مقابلات

عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريکية يکشف نوايا واشنطن تجاه النظام الإيراني

 


الفجر

11/7/2017
 
محمد سمير
 

يعتبر النظام الإيراني من أکثر الأنظمة التي تمثل خطرًا محدقًا علی الدول العربية، لما يتبناه من سياسات من شأنها التدخل في جميع الشؤون الداخلية للدول العربية، بل وتتعدی إلی امتلاکه وتحريکه مليشيات شيعية، لمّلمها من کل حدب وصوب، لتتدخل مباشرة في عمليات تدمير وتخريب المنطقة، ولعلّ سوريا والعراق واليمن وغيرهم، من أکثر الدول التي تعاني ذلک، وحالها شاهد عليها.

علی صعيد آخر تمثل المقاومة الإيرانية شوکة قوية في حلق هذا النظام، حيث تعتبر بديلًا مهمًا للغاية، تتبنی عدة مبادئ، تقوم علی المساواة والحرية، وتؤمن بضرورة إسقاط ولاية الفقيه التي يتخذها نظام الملالي سندًا وحماية له، وفي خضم ذلک يساندها الکثير من المؤسسات الغربية والأوروبية، فضلا عن الشخصيات الأمريکية الرفيعة، التي هي بالأساس خبيرة في الشأن الإيراني، وتعمل علی مواجهته، والتي تتواجد في الأجهزة السيادية الأمنية الأمريکية، وکذلک الکونجرس الأمريکي.

في تلک المرة حلّقت “الفجر” بعيدًا لتحط رحالها في الولايات المتحدة الأمريکية، حيث التقت ريموند تانتر، العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريکي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريکية.


من هو ريموند تانتر؟
ريموند تانتر، هو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريکي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريکية حاليا، شارک عام 2005 في تأسيس لجنة السياسة الإيرانية، وعمل رئيسًا لها، إضافة لذلک عمل عضوًا في اللجنة المعنية بالخطر الإيراني الحالي، وظل لمدة عشر سنوات باحثًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنی.

عمل أيضا کعضو بارز في مکتب الشرق الأوسط لموظفي مجلس الأمن القومي في إدارة ريجان وبوش، الممثل الشخصي لوزير الدفاع في الأمن الدولي ومحادثات تحديد الأسلحة في أوروبا.

ألّف العديد من الکتب، من بينها ما يتعلق بإيران، وهي: استحضار آيات الله وقمع الديمقراطية، الرئيس أوباما وإيران، وضع علامات الإرهاب علی منظمة منشقة إيرانية، والمتمردون العرب والمعارضين الإيرانيين.
وبوصفه باحثاً مقيماً بالسفارة الأمريکية في طوکيو، فقد ألقی الدکتور تانتر محاضرات حول سيناريوهات توقف ضخ البترول مع الترکيز بشکل خاص علی الشرق الأوسط.


ويُدَرِّس ريموند تانتر دورات حول الصراع العربي الإسرائيلي والشؤون الأمنية الدولية والدفاع باستخدام القذائف البالستية بجامعة جورجتاون.


وتعرض “الفجر” لقراءها الأعزاء الحوار الخاص الذي أجرته مع “ريموند تانتر” عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريکية، والذي ألقی الضوء علی سياسات النظام الإيراني تجاه الدول العربية وموقف واشنطن من هذه السياسة في المنطقة والعالم.. وإلی نص الحوار:_


في بداية حوارنا معکم.. کيف تری انتهاکات النظام الإيراني ومخالفاته في المنطقة؟

سألتم عن الإرهاب وانتهاکات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني، واسمحوا لي أن أضع إجابتي في سياق الانتخابات الرئاسية في إيران التي أجريت مؤخرا، وهي تمثل محاکاة ساخرة للديمقراطية، حيث أنها بعيدة تماما عن قواعد الديمقراطية التي يتبناها العالم، وتعتبر مجاهدي خلق الإيرانية، من أکثر المنظمات الإيرانية التي رفضت الانتخابات نظرًا لأنها لا تعبر بالفعل عن مکنون الشعب الإيراني وحريته، وهو ما يؤکد أن هذا النظام لا يصلح علی الإطلاق.

والنظام الإيراني متورط بالفعل في انتهاکات وأعمال إرهابية کثيرة من بينها التعذيب الجنسي ضد النساء، وممارسة الإعدامات الجماعية، فضلا عن التخريب والتدمير الذي يتزعمه في المنطقة.


قرأت في مقال لکم عن محاولات رؤساء أمريکا تبني حلول اعتدالية مع النظام الإيراني.. کيف جرت هذه المحاولات وماذا کان مصيرها؟

بالفعل کانت هناک محاولات عدة من قبل الرؤساء الأمريکيون من کلا الطرفين مرارا علی إستراتيجية لتشجيع الاعتدال داخل النظام الإيراني بدلا من الاستغلال، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل تماما وقد کان هذا النهج مضللا للغاية وأسفر عن سلسلة من خيبات الأمل، بعد وعود بالإصلاح من محمد خاتمي، وأکبر هاشمي رفسنجاني، والآن روحاني.

وخلال متابعة تلک الوعود، وجد حالات کثيرة لعمليات إعدام بلغت أکثر من 000 3 عملية إعدام، بجانب الفقر والظلم المستبيح للساحات الداخلية.

 

من وجهة نظرکم.. کيف تروا فوز حسن روحاني بولاية جديدة بشأن سياسته تجاه حقوق الإنسان؟
بالفعل نجح روحاني في نزع ولاية ثانية من الحکم الإيراني، ستمتد لأربع سنوات، ونری أن تلک الولاية لا تختلف کثيرا من ناحية انتهاکات حقوق الإنسان التي يصدرها دائما هذا النظام، وبالتالي ستکون هناک مضاعفات للاضطهاد ولا يرجح أن يحدث أي تغييرات جوهرية في السياسات العامة، لکن هناک شيئا هاما يحدث حاليا، وهو أن النظامي ينتقل إلی مراحل سيئة للغاية، ستشهد أکثر انقساما وبالتالي إلی الأضعف.


تتحدث کثيرا عن المقاومة الإيرانية باعتبارها بديل أساسي للنظام الإيراني.. ما رأيکم في برنامجها المطروح کبديل لولاية الفقيه؟

خلال الانتهاکات الجسيمة التي يحدثها النظام الإيراني، اکتسبت المقاومة الإيرانية مکانة عامة أکبر بکثير من ذي قبل في نفوس الشعب الإيراني وکذلک عالميا، المقاومة الإيرانية برغم شتاتها، إلا أنها تمتلک قوة کبيرة داخل البلاد، وهم مستعدون تماما لأخذ بلادهم إلی الأفضل بعيدا عن حکم ولاية الفقيه، وحکم رجال الدين في إيران.

کما أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تعتمد خطة الديمقراطية الغير نووية، وهي المکونة من 10 نقاط لرئيسته المنتخبة مريم رجوي، التي تحتاج فقط لدعم سياسي دولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريکية بحيث تتبوأ هذا المنصب الرئاسي.


نری مساعي ظاهرة في إدارة الرئيس ترامب تبرز عدائية تجاه النظام الإيراني.. فما حقيقة تلک العداوة؟ وماذا تتوقعوا بشأن علاقة ترامب ونظام ولاية الفقيه؟

منذ الوهلة الأولی لبروز الرئيس دونالد ترامب، کانت العداوة واضحة تجاه النظام الإيراني، ومما يدلل علی ذلک مساعيه الشديدة المتصاعدة في تصنيف الحرس الثوري الإيراني کمنظمة إرهابية، بما يؤکد أن هناک فرصة لتعيين الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية.

الأمر لا يتوقف فقط علی مساعي الرئيس ترامب، بل إن الوزير تيلرسون، أکد مرارًا أن البيت الأبيض يبحث ضرورة کسر الاتفاق النووي مع إيران بسبب دعمها المستمر للإرهاب، وهو ما يؤکد عداوة واضحة بين الإدارة الأمريکية والنظام الإيراني.


کيف تروا آفاق الزيارة التاريخية للرئيس دونالد ترامب إلی المملکة العربية السعودية فيما يخص محاربة النظام الإيراني؟

بالطبع کانت زيارة تاريخية للملکة العربية السعودية وهي من أهم الاتفاقات التي وضعت عنوانا أساسيا يحمل إضعاف النظام الإيراني، مع فتح الباب أمام المعارضة الإيرانية المنظمة لتسريع تفکک النظام، التي أصبحت لها الظروف متاحة شيئا فشيئا.

من ناحية أخری ينبغي أن تؤخذ إرادة الشعب الإيراني، التي يتولاها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الاعتبار کجزء أساسي من السياسة الجديدة، من خلال دمج المعارضة في إستراتيجية متماسکة تشمل التحالف العسکري الإسلامي في الرياض ومواءمة واشنطن العالمية ضد الإرهاب.


هل هناک احتمالية لفسخ الاتفاق النووي بين القوی الدولية والنظام الإيراني خاصة في ضوء الخلافات بين ترامب والنظام الإيراني؟

من المعروف أن الاتفاق النووي کان محل اهتمام کبير للرئيس الأمريکي دونالد ترامب، قبل توليه الرئاسة ولا يزال ذلک مستمرا أيضا، بجانب ذلک فإن مجلس الشيوخ صوّت في 15 يونيو لصالح مشروع قانون لفرض عقوبات أمريکية جديدة علی برنامج إيران الصاروخي الباليستی، ودعمه للإرهاب، وانتهاکات حقوق الإنسان، وهو ما يرشح إمکانية اتخاذ خطوات عدائية جدية في مجال الاتفاق النووي مع إيران.


بالبحث والإطلاع وقبل إجراء الحوار عثرت علی مقال لکم أوضحتم فيه بعض التوصيات التي تقترحوها علی الإدارة الأمريکية بخصوص الاتفاق النووي الإيراني؟ حدثنا عنها وماذا تريد منها؟
نعم بالفعل کانت لي بعض التوصيات التي أدفع بها إلی الإدارة الأمريکية باتجاه ضرورة تعديل الاتفاق النووي ليشمل بحوث الصواريخ البالستية، وتطويرها، واختبارها من قبل طهران، بجانب فرض قيود جديدة علی صواريخها.
کما أن من أهم الأمور التي ينبغي وضعها في الاعتبار أن تؤخذ الأدلة التي قدمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محل اهتمام کبير في ضرورة تقييد الاتفاق، والتي قدمها في 20 يونيو الماضي، والتي کشف فيها عن مواقع نووية، واختبار آليات إطلاق الأسلحة النووية، والقذائف.


من وجهة نظرکم.. ما أهمية تجمع المقاومة الإيرانية في باريس الذي عقد في 1 يوليو 2017 خاصة دورها في کشف مساوئ النظام الإيراني؟

أهمية التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية يکمن في تجديد الدعوات العالية بضرورة تغيير النظام من الداخل وهذه هي الرسالة التي تبناها تجمع 1 يوليو 2017، بجانب أنه سلسلة من التجمعات التي تشير إلی أن الأجواء تتحول ضد طهران.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو ائتلاف من الجماعات المنشقة التي هي أفضل قدرة علی جلب الأفراد الآخرين الذين يرفضون حکم رجال الدين في طهران، کما أن لديه الرؤية والقيادة والشجاعة لتوسيع تحالفه وإدماج المزيد من الجماعات التي ترفض أيضا حکم آية الله، والالتزام بالتصدي لهذا النظام الفاسد والغير الشرعي.


في نهاية حوارنا.. ما هي رسالتکم التي تريدون توصيلها للمجتمع الدولي تجاه القضية الإيرانية والنظام الإيراني؟

علی المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته عن طريق إدانة قمع طهران واعتناق تطلعات الشعب الإيراني من أجل إيران الحرة والمزدهرة المقبولة المحترمة في جميع أنحاء العالم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى