العالم العربي

واشنطن تايمز: هل بدأت مرحلة تحجيم نفوذ إيران في سوريا؟

 


الخليج أونلاين
16/7/2017

سلّطت صحيفة الواشنطن تايمز الضوء علی الاتفاق الروسي الأمريکي الأخير للتهدئة في جنوب سوريا، متسائلة إن کانت مرحلة تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا قد بدأت، خاصة أن الاتفاق جاء في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريکي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، علی هامش قمة العشرين.
وقالت الصحيفة، إن إعلان وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا له تأثير مباشر علی إسرائيل والأردن، “وکلاهما کان ينظر بقلق متزايد للوجود الإيراني وحزب الله في المنطقة”.
وأشارت إلی أن “تلک المخاوف جرت مناقشتها مع الجانب الروسي، بالإضافة إلی وجود إسرائيل والأردن، وهو ما عجّل بالاتفاق الذي استُبعدت منه إيران”.
في أواخر العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقائه بنظيره الروسي، ديمتري مدفيديف، أنه يجب منع إيران من إقامة قواعد عسکرية في سوريا، ويجب أيضاً منع حزب الله اللبناني من الحصول علی أسلحة ثقيلة.
نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرمولوتوف، قال الأسبوع الماضي، عقب إعلان وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا، إن إيران وحزب الله وجميع الجماعات المسلحة سيغادرون سوريا عند نهاية الحرب.
لکن الواشنطن تايمز تساءلت: “الحديث عن مغادرة إيران وحزب الله سوريا جيد، ولکن السؤال کيف سيقبلون بذلک؟”.
وتابعت: “الحکومة السورية التي قبلت بوقف إطلاق النار في جنوب غربي البلاد، يبدو أنها قبلت حتی لا تحرج الحليف الروسي؛ فالأسد يری في الإيرانيين حلفاء أکثر أهمية من الروس، ثم إن نظام الأسد يعرف أنه يمکن أن يخرق التهدئة متی ما رأی أن مصالحه غير متحققة منها”.
وأضافت: “رغم ذلک فإن روسيا رأت في موافقة الأسد علی وقف إطلاق النار فرصة للاستمرار في مفاوضات سلام أستانة”.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلی أن “إيران تبقی مسألة منفصلة؛ فهي تملک اليوم موقعاً عسکرياً مهماً في إطار سعيها لإقامة الهلال الشيعي، وإذا کانت روسيا يمکن لها أن تخرج من الفوضی السورية، فإن لإيران خططاً للإقامة طويلة الأمد هناک”.
إيران وحزب الله لم يکونا جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي کان بين روسيا وأمريکا، وما جاء بعده من حديث روسي بأن علی إيران أن تترک سوريا يشير إلی خلاف روسي إيراني مبکر، خاصة أن تاريخ الخلاف بين موسکو وطهران أکبر من تاريخ الاتفاق بين البلدين، تقول الصحيفة.
“ولکن ماذا عن الموقف الأمريکي؟” تساءلت الواشنطن تايمز مرة أخری، موضحة أن “الولايات المتحدة تسعی إلی مزيد من الوجود العسکري علی الساحة السورية، وهو ما تجسّد في إقامة قاعدة لتدريب جماعات سورية معارضة شمال الأردن، ويبدو أن الحفاظ علی تلک المنطقة الحدودية مع الأردن خالية من نشاط إيران وحزب الله هو تمهيد لهذا التوسع الأمريکي في سوريا”.
وخلصت الصحيفة إلی القول إن الولايات المتحدة، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، تجنّبت الدخول المباشر، ورکزت بدلاً من ذلک علی محاربة تنظيم الدولة في العراق، إلا أن خطط إيران العسکرية ومحاولتها إنشاء ممر من طهران للمتوسط، بما يهدد حلفاء أمريکا في المنطقة، قد يضطر واشنطن إلی منع ذلک.

زر الذهاب إلى الأعلى