية والدعاية لصالح النظام الإيراني في 44 جامعة في قارة أميرکا الشمالية، حيث تقع 41 جامعة من هذه الجامعات في الولايات المتحدة الأميرکية نفسها.
وحکمت المحکمة في نهاية شهر يونيو الماضي، علی مؤسسة علوي بمصادرة أکبر عماراتها في الشارع الخامس بنيويورک، لصالح ضحايا الإرهاب، بتهمة العلاقة المباشرة مع النظام الإيراني وميليشياته التي نفذت تفجيرات وعمليات قتل ضد مواطنين أميرکيين.
وبناء علی هذا الحکم، سمح للشرطة الفيدرالية في مدينة مانهاتن في نيويورک بمصادرة مبنی مؤسسة علوي التي کانت تؤمن الدعم المالي لعمليات النظام الإيراني التوسعية والنفوذ في کافة الولايات المتحدة الأميرکية.
ويعتبر هذا الحکم أکبر حکم حول مصادرة أملاک في قضايا دعم الإرهاب في تاريخ الولايات المتحدة الأميرکية.
أنشطة سرية
وتعتمد مؤسسة علوي نهجاً متعدد الأوجه لإبراز نفسها في أنشطة سرية عن طريق الدعم المالي للمراکز الثقافية الموالية للنظام الإيراني وفي المساجد وإنفاق المبالغ الکبيرة علی مؤسسات غير حکومية، لکسب تعاطف شعبي مع النظام الإيراني.
ومن النشاطات الرئيسية لهذه المؤسسة تعيين أساتذة موالين للنظام الإيراني ودعم البرامج الدعاية لصالح النظام الإيراني في الجامعات الأميرکية. وتضاعفت جهود هذه المؤسسة للنفوذ في المؤسسات الأکاديمية الأميرکية خلال سنوات الأخيرة.
وتدّعي مؤسسة علوي أنها تعمل في مجال إقامة صفوف للغة الفارسية والدراسات الإيرانية بالترکيز علی الفکر الإسلامي الشيعي فقط، لکن خبراء يؤکدون أن برامجها وأنشطها بما فيها برنامج توغل الأساتذة والباحثين الإيرانيين في جامعات أميرکا تأتي في إطار أنشطة اللوبي الإيراني المدعوم من نظام طهران بشکل مباشر.
وزادت مؤسسة علوي تعاونها مع المراکز الأکاديمية من 30 إلی 44 معهدا علميا في قارة أميرکا الشمالية ما بين عامي 2013 و2016 حيث تقع 90% من هذه الجامعات في الولايات المتحدة الأميرکية نفسها ووقعت هذه المؤسسة عقوداً لتأمين تکاليف الکثير من هذه الجامعات ودعمت توظيف أساتذة موالين فکرياً وعقائدياً للنظام الإيراني.
أساتذة يدعمون النظام المتطرف
ومن المثير للدهشة أن الکثير من هؤلاء الأساتذة قدموا أفکاراً وبرامج متطرفة لدعم ومناصرة النظام الإيراني في هذه الجامعات.
ومن بين هؤلاء الأساتذة هوشنغ أمير أحمدي، المدرس في جامعة راتغرز، ورئيس “المجلس الإيراني الأميرکي” وهو أحد اللوبيات التي تدعم المنظمات الإرهابية کحماس وحزب الله، حسب وصف صحيفة “نيويورک بوست”.
کما يمکن الإشارة إلی إبراهيم محسني، الباحث في جامعة ميريلاند، والذي أجری استطلاعا مثيرا للجدل حول دعم أغلبية الإيرانيين لرئيس النظام السابق محمود أحمدي نجاد ضد اليهود.
إضافة إلی هذا، دفعت مؤسسة علوي مبلغ 100 ألف دولار لصندوق جامعة کولمبيا، بعدما قبلت هذه الجامعة بتوجيه دعوة لأحمدي نجاد لإلقاء محاضرة فيها.
کما اتهمت هذه المؤسسة بعمليات غسيل الأموال لصالح النظام الإيراني لسنوات طويلة متوالية.
دعم الاتفاق النووي
وفي خضم المفاوضات النووية بين إيران والدول الست العظمی، نظم ” المجلس القومي للإيرانيين في أميرکا” الذي يشتهر اختصارا بـ”ناياک NIAC” وهو أکبر وأقوی لوبي إيراني في الولايات المتحدة، عريضة شملت توقيع 73 شخصية من الخبراء في الشأن الدولي ومنطقة الشرق الأوسط، لدعم إبرام الاتفاق، وکان من ضمن هؤلاء الموقعين عدد کبير من الأساتذة المدعومين مادياً من مؤسسة “علوي”.
وهذا هو مجرد جوانب صغيرة من حجم نجاحات هذه المؤسسات الأکاديمية التي استلمت مبالغ مادية من مؤسسة علوي الخيرية.
المصادرة لصالح ضحايا الإرهاب
وکانت محکمة مانهاتن في نيويورک حکمت بمنح عائدات من بيع مبنی مؤسسة علوي وغيره من الممتلکات التي تعود ملکيتها للحکومة الإيرانية، والتي تقدر بأکثر من 5 مليارات دولار، لصالح 34 عائلة من ذوي ضحايا العنف في العراق والتي راح ضحيتها مواطنون أميرکيون بين عامي 2004 و2009 من خلال عمليات إرهابية في العراق قامت بها مجاميع کـ “کتائب حزب الله” و”أنصار الإسلام”، المدعومة من النظام الإيراني بالمال والسلاح والتدريب والتجهيز والاستشارات.
کما أن المحکمة الأوروبية في لوکسمبورغ، رفضت في 22 مارس الماضي، طلب إيران لإلغاء قرار حجز مبلغ مليار و600 مليون دولار، من أموال البنک المرکزي الإيراني في أوروبا، لصالح أهالي ضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتي تورط بها النظام الإيراني من خلال دعم عناصر تنظيم “القاعدة”.
وکانت محکمة نيويورک، غرمت إيران العام الماضي، بـ10.7 مليار دولار، لتورطها في التعاون مع تنظيم القاعدة بهجمات 11 سبتمبر وغرامات أخری تصل إلی 21 مليار دولار لعوائل ضحايا أميرکيين سقطوا في تفجيرات في السعودية ولبنان والکويت نفذتها خلايا الحرس الثوري الإيراني.
تاريخ مؤسسة علوي
مؤسسة علوي هي منظمة خاصة غير ربحية في الولايات المتحدة الأميرکية، تأسست عام 1973 علی يد شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي، والذي أطاحت به الثورة في عام 1979، وسُميّت باسم مؤسسة بهلوي. لکن نظام الخميني قام بتغيير اسم هذه المؤسسة إلی مؤسسة المستضعفين في عام 1981، وإلی مؤسسة علوي في عام 1992.
تحدث راشل ارنفلد، رئيس المرکز الأميرکي للديمقراطية، في مقالٍ له في مجلة فوربس، عن مساهمات مالية لمؤسسة علوي، يتراوح قدرها ما بين 25 و50 ألف دولار أميرکي لمؤسسة کلينتون في عام 2008.
اعتقلت الشرطة الأميرکية في عام 2009 فرشيد جاهدي، رئيس مؤسسة علوي، في قضية مرتبطة بسجلات مالية مع البنک الوطني الإيراني. واتهم جاهدي بمحاولة التخلص من وثائق تثبت تورط مؤسسة علوي في نقل نقود إيجار مبانيها إلی البنک الوطني الإيراني بواسطة شرکة آسا.
طالب نائب عام نيويورک بتجميد أصول مؤسسة علوي والتي تشمل حسابات مصرفية تتخطی أرصدتها إلی 500 مليون دولار ومبنی ذي 36 طابقاً في الشارع الخامس في نيويورک وأربعة مساجد شيعية في نيويورک ومريلاند وکاليفورنيا وهيوستون، ومراکز إسلامية في مريلاند وفيرجينيا وکاليفورنيا وتکساس.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى