أخبار إيرانمقالات

تلألؤ المقاومة في سيماء إمرأة


16/7/2017
عبدالرحمن مهابادي، کاتب ومحلل سياسي

 


هناک إمرأة خاضت في عدة منازلات کبری ضد نظام متطرف متشدق بالإسلام يحکم علی إيران، 
إنها إمرأة ذات وجه کاريزماتي ليس للإيرانيين فحسب وإنما لجميع أنصارها في الکثير من بلدان المنطقة والعالم  حيث تشکل محط آمال لجميع الشخصيات أو التيارات المعارضة للتطرف الإسلامي التي يکون هذا النظام في بؤرته بالذات.
وعندما کانت تلقی الکلمة هذه المرة في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية کان لها سيماء آخر تتميز عن سابقاته إذ إنها قادت معرکة طيلة العام المنصرم في التصدي لنظام الملالي وبالأحری أتت بانتصارات رائعة جداً في طياتها.
عندما انتخبت في عام1993 کرئيسة للجمهورية بواسطة المقاومة الإيرانية أثارت ضجيج نظام الملالي الجنوني ضدها لکونها کانت إمرأة ، فالمقاومة ترعرعت ونمت بعد انتخاب هذه المرأة الصالحة  بالذات لکونها تتحدی تماما ضد هذا النظام المعادي للنساء ، وهناک في إيران ،  تتعرض النساء لاضطهاد مضاعف في المجتمع تحت حکم الملالي حيث لا يعترف بأية حقوقهن .
نعم … إسمها مريم رجوي، إنها أعلنت قبل سنوات مشروعاً (بلاتفورم) في 10 فقرات لبناء إيران الغد حيث قوبل بترحاب واسع عند الشعب الإيراني والأوساط الدولية کما يتضمن جميع حقوق المجمتع الإيراني من القوميات والمذاهب والأقليات  والنساء والعمال والشباب ومختلف الشرائح في المجتمع الإيراني منها ضمان الحريات وفصل الدين عن الدولة وحقوق النساء والقوميات من أهم فقراته.
إنها کانت المتکلم الأصلي في مؤتمر هذه السنة الذي أقيم يوم 1/يوليو –تموز حيث أکدت في مستهل خطابها الشوق إلی الحرية والتعظيم والإجلال مقابل الشهداء کما رکزت علی 3نقاط أساسية من الأحداث خلال العام المنصرم وهي:
« نقل آلاف أعضاء مجاهدي خلق من العراق الی الخارج وإفشال خطة خامنئي للقضاء علی حرکة المقاومة وإخفاق سياسة المهادنة والمساومة الأمريکية والاوروبية حيال النظام الايراني.
وفشل خامنئي في مسرحية الانتخابات وهزيمة نظام ولاية الفقيه بمجمله».
وفي إشارة إلی تفاقم فعاليات ونشاطات قوات المقاومة في إيران  أکدت السيدة رجوي خطاباً لملالي إيران الذين وسبق أن أعلنوا مرات عن انتهاء مجاهدي خلق قائلة : « إعلموا جيدا أن هؤلاء الذين تقولون منذ سنوات قد أکل عليهم الدهر وشرب وانتهوا، فهم موجودون وقادمون وسينزلون علی رؤوسکم». جيل من الشباب العاصين الناهضين لمقاضاتکم لارتکابکم مجزرة ضد السجناء السياسيين فنشبوا النار بهيکليتکم بالذات.
إنها ذکرت ونظراً للمرحلة الجديدة والتطورات خلال العام الحالي 3حقائق رئيسية التالية:
«ضرورة الإطاحة بنظام ولاية الفقيه
امکانية إسقاط هذا النظام
وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة  للإطاحة بهذا النظام الاستبدادي الديني».
ثم تطرقت إلی عراقيل الطريق للإطاحة بهذا النظام وهي تتمحور في عاملين :
اولاً : وجود المدعين للإصلاحات الذين احتلوا 20عاماً من مجموع 38عاماً من حکم الملالي حيث لم يقدموا خدمة إلا لولاية الفقيه بالذات.
ثانياً: اعتماد سياسة الاسترضاء لـ”محبي النفط “ يعني داعمي هذا النظام وبالتالي ضد الشعب والمقاومة الإيرانية حيث أعلنت وبصرامة أکثر من ذي قبل بأن ” الطريق الوحيد والحل الوحيد ، هو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه علی يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
إنها تشير إلی قوة معززة بحرکة منظمة موحدة وحضور آلاف من الأعضاء الطلائع کما تحظی بدعم الشعب الإيراني والسجناء السياسيين الصامدين حتی في أصعب ظروف السجون الرهيبة في إيران کما تعتمد علی النساء الماجدات والعمال والمتخصصين والشباب المتفانين ومختلف شرائح الشعب الإيراني المنتفضين بشتی الطرق دعماً للمقاومة الإيرانية حفاظا علی الاستقلالية والصمود.
نعم ، رغم کون هذه الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران من أخطر أنواع الاستبداد في التاريخ و رغم إنها أسوأ الدکتاتورية ، لکن هناک وفي المقابل السيدة مريم رجوي علی رأس مقاومة بکل جدية والتعهد حتی صميم العظم وفي أعلی قمة بالذات. فتخالص هاتين القوتين طيلة 38عاماً مضی مليئ بالوثائق المسجلة في التاريخ التي تعکس تماماً سجل هذه المقاومة الحافلة بالعز والمجد ، المقاومة التي عزمت لتطيح بهذا النظام وتحرير الشعب من مخالب هذا الاخطبوط ليتخلص جميع شعوب المنطقة أيضاً ويستتب الأمن والاستقرار قريباً بإذن الله.
نعم ، هناک قوة التغيير في الساحة وفي أهبة الاستعداد لإحقاق حقوق الشعب وإحلال حکم الشعب في إيران ، نعم إنها قوة طلعت من آتون التجارب والبلايا خاصة طيلة 14عاماً مضی کما عبرت من منعطفات وتموجات الطريق قبل هذه الفترة استلهاماً من قيادتها الحکيمة والمضحية التي لا تبحث عن مصالحها الشخصية وإنما تريد کل المکاسب لشعبه کما ضحت قبل غيرها بکل شيئ من أجل هذا الهدف.
لقد أصبح هذا البديل الديمقراطي باقيا ومحطا لآمال شعوب المنطقة للخلاص من التطرف الإسلامي کما شاهدنا في المؤتمر السنوي الأخير في باريس.
أکدت السيدة رجوي وفي إشارة إلی مفاخر هذه المقاومة في کلمتها قائلة:
« و خلال الأعوام الـ38 الماضية ، کان الملالي في حرب مع العراق لمدة ثماني سنوات. وست سنوات مع
الشعب السوري ومازالوا يواصلون الحرب وکانوا لمدة أکثر من عشر سنوات في مواجهة المجتمع الدولي
بسبب صناعة القنبلة النووية.
ان المقاومة الايرانية تفتخر أنها وقفت أمام الاستبداد الديني في هذه المجالات الثلاثة ورفعت راية السلام
والحرية وراية الدفاع عن الشعب السوري وراية ايران غير نووية».
نعم إنها تبحث عن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية وليس إلا . لا تبحث عن المال ولا السلاح وتقول:
 « إن الحل لأزمة المنطقة والعصابات مثل داعش يکمن في الإطاحة بهذا النظام بيد الشعب والمقاومة الإيرانية ».
إنها تبحث عن طرد هذا النظام من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وإعطاء مقاعد إيران للمقاومة الإيرانية ، کما تبحث عن تسمية فيلق الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية ومقاضاة خامنئي وسائر رموز النظام الإيراني بسبب انتهاکاتهم لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية سيما ارتکاب مجزرة عام1988کما يزداد يوماً بعد يوم عدد الداعمين لهذه المطالب الشرعية سواء في داخل إيران أو خارجها وقريباً سيخضع المجتمع العالمي لهذه المطالب ، لقد ولی عهد الملالي وبالأحری قد بدأ تقدم المقاومة الإيرانية.
نعم ، إن السيدة رجوي في طليعة جميع تواقي الحرية ، سواء کانوا إيرانيين أو غير إيرانيين وکلها أمل تعتمد علی قوة وقابلية شعبها وأنصارها من کل جنسية ودين کانوا.
فلننتفض لنصرتها جميعاً ، فإنها تحمل راية حرکة ضد التطرف وبيدها مفتاح فتح الغد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى