أخبار إيرانمقالات

مجزرة صيف 1988تطارد مرتکبيها

 

وکالة سولا برس
24/7/2017


 بقلم:سارا أحمد کريم


منذ إرتکاب نظام الجمهورية الايرانية لمجزرة صيف 1988 و التي أعدم فيها أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق،

وهذا النظام يبذل کل مابوسعه من أجل التستر علی هذه الجريمة الفريدة من نوعها بحق سجناء سياسيين کانوا يقضون فترة محکومياتهم بموجب أحکام من قضاء النظام نفسه، ومن الواضح إن هذه الجريمة کانت من البشاعة بحيث إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية، ولکن وعلی الرغم من کل المحاولات الاستثنائية التي بذلها النظام من أجل التغطية و التستر علی الجريمة إلا إنه فشل فشلا ذريعا في ذلک لأسباب و عوامل متباينة.

شبح هذه الجريمة البشعة التي تخيم علی رؤوس قادة و مسؤولي النظام الايراني و تطاردهم ليل نهار، خصوصا بعد نشر التسجيل الصوتي الخطير لآية الله المنتظري و الذي مسجل أيام کان نائبا للخميني، حيث يعترف ببشاعة الجريمة و يحذر من آثارها و تداعياتها و تأثيراتها علی النظام علی مختلف الاصعدة، وقد صارت هذه الجريمة معروفة علی الصعيد الدولي خصوصا بعد أن قامت منظمة مجاهدي خلق بحملة سياسية واسعة من أجل التعريف بهذه الجريمة التي تعتبر بحق جريمة القرن ضد الانسانية، إذ بدأت اوساط سياسية و حقوقية دولية ترفع صوتها مطالبة بإجراء تحقيق بشأن هذه الجريمة و محاسبة الجناة الذين قاموا بإرتکابها.

هذه المجزرة اللاإنسانية التي کانت حاضرة بصورة خاصة ابان الانتخابات الاخيرة في إيران و التي أثبتت مرة أخری مدی قوة تأثيرها علی النظام، عادت مرة أخری للبروز مجددا بعد الاعترافات الاخيرة المذهلة لوزير الاستتخبارات السابق، فلاحيان، والذي قال في مقابلة إذاعية و من دون أي لف او دوران:” لو لم نکن نعتقلهم ونقتلهم لما کان هناک بلد ولما کانت هناک حکومة، وهذا ليس کلامي بل هذا کلام خميني “، بل وإنه يذهب بعيدا أکثر من ذلک عندما يقول و بصراحة کاملة:” بغض النظر عما فعله آسری مجاهدي خلق ، فان المعتقدات کانت السبب في اعدامهم الجماعي .”!

تصريحات فلاحيان لم تأت إعتباطا ومن دون سبب وانما لأن الشارع الايراني لايزال يبحث عن أجوبة لأسئلة کثيرة بخصوص هذه الجريمة التي لايوجد أي تبرير شرعي او قانوني أو منطقي لها، فهي تخالف جميع القيم و المبادئ السماوية و الانسانية و الاعراف و النظم المتعارف عليها، ويبدو إن فلاحيان يريد أن يدلو بدلوه من أجل التغطية علی هذه الجريمة التي ينتهي الحديث عنها إلا بنهاية النظام و محاسبة قادته و مسؤوليه عن هذه الجريمة و جرائم أخری.

زر الذهاب إلى الأعلى