أخبار إيرانمقالات

کيف يمکن وضع حد لمحاولات النظام الايراني لاثارة الاضطرابات والحروب

 

 

 22/7/2017
عبدالرحمن مهابادي کاتب ومحلل سياسي

 

عقب مصادرة خميني الثورة الشعبية المناهضة للملکية في ايران في العام 1979 وارساء دعائم ديکتاتورية مبنية علی آفکاره المريضة المزيجة بايديولوجية نابعة عن قراءة تطرفية من الاسلام، بدأ خميني وهو في غاية النشوة من الفرصة الطائلة والطاقات المتحررة من الشعب، ليتخذ أول خطوته لترجمة مآربه علی أرض الواقع لتحقيق امبراطورية اسلامية، بتهديد جاره الغربي العراق. کون اثارة حرب في بلد خارجي، ينتفع منه النظام أرباحا کبيرة لکي يقمع أي صوت معارض يطالب بالحرية والعدالة. وبذلک تم خنق الحريات وحظر النشاط السياسي للآحزاب والحرکات السياسية فور بدأ الحرب.

بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحکومة العراقية والمعارضة الايرانية في مکتب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في العام 1982 بباريس وانسحاب القوات العراقية من الاراضي الايرانية المحتلة، وعقب تشکيل جيش التحرير الوطني الايراني وبدء عملياته العسکرية ثم توسع أبعادها وتحقيق انتصارات لها في الساحة العسکرية، انخفضت الدقات علی طبول الحرب من قبل نظام خميني تدريجيا، الی أن نفذ جيش التحرير الوطني الايراني المعارض للنظام عملياته الکبری في منطقة مهران الحدودية باسم «ثريا» بتاريخ 20 حزيران عام 1988 في الذکری السنوية ليوم 20 حزيران 1981 في طهران. وخلال هذه العملية تم تدمير عدة فرق للجيش وقوات الحرس وتم أسر أکثر من 1500 من أفراد الجيش والحرس من قبل جيش التحرير الوطني ولحقت خسائر مالية للنظام تقدر 2 مليار دولار. فهذا الانتصار العسکري والستراتيجي الکبير الذي حققه جيش التحرير بشعار «اليوم  مهران وغدا طهران» جعل خميني يفکر في الحؤول دون تطبيق هذا الشعار علی أرض الواقع ولذلک أعلن في يوم 18 تموز 1988 وبعد اصراره علی دق طبول الحرب الخيانية لمدة 8 سنوات أنه يقبل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لوقف اطلاق النار بين ايران والعراق.  فيما کان خميني وقبله کان مصرا علی مواصلة الحرب وکان يطلق شعار «فتح القدس عن طريق کربلاء» و «نواصل الحرب حتی تدمير آخر بيت في طهران» لکي يشغل عناصره بالحرب.

ولم يفصح خميني عن سبب تجرعه «کأس سم» وقف اطلاق النار والعامل الذي أرغمه علی هذا التراجع، ولکنه قال يحمل في قلبه أحاديث غير منطوقة سيکشف عنها في فرصة مناسبة.

وفي السنوات التالية، أباح المسؤولون ووسائل الاعلام للنظام ما لم يکشف عنه خميني، وکان السبب هو خوف خميني من انتصار جيش التحرير الوطني الايراني في عملية ثريا الکبری التي أدت الی تحرير مدينة مهران الحدودية مما أجبر خميني علی التفکير في الحفاظ علی نظامه بدلا من «فتح القدس عن طريق کربلاء».

وهذا الانتصار الستراتيجي الذي حققه جيش التحرير الوطني الايراني وعلی صعيد خط السلام الذي کان يتبعه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، بتدمير ماکنة خميني لاثارة الحرب والقمع وذلک من خلال تنفيذ عملية ثريا الکبری قد أظهر بوادر اسقاط النظام أمام أعين خميني.

ولکن رغم أن خميني تمکن من انقاذ نظامه من السقوط المحتوم، بقبوله قرار وقف اطلاق النار برقم 598 في تلک الأيام الا أنه لم يوقع قط عقد السلام. کون السلام يعارض بشکل سافر طبيعة هذا النظام وکيان قوات الحرس التي شکلت أساسا لتحقيق مارب خميني التوسعية والاعتداء علی أراضي الدول الأخری. کما رأينا وبعد مضي عامين ونيف أي في العام 1991 حيث تعرض العراق لهجوم طاحن من قبل قوات الائتلاف، اغتنم النظام الايراني الفرصة ليجتاز الحدود الدولية بين ايران والعراق وقام بتحشيد قواه لکي يقضي علی جيش التحرير الوطني الايراني داخل الاراضي العراقية من جهة واستيلاء مرتزقته علی بغداد من جهة أخری.

وآما في العام 2003 فتسبب الخطأ السياسي والستراتيجي للقوی العظمی في قراءة الحقائق الموجودة في المنطقة، في تکرار الحالة بشکل آخر حيث دخل النظام المتطرف الحاکم في ايران، الاراضي العراقية ليحقق أطماعه التوسعية والاحتلالية وليفرض هيمنته عليه ثم ذهب أبعد من ذلک ليجعل سوريا ساحة لصولاته وجولاته الدموية ويوسع عمقه الستراتيجي بقتل الشعبين العراقي والسوري.

ولکن الآن بدأت مرحلة جديدة وهي بداية نهاية هذا النظام. فشلت خطة النظام للقضاء علی المقاومة الايرانية وولی عهد المساومة الأمريکية والاوروبية مع النظام وأخفق خامنئي في خطته لتنصيب ابراهيم رئيسي الی کرسي الرئاسة، وأصبح النظام ضعيفا وواهنا في کل الجوانب، مما جعل ضرورة اسقاطه بمئات المرات، لاسيما مع وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة في متناول اليد يحظی بجيش الانتفاضة الشعبية وجيش التحرير الوطني الناشط داخل البلاد لاسقاط الاستبداد الديني الحاکم في ايران.

زر الذهاب إلى الأعلى