أخبار إيرانمقالات

التعويل علی المستقبل و ليس علی الماضي

 


وکالة سولا برس
16/7/2017


بقلم:کوثر العزاوي

مد التطرف الديني الشيعي والارهاب الذي يواجه دول المنطقة بشکل خاص و العالم بشکل عام، قد بدأ بعد فترة من سيطرة رجال الدين المتشددين في إيران علی مقاليد الامور في إيران بعد أن تمکنوا من مصادرة الثورة و حرفها عن مسارها الانساني التحرري و فرض القيم و الافکار الدينية المتطرفة علی الشعب الايراني.

هذا النظام قد شرع بتصدير التطرف الديني و الذي يسميه کذبا و دجلا بتصدير الثورة الی دول المنطقة بعد أن أحکم قبضته علی الشعب الايراني بالممارسات القمعية و التعسفية و مصادرة الحريات و الحقوق المختلفة، وإن الافکار و الرؤی الدينية المتطرفة نوعا ما والتي کانت موجودة في نطاق ضيق و ليس بإمکانها تجاوزه و تخطيه، جاء هذا النظام ليکون سندا له و يساعده ليس علی تخطي و تجاوز نطاقه الضيق وانما حتی في صيرورته خطرا يهدد الامن الاجتماعي ليس في العراق فقط وانما في المنطقة أيضا.

تمکن هذا النظام من إختراق العديد من دول المنطقة و علی رأسها العراق بأفکاره و مبادئه الدينية المتطرفة ذات البعد الطائفي و التي أسست و تؤسس للحقد و الکراهية و سفک الدماء، قد منحه نوعا من الوقاية و الحصانة و جعله في أمان نوعا ما، ذلک إنه وفي الوقت يقوم فيه بنشر نفوذه في بلدان المنطقة و يهدد أمنها الاجتماعي بمنتهی الصلافة، فإن هذه البلدان لم تقم لحد الان بالرد عليه بالمثل و العمل من أجل تحديد و تحجيم دوره وصولا الی إنهائه و القضاء عليه.

نظام الجمهورية الايرانية، الذي قام بتأسيس أحزاب و جماعات و ميليشيات تابعة له و مؤتمرة بأمره حيث تقوم بتنفيذ المهام الموکلة إليها من جانب هذا النظام و التي في خطها العام تتعارض و المصالح العليا لشعوب المنطقة، فإن بلدان المنطقة للأسف البالغ تقوم ولحد هذه اللحظة بتجاهل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي يمثل البديل الجاهز للنظام، هذا المجلس الذي هو في الحقيقة يمثل و يعکس آمال و طموحات الشعب الايراني و لايخضع لهيمنة و نفوذ أية دولة، أثبت عمليا و منذ ثلاثة عقود حسن نواياه تجاه شعوب و دول المنطقة عندما قام بکشف و فضح مخططات النظام الديني القائم في طهران ضدهم ولاسيما من حيث تصدير التطرف الديني و الارهاب إليهم و تحذير هذه الدول من خطورة نفوذ هذا النظام ومن إنه لايقف أبدا عند حد معين وإن ليس هنالک من خيار سوی مواجهته، رغم إن أفضل طريقة و اسلوب لمواجهته و کخطوة عملية تتجلی في الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني و فتح مکاتب له في بلدان المنطقة، وإن هذا الاجراء سوف يثبت مدی أهميته و تأثيره بعد مدة قصيرة نسبيا علی الاوضاع في داخل إيران و علی النظام الاستبدادي القائم ذاته، وإن مؤشرات الاحداث و التطورات و مسارها تؤکد بصورة أو بأخری من إن إيران صارت تسير علی سکة التغيير الذي لم يعد له من مناص، وإن قوی المستقبل التي باتت تبرز و في طريقها لأخذ زمام المبادرة في إيران، هي التي يجب التعويل عليها وليس علی النظام الحالي الذي في طريقه أن يصير شيئا من الماضي، وقد صدقت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي عندما طالبت دول العالم: :” ألا يراهنوا علی إيران الملالي لأن الملالي باتوا من الماضي. إني أدعوهم أن يراهنوا علی قوی المستقبل، علی إيران التي لن تکون سبب الأزمات بل تکون عامل الاستقرار في المنطقة.”.

زر الذهاب إلى الأعلى