أخبار إيران

ايلاف: رجوي للعالم: إسقاط النظام الإيراني أصبح ممکنًا


د أسامة مهدي 
 
ايلاف
1/7/2017

 

أکدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أن إسقاط النظام الإيراني أصبح ممکنًا في المستقبل المنظور، مشيرة إلی وجود بديل ديمقراطي جاهز ليحل محله.. ودعت إلی طرد النظام من الأمم المتحدة، وتسليم مقعد إيران إلی المقاومة، وإدراج قوات الحرس الثوري في قوائم المنظمات الإرهابية، وطرده من المنطقة، وتقديم خامنئي وقادة النظام إلی العدالة، لانتهاکهم حقوق الإنسان، وارتکابهم جرائم ضد الإنسانية، خاصة مجزرة عام 1988.
إيلاف: أشارت رجوي في کلمة خلال المهرجان السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس اليوم، وتابعتها “إيلاف”، بحضور عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية في الخارج ومئات الشخصيات السياسية والأکاديمية والدينية والإعلامية اليوم إلی أنه في العام الماضي وفي هذا الوقت کان نظام ولاية الفقيه يقصف مخيم ليبرتي لعناصر مجاهدي خلق في ضواحي بغداد بالصواريخ لارتکاب مجازر بحق مجاهدي خلق. والآن المقاومة الإيرانية هي التي تهاجم النظام بعد عملية ناجحة لنقل أفرادها من معتقل ليبرتي إلی الخارج، وبعد خطوات التقدم التي حقّقتها المقاومة.. وعبّرت عن الارتياح للقاء أعضاء وقادة مجاهدي خلق في ألبانيا الذين التحقوا.
وأوضحت أن هذا التجمع يأتي متأثّرًا بثلاثة تطورات کبيرة: نقل آلاف أعضاء مجاهدي خلق من العراق إلی الخارج، وإفشال خطة خامنئي للقضاء علی حرکة المقاومة.. وإخفاق سياسة المهادنة والمساومة الأميرکية والأوروبية حيال النظام الإيراني.. وفشل خامنئي في مسرحية الانتخابات وهزيمة نظام ولاية الفقيه بمجمله.
مسرحية الانتخابات
أضافت إن خامنئي کان يبحث من خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة وأد الانتفاضات الشعبية، واحتواء الصراعات بين الأجنحة الحاکمة، ومن أجل ذلک دفع إلی الساحة الملا إبراهيم رئيسي عضو «لجنة الموت» في مجزرة عام 1988، حيث تم إعدام ثلاثين ألفًا من السجناء السياسيين.
 



تجمع معارض ضخم في باريس للجاليات الإيرانية في الخارج
وقالت “لکن استعداد المجتمع الإيراني للانتفاضة أفشل خطّته. هذا الاستعداد بلغ مداه بفعل حملة قام بها أنصار المقاومة لتفعيل موضوع مجزرة السجناء السياسيين وفضح طبيعة رئيسي الجلّاد ومقاطعة الانتخابات المزّيفة، وأدّت إلی استهداف النظام بکل أجنحته”. وبيّنت أنه في الأيام الأخيرة للانتخابات، وبسبب الأجواء الملتهبة للمجتمع الإيراني، اضطر خامنئي إلی التراجع من خطته، خشية تکرار انتفاضات علی غرار ما حصل في العام 2009.

وقالت إن الملالي کانوا في صدد تحسين حالة نظامهم بالانتخابات، إلا أنهم قد جعلوه أکثر انشقاقًا وتصدّعًا يفقد استقراره، وبدأوا الآن يتوعّدون روحاني بالعزل والإقالة.. إنهم أرادوا تمهيد الأرضية لوصول جلاد إلی کرسي الرئاسة، من خلال کيل الشتائم علی مجاهدي خلق، لکنهم فشلوا في ذلک، وأظهروا مدی خوفهم من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.
وخاطبت حکام إيران قائلة: “أطلقوا الصراخات والعويل قدر المستطاع، وحطّموا رؤوسکم بالجدران، ولفّقوا الأکاذيب والهراءت ضد حرکتنا في منابرکم باستغلال صلوات الجمعة، ولکن عليکم أن تعلموا جيدًا أن هؤلاء الذين تقولون منذ سنوات إن الدهر قد أکل عليهم وشرب وانتهوا، فهم موجودون وقادمون وسينزلون علی رؤوسکم، فأولئک الذين علّقتم جثامينهم علی المشانق، وأخفيتم قبورهم، عادوا لينهضوا من خلال جيل من الشباب الناقمين، وها هم قد حاصروا نظامکم بحرکة المقاضاة لمجزرة 1988 فإن حبال المشنقة التي وضعتموها علی رقاب الشباب الإيرانيين، تحوّلت إلی حلقة نارية علی أعناقکم، ولا تترکها حتی حلول يوم تتطهّر فيه أرض إيران من دنس ولاية الفقيه”.
التغيير أشرق علی إيران
وشددت رجوي علی أن شمس التغيير قد أشرقت علی إيران.. النظام الحاکم يعيش حالة مرتبکة عاجزة أکثر من أي وقت آخر. المجتمع الإيراني يغلي بالاستياء والنقمات الشعبية، والمجتمع الدولي اقتنع أخيرًا بحقيقة أن المهادنة مع نظام ولاية الفقيه سياسة خاطئة.

وأشارت إلی أن هذه الظروف الساخنة تحمل ثلاث حقائق أساسية لإقرار الحرية في ايران ولتحقيق السلام والأمن في المنطقة:
أولًا: ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه.
ثانيًا: إمکانية إسقاط هذا النظام.
ثالثا: وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بالنظام الاستبدادي المذهبي.
الحل الوحيد بأسقاط النظام
وأکدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن الحلّ الوحيد هو إسقاط نظام ولاية الفقيه.. وتساءلت: “هل هذا النظام قابل للإصلاح؟”. وأجابت “کلّا، لأن من بين 38 عامًا من عمر النظام کانت دفّة الحکومة علی مدی 20 عامًا بيد المزعومين “الإصلاحيين”، لکنهم لم يقدموا شيئًا سوی تقديم الخدمة إلی ولاية الفقيه.
وقالت إن أکبر تحدّ لنظام الملالي هو: الانتفاضات المتربّصة بالنظام في عمق المجتمع الإيراني.. مشددة بالقول علی أن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممکن وفي المنظور، لأن هذا النظام مُحاصَر باستياء شعبي واسع. وحسب تصريح قائد قوی الأمن، فقد جرت في العام الماضي قرابة أحد عشر ألف تظاهرة وتجمع احتجاجي في عموم البلاد.
وأوضحت رجوي أن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممکن وفي المنظور لأسباب عدة تعود إلی عجز النظام، منها: عجز النظام في احتواء الانهيار الاقتصادي والکوارث البيئية وعجزه في توفير أبسط مَطالب الشعب المغلوب علی أمره، وعجزه في الحصول علی القنبلة النووية وکذلک عجزه في لمّ شمل أرکان نظامه. وقالت إن إسقاط الملالي ممکن، لأنهم ورّطوا أنفسهم في ثلاث حروب استنزاف في الشرق الأوسط، وفي حال خروجهم منها بأي شکل کان، يتعرّض کيانهم للخطر. وأکدت أن ذلک ممکن نظرًا إلی وجود البديل الديمقراطي ووجود قوة للتغيير.
البديل
ونوهت بأن هذا البديل يعتمد علی حرکة منظّمة متحدة بآلاف الأعضاء من الرياديين والطلائع المستعدين للتضحية کما يعتمد علی دعم صادق من الإيرانيين داخل إيران وخارجها، وعلی خلوص وجهود أنصار المقاومة… وعلی السجناء السياسيين الذين قاموا هذه الأيام من داخل زنزاناتهم وسجونهم بإعلان تأييدهم لهذا المؤتمر. ثم إنه يعتمد علی النساء والعمّال والمدرّسين والمختصّين والشباب الشجعان. ويعوّل علی حبهم اللامحدود ودعمهم المالي الذي يجمعونه من خلال الاقتراض وبيع ممتلکاتهم ومنازلهم لکي تبقی هذه المقاومة مستقلة مرفوعة الرأس وصامدة. إننا ومن خلال مساعي أعضاء المقاومة وقبولهم المخاطر، تمکّنا من کشف النقاب عن المواقع النووية السرية لهذا النظام. بينما لم تستطع أي دولة في العالم الإطلاع عليها.
وشددت علی أن هذا البديل أجدر حلّ لأهم التصدعات السياسية والاجتماعية والفکرية في إيران لأنه: حل للتصدع لمختلف الأقوام والقوميات في إيران.. وحل للتفرقة والفصل بين الشيعة والسنة والمدافع عن حرية ومساواة أبناء الوطن من أهل السنة.. وکذلک حل للعلاقات المتوترة بين إيران ودول المنطقة.

محاکمة خامنئي وأرکان نظامه
أضافت رجوي قائلة “نحن رحّبنا بمواقف القمة العربية الإسلامية الأميرکية في الرياض ضد أعمال النظام الإيراني الإرهابية والمزعزعة للاستقرار، کما أکدنا في الوقت نفسه أن طريق حل أزمات المنطقة والتصدي لمجموعات إرهابية مثل داعش يکمن في إسقاط هذا النظام الفاشي المذهبي علی يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية”.
وأشارت إلی أنه علی هذا الأساس يمکن دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول المنطقة إلی: الاعتراف “بمقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط الاستبداد الديني. وليطردوا النظام من الأمم المتحدة ويسلّموا کراسي إيران إلی مقاومة الشعب الإيراني”.. وإدراج قوات الحرس (الثوري) في قوائم المنظمات الإرهابية ويطردوها من عموم بلدان المنطقة.. وتقديم خامنئي وقادة النظام إلی العدالة لانتهاکهم حقوق الإنسان وارتکابهم جرائم ضد الإنسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسببب ما ارتکبوه من جرائم حرب في المنطقة.
العالم سئم ممارسات نظام طهران
وانطلق في وقت سابق اليوم في باريس المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في تجمع حاشد يمثّل أبناء الشعب الإيراني بجميع أعراقه وأجناسه وأديانه للمطالبة بإسقاط النظام الحاکم في إيران وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والسلام والاستقرار في المنطقة والأخوة مع الجيران.
يشارک في المؤتمر مئات الشخصيات من مختلف التوجهات السياسية من خمس قارات العالم، منها هيئات برلمانية وخبراء متنفذون في السياسة الخارجية والأمن القومي من أميرکا الشمالية وأوروبا وشخصيات ومسؤولون من الدول العربية والإسلامية.
 

إيرانيو المنفی خلال تجمعهم السنوي في باريس
وأکد المجلس الوطني للمقاومة في بيان صحافي تلقته “إيلاف” أن المؤتمر ينعقد في وقت تعيش إيران الشعب في وضع ينذر بالعصيان، حالات النقمة تزايدت، والشعب يطالب بتغييرات أساسية. وأوضح أن “نظام الملالي يعيش في الضعف والوهن. تفاقمت الصراعات الداخلية أکثر من أي وقت مضی. حصيلة الانتخابات کانت فشل نظام ولاية الفقيه، فالنظام يحتاج مزيدًا من القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والحروب من أجل الحفاظ علی السلطة”.
وأضاف إن “التدخلات المتزايدة للنظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول ودعمه للمجموعات الإرهابية جعلت عدم الاستقرار حالة ثابتة في المنطقة. ارتکاب مجازر بحق أکثر من نصف مليون سوري وآلاف مؤلفة من العراقيين واليمنيين وغيرهم وتشريد ملايين من أبناء بلدان المنطقة، والعمليات الإرهابية في مختلف دول العالم خاصة في بلدان الشرق الأوسط”.
واکد أن “العالم قد سئم من تصرفات هذا النظام، ووصل إلی قناعة بضرورة مواجهة نشاطاته، مشددًا علی أن تغيير النظام الإيراني أمر لا بدّ منه”.

 


 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى