أخبار إيران

الشرق الاوسط المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس يطالب بتغيير النظام

 


رجوي: الطريق الوحيدة لتخليص إيران إسقاط ولاية الفقيه
 ترکي الفيصل: نظام طهران أکبر راعٍ للإرهاب
 
 


الشرق الاوسط
207/2017

 

نظمت المعارضة الإيرانية، أمس، مؤتمرها السنوي لعام 2017 بحضور شخصيات وناشطين سياسيين دوليين، وسط حضور لافت لأنصارها من بين الجالية الإيرانية في ضواحي باريس، وقالت رئيس المعارضة مريم رجوي: إن «تغيير النظام الإيراني أمر ضروري وفي متناول اليد، وهناک بديل ديمقراطي وکفء»، مطالبة بـ«ضرورة إدراج قوات الحرس في القائمة السوداء، وطرد الملالي من المجتمع الدولي وتسليم کراسي إيران إلی المقاومة»، وفي المقابل اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نشاط المعارضة الإيرانية علی الأراضي الفرنسية «نقطة إبهام في العلاقات الثنائية بين طهران وباريس».

وانتقد المشارکون بشدة سلوک طهران الإقليمي والدولي، معلنين تأييدهم مشروع الجماعات المعارضة الإيرانية لـ«إسقاط النظام» في إيران، ورفع أنصار «مجاهدين خلق» العلم الإيراني الذي يحمل شعار الأسد والشمس وأعلاما، وردد الحضور هتافات تطالب بإسقاط النظامين الإيراني والسوري، ووضع حد للدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وتعتبر المعارضة الإيرانية (مجاهدين خلق) من بين أبرز الأحزاب السياسية المطالبة بتغيير النظام الإيراني. وأعلن قادة «مجاهدين خلق» انشقاقهم عن الثورة الإيرانية بعد إعلان نظام ولاية الفقيه. وأسست الجماعة في 1965، وکانت من بين الفصائل التي أسقطت النظام السابق قبل أن تعلن معارضتها للنظام.

وذکرت رجوي في خطابها أمام المؤتمر، أن «الطريق الوحيدة لتخليص إيران من شر الاستبداد، والطريق الوحيدة للسلام والأمن في المنطقة هو إسقاط نظام ولاية الفقيه». وتحت عنوان «ثلاث حقائق أساسية لإقرار الحرية في إيران ولتحقيق السلام والأمن في المنطقة» أشارت رجوي إلی «ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه» و«إمکانية إسقاط هذا النظام»، و«وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بالنظام الاستبداد المذهبي».

واعتبرت رجوي أن النظام الحالي «غير قابل للإصلاح»، وقالت: إن «38 عاما من عمر النظام کانت دفّة الحکومة علی مدی 20 عاما بيد المزعومين (الإصلاحيين)، لکنهم لم يقدموا شيئا سوی الخدمة لولاية الفقيه»، مطالبة الدول الغربية بوقف ما وصفته بـ«التنازلات» للنظام الإيراني. وتابعت أن الذي «توصّل إليه کثيرون في العالم بأن الحل، بل الحل الوحيد هو إسقاط نظام ولاية الفقيه».

وعلقت رجوي في کلمتها علی الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران مايو (أيار) الماضي، وعدت «محاولة لوأد الانتفاضات الشعبية واحتواء الصراعات بين الأجنحة الحاکمة»، مشيرة إلی ترشح المدعي السابق وأحد المسؤولين عن إعدامات 1988 إبراهيم رئيسي.

وأفادت رجوي بأن المسؤولين في النظام الإيراني «حاولوا تحسين حالة نظامهم بالانتخابات، إلا أنهم قد جعلوه أکثر انشقاقاً وتصدّعاً ففقد استقراره، وبدأوا الآن يتوعّدون روحاني بالعزل والإقالة. إنهم أرادوا تمهيد الأرضية لوصول جلاد إلی کرسي الرئاسة، من خلال کيل الشتائم علی (مجاهدين خلق)، لکنهم فشلوا في ذلک، وأظهروا مدی خوفهم من (مجاهدين خلق) والمقاومة الإيرانية».

وأشارت رجوي إلی إمکانية «إسقاط نظام ولاية الفقيه»، واستدلت في کلامها إلی ما اعتبرته «استياءً شعبيا واسعا تشهده البلاد»، وقالت: «خلافا لدعايات النظام، فإن أکبر خطر يهدد النظام ليس العدو الخارجي، وإنما هو الانتفاضات المتربّصة بالنظام في عمق المجتمع الإيراني».

ونوهت رجوي إلی أن «تورط النظام في ثلاث حروب استنزاف في الشرق الأوسط»، وأضافت أن «النظام عجز في احتواء الانهيار الاقتصادي والکوارث البيئية، وعجز عن توفير أبسط مَطالب الشعب». کما دافعت عن «قوة التغيير والبديل الديمقراطي»، واعتبرت أن هذه القوة «تکمن في تحويل الحالة المتأزمة إلی ظروف إسقاط النظام. ففي العام 2009 کانت هذه القوة هي التي شکّلت النواة الرئيسية للانتفاضات وحوّلت الشعارات من (أين صوتي) إلی (الموت لمبدأ ولاية الفقيه)».

في جانب آخر من خطابها، لفتت إلی ما وصفته «حلا للتصدع لمختلف الأقوام والقوميات في إيران» و«حلا للتفرقة والفصل بين الشيعة والسنة والمدافع عن حرية ومساواة أبناء وطننا من أهل السنة» وکذلک «حل للعلاقات المتوترة بين إيران ودول المنطقة»، وقالت في هذا الإطار إن «المطلب الرئيسي للبديل الديمقراطي هو الحرية والديمقراطية في إيران، کما أن هذه المقاومة معروفة بمعارضتها المستمرة لسياسة تصدير التطرف والإرهاب».

وشارک في المؤتمر عدد من الشخصيات والمسؤولون العرب والغربيين، وألقی المشارکون في المؤتمر خطابات دعما للتوجه السياسي للمعارضة الإيرانية.

 


ترکي الفيصل: النظام الإيراني أکبر راعٍ للإرهاب

وقال رئيس مرکز الملک فيصل للدراسات الإسلامية، الأمير ترکي الفيصل: إن النظام الإيراني «أکبر راع للإرهاب». معتبرا المؤتمر فرصة «لتذکير العالم بجرائم هذا النظام ضد مواطنيه وضد جيرانه، وتهديده للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي».

وفي إشارة الأمير ترکي الفيصل إلی المشترکات الحضارية والتعايش السلمي بين دول مجلس التعاون وإيران، قال: إن «الأحوال تبدلت بعد ثورة الخميني في 1979»، وتابع إن «الخميني وأتباعه سعوا إلی استبدال منطق التعايش بصدام وما عرف بسياسات تصدير الثورة» وقال: إن الخميني «سعی إلی استبدال منطق الدولة بمنطق الثورة الذي يخفي وراءه رغبة توسعية جامحة، وبات من الصعب إذا لم يکن من المستحيل أن نتفاهم بمنطق الثورة والانقلاب لا بمنطق السياسة والدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتثوير الجماعات، وأصبحت الاستراتيجية الخارجية لقيادة ولاية الفقيه هي إحلال فکرة الانقلاب والاضطراب علی فکرة الاستقرار».

وذکر الفيصل أن «الخميني وعد الإيرانيين بالديمقراطية ويتشدق النظام اليوم بأنه عقد انتخابات، فما معنی هذه الانتخابات التي لا يدخلها إلا من يزکيه الولي الفقيه؟». وتابع إن «سلوک النظام في طهران لا يؤهله أن يکون نظاما ديمقراطيا، بل إن سلوکه هو سلوک دموي وديکتاتوري» وطالب الفيصل بتقديم قادة النظام الإيراني إلی محکمة الجنايات الدولية بسبب عمليات الإعدام التي نفذتها السلطات بحق آلاف السجناء السياسيين في صيف 1988.

 

بولتون: ترمب معارض للنظام الإيراني والاتفاق النووي

في السياق نفسه، قال سفير أميرکا السابق لدی الأمم المتحدة، جون بولتون، إنه «يستطيع التأکيد أن في الولايات المتحدة رئيسا هو معارض تماما للنظام الإيراني»، مؤکدا أن الرئيس الأميرکي دونالد ترمب «يعارض الاتفاق النووي مع النظام الإيراني».

وأوضح بولتون، أن «هناک مراجعة في سياسات أميرکا حيال إيران، وإن هذه المراجعة مستمرة»، مضيفا أن «الکونغرس الأميرکي يدرس مشروع قرار ضد النظام الإيراني لدعمه الإرهاب في عموم العالم»، وقال: «نتيجة هذه المراجعة، فإن الثورة الإيرانية التي سرقت من قبل نظام الخميني هي مصدر مشکلة في الشرق الأوسط، وليس هناک فرق بين خامنئي وروحاني. اليوم لا نستطيع أن نثق بروحاني. کل يوم هذا النظام يخرق تعهداته. إنه وسع نشاطاته مع کوريا الشمالية. النظام الإيراني کثف نشاطاته مع کوريا الشمالية لتوسيع نشاطاته الصاروخية. النظامان الإيراني والکوري الشمالي هما متشابهان من وجهة نظر إدارة ترمب».

وتابع بولتون، إن «تصرفات هذا النظام لن تتغير، وإن الطريق الوحيدة هي تغيير هذا النظام. نحن سنحتفل بانتصارکم قريبا في طهران».

من جهته، قال عمدة نيويورک السابق والمرشح السابق للرئاسة الأميرکية، رودي جولياني: إن «الطريق الوحيدة للاستقرار في الشرق الأوسط والعالم تمر عبرکم وعبر إيران حرة». وأضاف أن «العالم يعرف أن النظام الإيراني هو خطر علی العالم أجمع، وأنه خطر علی العالم أن تتزود إيران بالقنبلة النووية».

من جانبه، دعا رئيس وفد المعارضة السورية، نصر الحريري، في کلمته إلی «تأسيس جبهة مشترکة مع مجلس المقاومة الإيرانية هدفه وضع الخطط والرؤی وتنسيق التحرکات من أجل الإطاحة بالنظام الإيراني».

وقال الحريري: إن «النظام القاتل الذي نشر في بلدي سوريا ما لا يقل عن ثمانين ألف مرتزق ومقاتل أتی بهم لقتل الأبرياء، لقتل المدنيين، لقتل الأطفال والنساء»، مشددا علی ضرورة «إخراج الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به من سوريا والعراق واليمن ولبنان وکل الدول الأخری التي يعبث فيها هذا النظام». وأضاف: «ندين النظام الإيراني لما يرتکب من جرائم حرب وجرائم إنسانية، يجب طردها من منظمة التعاون الإسلامي، وأي منظمة تعاون إسلامي».

زر الذهاب إلى الأعلى